دراسة: قطتك ستلتهم جثتك

كتب: شريف محمد فريد

دراسة: قطتك ستلتهم جثتك

دراسة: قطتك ستلتهم جثتك

يبدو أن القطط الكبيرة المفترسة، مثل الأسد والنمر والفهد، ليست هي الأنواع الوحيدة في السنوريات (فصيلة القطط) التي يمكنها التهام اللحم البشري، فالباحثين وجدوا مؤخرا أن القطط الأليفة يمكن أن تلجأ للحوم البشر الموتى كخيار إضافي في نظامها الغذائي.

أثناء دراسة عملية تحلل الأجسام البشرية، ترك الباحثون أكثر من 40 جثة بشرية خارج مركز أبحاث الطب الشرعي بجامعة كولورادو ميسا الأمريكية، لمدة 35 يوما متواصلا، حيث نجحت اثنتان من القطط الضالة في الوصول إليهم، وبدأت في التغذي على لحوم بعض الجثث، وفقا لما نشرته صحيفة (Daily Mail) الإنجليزية.

على الرغم من وجود أكثر من 40 جثة مختلفة الأحجام لرجال ونساء، لاحظ الباحثون أن القطتين فضلتا التغذي على جثتين محددتين، حيث كانت كل قطة ترجع دائما إلى نفس الجثة لمواصلة أكلها، على مدار أيام متتالية، وعند فحص الجثتين اللتين أكلت منهما القطط، اللتين كانتا لرجل وامرأة عجوزين، وجد الباحثون أن القطط فضلت التهام الأنسجة الرقيقة الموجودة بالذراعين والكتفين، والتي جعلها التلف أكثر سهولة في التمزيق والأكل.

تعرف محطة أبحاث الطب الشرعي بجامعة كولورادو ميسا باسم "مزرعة الأجساد"، وذلك بسبب استقبالها للجثث التي يتم التبرع بها للبحث والتدريس، ليستخدمها العلماء وطلبة كلية الطب في توثيق ما يحدث في رفات البشر أثناء عملية التعفن والتحلل، من أجل معرفة مراحل التعفن والتحلل المختلفة بشكل دقيق، ومعرفة كل التغيرات الطبيعية وغير الطبيعية التي يمكن أن تحدث للجثث، ليتم استخدام نتائج تلك الأبحاث في ممارسات الأطباء الشرعيين والمفتشين الجنائيين لتحليل الجرائم والكشف عن أي تفاصيل متعلقة بجثث الموتى.

ترى الخبيرة بطبائع القطط بكلية "دافيس" للطب البيطري بجامعة كاليفورنيا أن التهام القطط لبعض أجزاء من جثث البشر ليس بالشيء الغريب أو النادر، وأن هذه ليست مشكلة سلوكية بالنسبة للقطط، وإنما هي مجرد ظاهرة من ظواهر الحياة الحيوانية، ولكن بينما توجد تقارير عن العديد من الحالات التي شهدت التهام القطط لجثث البشر، فإن لقطات الفيديو التي تم تسجيلها للقطتين أثناء التهامهما للجثث، وآثار الأنياب والمخالب بالأنسجة، تعتبر ذات قيمة علمية بالغة، نظراً للندرة الشديدة للأدلة المادية المتاحة لدراسة مثل هذا السلوك المتوحش في القطط.


مواضيع متعلقة