"حادث الطبيبات": أهالي المنيا يشيّعون الدكتورة "سماح" من "الكاثوليك"

"حادث الطبيبات": أهالي المنيا يشيّعون الدكتورة "سماح" من "الكاثوليك"
شيّع أهالى المنيا جثامين 2 من ضحايا حادث «ميكروباص الطبيبات» اليوم، وسط مشاركة كبيرة من الأهالى، مطالبين بمحاسبة المسئول عن الواقعة التى هزت المحافظة، وتسببت فى كارثة، خاصة أن الضحايا فى سن الشباب.
"دمشير" تودع سائق "الميكروباص"
وخرجت جنازة الدكتورة سماح نبيل، من كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بالمنيا، وترأس الصلوات الأب بطرس يعقوب وكيل المطرانية، فيما شيّع أهالى قرية «دمشير» بالمنيا جنازة وائل كمال، سائق السيارة، 30 عاماً، وأكد زملاؤه الذين شاركوا فى الجنازة أن الحادث سببه تطاير غطاء «مشمع» خاص بسيارة نصف نقل، سقط على زجاج الميكروباص أمام السائق، ما تسبب فى حجب الرؤية ووقوع الحادث.
وتقدم الدكتور سمير رشاد، عضو مجلس النواب بسمالوط بطلب إحاطة لرئيس مجلس الشعب كشف فيه أن 120 طبيباً من أبناء المنيا توجهوا للقاهرة لحضور تدريب عن صحة المرأة ضمن حملة «سرطان الثدى»، وأثناء سفرهم وقع حادث تسبب فى وفاة 3، وإصابة 9، مشيراً إلى أنه كان من الأجدى ألا ينتقل هؤلاء إلى القاهرة، وأن ينتقل المحاضر إليهم بالمنيا.
نقل جميع المصابين للعلاج فى معهد ناصر.. والأهالى يطالبون بمحاسبة المسئولين عن إجبار الأطباء على السفر للقاهرة
وقدّم اللواء أسامة القاضى، محافظ المنيا، عزاءه لأسر المتوفين، وتوجّه، برفقة نائبه الدكتور محمد محمود أبوزيد، إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، بحضور الدكتور أسامة بلبل، وكيل مديرية الصحة بالمنيا، والدكتور ناصر زغلول، نقيب الأطباء بالمنيا، وعدد من قيادات وممثلى القطاع الصحى بالمحافظة، للاطمئنان على المصابين والتأكد من توفير أوجه الرعاية اللازمة لهم طوال فترة إقامتهم لاستكمال العلاج، معرباً عن خالص أمنياته لهم بالشفاء العاجل.
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن وقوع حادث سيارة ميكروباص قرب مدينة 15 مايو أثناء توجُّه عدد من الطبيبات للتدريب فى برنامج مبادرة صحة المرأة بمعهد التدريب بالقاهرة دفعة تكليف 2017، وذكر بيان للوزارة أنه تم نقل المصابين إلى معهد ناصر لتلقى الرعاية الطبية الكاملة، وأن الوزيرة وجهت بتوفير الرعاية الصحية الكاملة للأطباء المصابين بالمستشفيات وتوفير المستلزمات الطبية وأكياس الدم للمصابين.
وأمام معهد ناصر فى القاهرة تزاحم عشرات من أهالى المصابين فى الحادث، باحثين عن ذويهم متلهفين للاطمئنان على حالاتهم.
وبعيون دامعة ووجه غاضب تحدّث نبيل حمدان، والد نوارة، إحدى المصابات فى الحادث، قائلاً: «نربى ونكبّر نور عنينا وفى الآخر يضيّعوهم ويهمّلوا فيهم؟»، وتابع: «بنتى خرجت الفجر علشان تلحق ميعادها فى القاهرة.. وفوجئت بناس بتكلمنى تقول لى إنها عملت حادثة».
مؤمن الليثى، خال الدكتورة «نوارة»، يقول إن السفر كان إجبارياً وتحت التهديد للأطباء: «الوزارة كانت بتهدد اللى يمتنع عن السفر، وماكانش فيه مجال للاعتذار، وغير كل ده الأطباء عرفوا بميعاد السفر قبله بساعات قليلة»، وتابع: «الميكروباص خدوه من موقف المنيا الساعة 4 ونص الفجر وكان على حسابهم، والحادث حصل قبل بوابة حلوان بنص كيلو»، وتابع «الليثى»: «الوزيرة جت امبارح بالليل فى زيارة سرية لم تستغرق 10 دقائق، وتم حجز أهالى المصابين فى الدور الأول ومنعهم من رؤية الوزيرة والاحتكاك بها»، أما عن حالة ابنة أخته، فيقول «الليثى» إنها مصابة بكسور متفرقة بالجسم وموجودة بالعناية المركزة.
محمد كمال عبداللطيف، مهندس محطة كهرباء بنى سويف، وشقيق الدكتورة نورا كمال، إحدى المصابات، يقول: «ما صدقتش لما سمعت بالحادثة، لكن ده شىء متوقع لإهمال الوزارة، فإنها تجبر الأطباء وبينهم طبيبات على السفر دون عذر، وازاى مفيش عربيات مجهزة من الوزارة تنقل الأطباء»، أما عن إصابة شقيقته، فيقول «محمد» إنها مصابة بنزيف فى المخ، وكسر بالفخذ، وحالتها غير مستقرة: «أختى بين الحياة والموت، وحقها مش هيروح».
فاطمة منصور، إحدى المصابات فى الحادث، تقول إنهن اضطررن إلى السفر خوفاً من العقوبات التى هددت بها الوزارة، مشيرة إلى كونها المرة الأولى التى تذهب فيها إلى تدريب بالقاهرة: «اتهددنا إن اللى مش هييجى هيتحول للتحقيق وهيتنقل من الإدارة».
"فاطمة": السفر كان إجبارياً وتحت التهديد
وأشارت «فاطمة» إلى أن هناك طبيبة لم تسافر معهن، وبعد الحادث اتصلت الوزارة بها وأبلغتها بأنها محوَّلة للتحقيق: «الغريب إن مؤتمر التدريب مدته 35 دقيقة، إزاى يسفّرونا عشانه فى حين إن فيه تدريبات كتير بناخدها فى المنيا وأطباء بنى سويف بييجوا هنا ياخدوها»، وأضافت أنها علمت بأن المؤتمر لم يُلغَ بعد الحادث: «المؤتمر اتعمل من غير وجودنا، وكأن مافيش حد اتصاب أو مات». أصيبت «فاطمة» بكسر فى القدم، وحالتها مستقرة، ولكنها شاهدت حالة زميلتها «راعوث» التى فقدت جنينها نتيجة الحادث: «كل اللى كانوا فى الحادثة زمايلى، لكن أصعبهم راعوث، كانت حامل، اضطرت تركب العربية، والجنين مات نتيجة كسور، والرحم انفجر».
القس "إيليا": "راعوث" استأصلت الرحم وفقدت جنينها وأصيبت بكسر فى الحوض
وأوضح القس إيليا، عم الطبيبة راعوث، المصابة فى الحادث، أنها حاولت الاعتذار عن السفر لأنها حامل فى الشهور الأولى، لكن اعتذارها رُفض وجرى تهديدها بنقلها من الإدارة التابعة إليها وتحويلها للتحقيق»، وتابع: «راعوث جنينها مات بسبب كسور، والرحم انفجر، وعملت 3 عمليات، وشالت الرحم، وكمان عندها كسر فى الحوض ومفصل الفخذ».
وقال الدكتور حاتم المرسى، مدير مستشفى حلوان العام، إن جميع الحالات التى دخلت المستشفى إثر حادث «طبيبات المنيا» تحولت جميعها تباعاً منذ دخولها وحتى صباح اليوم إلى معهد ناصر، بما فى ذلك الحالات «الخطرة» و«البسيطة».