"سنة تالتة سور أزبكية".. مفيش كتب مضروبة وزائرين من كل حتة

"سنة تالتة سور أزبكية".. مفيش كتب مضروبة وزائرين من كل حتة
- سور الأزبكية
- مهرجان سور الأزبكية
- الأزبكية
- معرض الكتاب
- كتب مستعملة
- سور الازبكية
- سور الأزبكية
- مهرجان سور الأزبكية
- الأزبكية
- معرض الكتاب
- كتب مستعملة
- سور الازبكية
منذ الصباح الباكر كانت الحركة النشطة تدب في المكان الذي تزين بأعلام مصر والبالونات، في أول أيام مهرجان سور الأزبكية الثالث للكتاب، استعد له رواده كما استعد البائعون، فالأول يظل طوال العام يسجل أسماء الكتب التي يحتاجها ويدخر نقوده، والثاني يدخل المزادات ويملأ مخازنه، ليأتي قبيل المهرجان بنقلها شيئا فشيئا للعرض أمام زائر طال انتظاره، منهم من رفض الاشتراك في المعرض السنوي لما يراه من إرهاق في طول الطريق والتكاليف ومنهم من يشار هنا وهناك، كذلك الحال كان الزوار، الذين أعد لهم فريق تنظيم المهرجان مسابقات وجوائز على هيئة تذاكر لحضور مسرحيات، كطرق تشجيعية.
تجولت "الوطن" في أول أيام المهرجان، الذي يبلغ عمره دورتين، كانت الأولى إبان ثورة 25 يناير، حين تسبب الانفلات الأمني في إلغاء دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب، والثانية كانت العام الماضي، حين رفض أصحاب محلات ومكتبات سور الأزبكية الاشتراك في المعرض بعد انتقاله من مدينة نصر إلى مركز مصر للمعارض بالتجمع الخامس، وينطلق المهرجان اليوم ويتستمر حتى 15 فبراير المقبل.
حسام علي: المعرض شكله حلو.. لكن البيع مش هيغطي التكلفة
في التاسعة صباحا، وعلى غير عادته في التواجد بمكتبته بعد ذلك بساعتين، كان حسام علي، 53 سنة، قد بدأ ينظم الكتب، يضع المنضدة أمام المكتبة ثم ينظم الكتب فوقها بعناية شديدة، اكتسبها على مدار 35 عاما هي مقدار خبرته في المهنة التي ورثها عن والده وجده، "والدي توفي وأنا في ثانوية عامة، وأنا كملت ومكتبتي مرخصة من أكتر من 30 سنة".
المهرجان نجح العام الماضي فلذلك تقرر تكراره بعيدا عن المعرض لما يجد من ارتفاع في سعر الحجز وتكلفة النقل ما سيضطر لرفع أسعاره، كما أن ميزة العرض على "ترابيزة" تكون مناسبة بشكل أكبر لسلعته بدون تحديد لمساحة عرض "المعرض شكله حلو تنظيميا لكن البيع مش هيغطي التكلفة وهيضيع 6 ساعات عليا وعلى الزبون في المواصلات"، بحسب حسام في حديثه لـ"الوطن"، متمنيا نجاح زملائه المشاركين في معرض الكتاب.
مسؤول تسويق المهرجان: تذاكر لمسرح العرائس هدية الفائزين
أحمد نصير، 28 سنة، الذي ورث المهنة عن والده، ورغم حصوله على بكالوريوس الإرشاد السياحي إلا أنه أحب بيع الكتب وفضلها على غيرها، يغض الطرف عن مشاقها، من فرز الكتب ودخول المزادات، وإصلاح عيب الكتاب قبل بيعه، في مقابل أنها لا تحقق سوى هامش ربح بسيط "أنا متربي وسط الكتب والمهرجان ترويج للمكان اللي إحنا موجودين فيه طول السنة ومش منافس ولا موزاي لمعرض الكتاب"، بحسب روايته في حديثه لـ"الوطن".
الشاب العشريني هو المسؤول عن الترويج لمهرجان السور من خلال الصفحة الرسمية لسور الأزبكية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعن ذلك يحكي لـ"الوطن" أنها الطريقة الأكثر جذبا للصغير قبل الكبير، متابعاً أنه جرى عمل مسابقات وهدايا للأطفال رواد المهرجان بحيث يمكن الترويح عنها وإسعادهم "اشترينا تذاكر في مسرح العرائس على حسابنا ونوزعها على الأطفال علشان نجذبهم أكتر"، مضيفا أنهم يستهدفون من ذلك إحياء المسرح.
منور الأندونيسي: أزور معرض الكتاب وسور الأزبكية.. كل واحد له ميزته
ملامح تعكس جنسيته، فهو يقيم في مصر منذ 5 أعوام للدراسة في جامعة الأزهر، قادما من أندونيسيا، منور أحمد، الذي يحرص على زيارة الأزبكية بين حين وآخر، إلا أن المهرجان السنوي أصبح له مذاق خاص، يحرص على حضوره في الأيام الأولى، إضافة إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، "كل مكان فيهم ليه ميزته وفيه الكتب اللي مش بلاقيها في التاني.. بس طبعا الكتب هنا فيها كتير نادر ورخيصة في متناول أيدي".
من الفيوم إلى الأزبكية.. رحلة عبدالله ميلاد تهون من أجل "تاريخ مصر الحديث"
بدقة بالغة يتجول بين المكتبات، ممسكا حقيبة سفر بين يديه، بعد أن ظل طوال العام يوفر من مدخراته بعض المال شهريا للحدث الذي اعتاد عليه منذ عام 1999 عندما التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، قادما من الفيوم، حيث ولد عبدالله ميلاد وحيث يعيش حتى الآن، "الأزبكية جمعت ميزتين إنها رخيصة وكتبها نادرة وممتازة وفيها حاجات مش بتنطبع تاني وبحب أنزله على طول.. كان المعرض بيوفر مشوار هنا وهناك لكن لازم أجي هنا طالما مش هيبقوا موجودين بالكثافة دي هناك".
ويحاول ميلاد من خلال القراءة عن تاريخ مصر الحديث والثقافية، بحيث يمكنه ثقل مهارته وقدراته المهنية كمدرس دراسات اجتماعية، وباحث دكتوراه كما يحرص على شراء بعض الكتب والمجلات التي تتناسب مع أعمار طفليه، ليعود أدراجه وقد حمل زاد العام له ولأطفاله وأطفال قريته أيضا.
سالي وأروى في مهمة من أجل "سعر كويس"
من زهراء المعادي، جاءت سالي محمود وأروى أسامة، يبحثان عن قصص باللغة الإنجليزية لأطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات، حيث يقل سعرها في الأزبكية عن معرض الكتاب، في طقس اعتادا عليه منذ العام الماضي، فهما يتخذان من الموسم وعروض التخفيضات به فرصة لشراء أكبر قدر ممكن يستفاد منه أولادهم لأكبر فترة ممكنة "القصة بتتقرأ مرة أو اتنين بالكتير بنحتاج كمية كبيرة وهنا سعرها رخيص إنما في المعرض هتكون غالية بس لازم نروح علشان القصص العربي هناك أفضل وأكتر وعليها عروض والقراءة مهمة جدا لأطفالنا".
حربي أقدم بائع في الأزبكية: نرفض الكتب المضروبة
بالونات وأعلام تعلو محله، حربي حسن محسب ذو الـ65 عامًا، والذي أمضى في تلك المهنة ما يزيد على 55 سنة، ولأنه أحد قدامي البائعين فيرأس مع من هم مثله، مجموعة ممن يشهد لهم بالحكمة لحل أي مشكلة تطرأ، ضمن فريق تنظيم المهرجان، والذي تشكل قبل بداياته، ويتكون أيضا من مجموعة تسويق عبر موقع "فيس بوك"، وأخرى تعمل على نقل أدوات الدعاية للمهرجان وتجهيز جوائزه.
ويروي حربي لـ"الوطن"، عن أنه لديه مئات آلاف عناوين الكتب التي لن تسمح طريقة العرض في مركز المعارض، حيث يقام معرض الكتاب بتقديمها للجمهور "عندي كتب مش متكررة وهناك مسموح بعرض الكتب على الأرفف بس وناخد معانا 25 كرتونة ودة مش هيكفي.. إنما هنا مكاني وبحط طرابيزة أفرد بضاعتي اللي فيها كتاب بخمسة جنيه وحاجات تانية أغلى".
ولفت إلى أن بعضا من حضور الدورة الماضية من المهرجان، طلبوا تنظيم دورة صيفية، لكن ذلك سيشكل إرهاقا كبيرا عليهم "كل يوم باجي من الساعة 7 وأمشي العصر لكن في المعرض ينقعد لحد 10 بالليل علشان الزباين كتير وكمان لو أتكرر هيبقى ممل هنفضل مرة واحدة زي ماتعودنا".
"كُتُبي أو وراق" هكذا يصف حربي نفسه لحبه الشديد بأن يقضي وقته بين بيع الكتب وقراءتها، ليصف بائعي النسخ "المضروبة" بالتجار، متمنيا أن ينال مهرجانهم تشجيعا من المثقفين والمسؤولين وفي الوقت نفسه يفتحون الباب كي يجري اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الكتب "المضروبة" التي تضرهم قبل غيرهم، بين سوء السمعة.
ويرى "حربي" في اعتماد النسخ الشعبية التي صدرت في أعوام سابقة عن درا بيروت الشعبية في لبنان حلا للأزمة، "كل دار نشر تنزل نسخة فاخرة وثانية شعبية بسعر رخيص تكون حائط صد"، وهو ما اتفق عليه بائعي السور الثلاثة، فهم يرفضون وجود الكتب المضروبة لأن السور متخصص في الكتب القديمة فقط.