هل يستطيع مؤتمر برلين تسوية الأزمة الليبية؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

هل يستطيع مؤتمر برلين تسوية الأزمة الليبية؟

هل يستطيع مؤتمر برلين تسوية الأزمة الليبية؟

بعد المفاوضات التي استضافتها موسكو بشأن الأزمة الليبية، أعلنت الحكومة الألمانية أن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، وقائد "الجيش الوطني الليبي"، المشير خليفة حفتر، مدعوان للمشاركة بمؤتمر برلين حول ليبيا المقرر عقده الأحد المقبل.

وذكرت الحكومة الألمانية في بيان، أن من بين المشاركين في المؤتمر، ممثلين للولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وإيطاليا وتركيا والأمم المتحدة، وذلك بعد تشاور مع أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.

واستضافت موسكو، قبل يومين، محادثات بشأن التوقيع على اتفاق هدنة في البلاد وخاصة العاصمة طرابلس التي تشهد معركة شرسة منذ 4 أبريل 2019، بين طرفي النزاع في ليبيا، "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة "الوفاق" الإخوانية برئاسة فايز السراج، وهي المحادثات التي لم تكلل بالنجاح

سيد مجاهد: حفتر يضع شروط تدعم الاستقرار في ليبيا

الدكتور سيد مجاهد، الباحث في العلاقات الدولية، يرى أن مؤتمر برلين يتوقف نجاحه على قدرة ألمانيا وباقي الأطراف المشاركة فيه على التأثير على السراج لقبول اشتراطات حفتر التي تدعم الاستقرار في ليبيا، والتي تتمثل في تسليم السلاح وخروج الميليشيات المدعومة من قطر وتركيا من البلاد، والتخلي عن الدعم التركي وعدم استدعاء أردوغان للتدخل في الشأن الليبي.

وأضاف لـ"الوطن" أن وجود القوى العالمية الكبرى في المؤتمر من شأنه القدرة على التوصل لاتفاق ربما يضمن تسوية للصراع المشتعل في ليبيا، كما أن تلك القوي ربما تستطيع تحييد تركيا وإبعادها نوعًا ما عن التدخل في الصراع الدائر.

وأشار إلى أن تركيا فرضت نفسها كطرف في المعادلة من خلال دعم حكومة الوفاق الإخوانية، لضمان مكان ما في مفاوضات غاز شرق المتوسط، مؤكدًا أنه في حال تلقت أي وعود خلال مؤتمر برلين، حتى وإن كانت شفهية، ستتخلى عن دعمها للسراج وتسحب الميليشيات التي تمولها، وربما تصل أطراف المؤتمر لتسوية للأزمة.

غباشي: الحل يتوقف على الوصول لاتفاق بين جبهتي الصراع يرفض التدخلات الخارجية

من جانبه، قال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن مؤتمر برلين سيشهد وجود العديد من الدول والقوى والمؤسسات الدولية، كدول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار لليبيا كمصر والجزائر وتونس، وقوى إقليمية كالسعودية والإمارات، بالإضافة لممثلين عن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وأضاف لـ"الوطن" أن الغرض الرئيسي من المؤتمر سيكون الوصول لتسوية نهائية للأزمة المحتدمة، والتي تعود أصولها لاتفاق الصخيرات عام 2015، والذي كان سببًا في تقسيم ليبيا إلى جبهتي المشير حفتر والسراج، ومنها اندلع النزاع المسلح بين الجبهتين.

وتابع أن نجاح المؤتمر للوصول لتسوية سياسية حقيقية، يتوقف على قدرته على الوصول بالأطراف الداخلية إلى صيغة يمكنهم من خلالها الوصول لتوافق حقيقي، دون تدخل أي طرف خارجي، لافتًا إلى أن الأطراف الخارجية تعلن دومًا أن التسوية السياسية هي الحل، إلا أن معظمهم في النهاية ينحاز لطرف على الآخر.


مواضيع متعلقة