"معاناة الكبوت": من حمل الماشية والبضائع إلى البشر.. "كله نقل"

"معاناة الكبوت": من حمل الماشية والبضائع إلى البشر.. "كله نقل"
- سيارات الكبوت
- سيارات ربع نقل
- وسائل المواصلات
- السائقون
- تروسيكل
- توك توك
- سيارات الكبوت
- سيارات ربع نقل
- وسائل المواصلات
- السائقون
- تروسيكل
- توك توك
وسيلة نقل غير آدمية يعتمد عليها الآلاف من أهالى القرى فى مختلف المحافظات، خاصة البلدات التى تبعد عن المدن الرئيسية، حيث يعتمد الأهالى على سيارات ربع نقل فى تنقلاتهم من وإلى القرى التى يعيشون بها، ورغم أن هذه السيارات مخصصة فى الأساس لنقل البضائع والماشية، إلا أنه يتم إدخال بعض التجهيزات عليها، مثل وضع سقف لها «كبوت»، وتزويدها بمقاعد خشبية، حتى يمكن استخدامها فى نقل البشر، فى ظل عدم وجود وسائل نقل أخرى يمكن أن يلجأ إليها سكان هذه القرى.
«معاناة لا تنتهى»، هكذا وصف أهالى قرى فى محافظة القليوبية وسيلة المواصلات التى يضطرون لاستخدامها منذ عشرات السنين، دون أن يطرأ عليها أى تغيير، خاصةً فى القرى التابعة لمناطق أبوزعبل والخانكة وشبين القناطر وقليوب وكفر شكر، مؤكدين أن السيارات «الكبوت» لا تصلح للاستخدام الآدمى، ويقودها صبية صغار لا يحملون رخصة قيادة، وتسير بعيدة عن أعين رجال المرور، وسط صمت مريب من المسئولين، الذين غضوا الطرف عن هذه الوسيلة، التى تمثل إهداراً للكرامة الإنسانية.
"أبوالفتوح": مواصلات غير آدمية
وأكد رمضان أبوالفتوح، من مركز كفر شكر، أن سيارات «الكبوت» هى الوسيلة الوحيدة للأهالى فى التنقل بين قراهم والقرى المجاورة، مشيرين إلى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى أملاً فى توفير وسيلة مواصلات آدمية لهم، ولكن دون أى جدوى، مضيفاً أن هذه السيارات فى الأصل مخصصة لنقل الماشية والبضائع، ويقوم أصحابها باستخدامها فى نقل المواطنين، بسبب عدم وجود أى وسيلة أخرى بديلة، وفى غيبة رجال القانون.
"سحر": نجلس كالحيوانات فى الصندوق
وأضافت سحر سعيد، من نفس المركز، أن هذه السيارات تفتقد أبسط قواعد الآدمية، حيث يجلس الركاب على «دكة خشبية»، ويتم شحن الركاب كالحيوانات داخل صندوق يكسوه بعض «الخيش»، مشيرةً إلى أنها تتسبب فى وقوع الكثير من الحوادث، نظراً لاضطرار البعض إلى الركوب أعلى الصندوق بسبب الزحام، ونتيجة رعونة كثير من السائقين صغار السن.
من جانبه قال رئيس مدينة كفر شكر، محمد الحسينى، إن مجلس المدينة، بالتنسيق مع إدارة المرور، يقومان بتنفيذ حملات دورية على مختلف الطرق فى دائرة المركز، ويتم ضبط العديد من السيارات المخالفة، ويتم فرض الغرامات والإجراءات القانونية المقررة على أصحابها، وأوضح لـ«الوطن» أن سيارات «الكبوت» مرخصة لأغراض النقل، لكن أصحابها يقومون باستخدامها فى نقل الركاب بالمخالفة للقانون، وفى حالة ضبطها يتم وقف رخصة السيارة لمدة تصل إلى 6 شهور، بالإضافة إلى فرض غرامة مالية على صاحبها لا تقل عن 2000 جنيه.
مأساة سيارات «الكبوت» تتواصل وتنتشر وتتوغل فى العديد من قرى الشرقية، خاصة التابعة لمراكز الحسينية وصان الحجر وفاقوس وبلبيس وديرب نجم، وتُعد الوسيلة الوحيدة لنقل الأهالى من مختلف الأعمار، بمن فيهم طلاب وطالبات المدارس.
وعبر «معاذ أحمد»، أحد أهالى قرية «إنشاص الرمل»، التابعة لمركز بلبيس، عن استيائه لعدم توفير وسيلة مواصلات آدمية، مشيراً إلى أن السيارات التى يستخدمها أهالى القرية منذ عشرات السنين، للوصول إلى مدينة بلبيس، مخصصة لنقل الماشية، مضافة إليها مظلة «كبوت»، ولا تصلح للاستخدام الآدمى، مشيراً إلى أن السائقين يقومون بشحن الركاب داخل صندوق بوجود 12 شخصاً، بينما يضطر ما بين 8 و10 آخرين للوقوف على «الاكصدام» الخلفى، فى أوقات الذروة، وفى بعض الأحيان يقوم بعض الركاب بالجلوس أعلى «الكبوت».
"سند": السائقون أطفال
وأضاف «رزق سند»، أحد الأهالى، أن أغلبية السائقين تقل أعمارهم عن 20 سنة، وعادةً ما يفتعلون المشاجرات مع بعضهم حول أسبقية تحميل الركاب، ويتشاجرون مع الركاب فى كثير من الحالات، مؤكداً أن وجود الموقف فى وسط قرية «إنشاص الرمل» يتسبب فى إزعاج سكان المنطقة، ومضايقة الفتيات، ويزحم القرية بالسيارات.
وأوضح «مجدى البقرى»، من أهالى مركز الحسينية، أن أهالى العديد من قرى المركز يعانون الأمرين بسبب عدم وجود وسيلة مواصلات آدمية يعتمدون عليها فى تنقلاتهم، ما يضطرهم إلى استخدام سيارات «الكبوت»، وهى وسيلة المواصلات الوحيدة، ووصفها بأنها «غير آدمية»، وتتسبب فى كثير من الحوادث، التى تحصد أرواح العشرات سنوياً، دون أن يتدخل أحد من المسئولين بالمحافظة لتوفير وسيلة نقل آدمية تليق بأهالى مركز الحسينية، وغيره من المراكز فى شمال المحافظة.
معاناة الأهالى مع سيارات «الكبوت» لا تقتصر فقط على محافظات الوجه البحرى، لكنها تمتد إلى بعض محافظات الصعيد، ومنها قنا، حيث يعتمد كثير من المواطنين عليها فى تنقلاتهم، خاصة على الخطوط الداخلية فى مراكز قنا وقوص ودشنا والوقف وأبوتشت، وبعض قرى نجع حمادى.
وقال «على حسين»، سائق أجرة، إن الأهالى يستخدمون هذه السيارات منذ عشرات السنين، وهى وسيلة المواصلات الوحيدة بين القرى، مشيراً إلى أن الحكومة منعت ترخيص هذه السيارات فى نقل الركاب منذ أكثر من 20 سنة، نظراً لما تمثله من خطورة، لكنها لم تقدم بديلاً آخر للأهالى.
وأضاف «حسن أحمد»، سائق آخر، أنه يجب أن تبادر المحافظة بتبديل هذه السيارات بأخرى أكثر أماناً، بمقدمات وأقساط تتناسب مع إمكانيات السائقين وتراعى ظروفهم واحتياجاتهم المعيشية، حفاظاً على أرواح المواطنين.
الـ"توك توك" يزاحم السيارات على الطرق السريعة.. وآلاف التلاميذ يصلون إلى مدارسهم "مشحونين" فى وسيلة نقل عشوائية هى "التروسيكل"
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، فالكثير من الأهالى فى بعض المحافظات بدأوا يعتمدون على وسائل نقل أكثر خطورة فى تنقلاتهم، مثل الـ«توك توك» و«التروسيكل»، التى تكاد تكون وسيلة المواصلات الوحيدة التى يستخدمها الكبار والصغار فى بعض قرى بنى سويف، خاصة تلاميذ المدارس فى العزب والنجوع، ولجأ العديد من أصحاب هذه المركبات إلى وضع مقاعد خشبية «دكة» فى الصندوق الخلفى، لجلوس الأطفال عليها.
"عبدالحميد": الحوادث يومية والإصابات لا تتوقف
وقال محمود عبدالحميد، مدرس من قرية «بهبشين»، التابعة لمركز ناصر، إنه لا يكاد يمر يوم إلا ونرى أكثر من حادث، وإصابة عدد من المواطنين، ويكون سببه تروسيكل، موضحاً أنه تم تصميم «التروسيكل» فى الأساس لنقل البضائع خفيفة الوزن وقليلة الحجم، بحيث لا يتجاوز وزنها 100 كيلوجرام، لا ليكون وسيلة لنقل المواطنين وبأعداد كبيرة، تصل إلى 10 أفراد، مع الأخذ فى الاعتبار أن معظم من يقودون هذه المركبات لا يحملون رخصة قيادة، أو من الأطفال صغار السن، وتابع أن المشكلة الأكبر تتمثل فى لجوء عدد من أولياء أمور تلاميذ المدارس إلى الاستعانة بـ«التروسيكل»، لنقل أبنائهم إلى مدارسهم والعودة بهم إلى منازلهم، نظراً لعدم وجود خيار آخر أمامهم.
وقال محمد فاروق المعرف، من مركز الواسطى: «لاحظنا فى الفترة الأخيرة انتشار وسيلة نقل جديدة علينا، وهى التروسيكل، الذى يتخطى التوك توك فى مشاكله، نظراً لقيام مالكه بإجراء تعديلات عليه، من أجل زيادة عدد الركاب، بالإضافة إلى العشوائية فى سير هذه المركبات، وعدم خضوعها للمتابعة والفحص من قبل إدارات المرور المختصة، حيث أغلبها غير مرخصة، وتعمل بصورة غير شرعية».
وأوضح «محمد جمال»، من مركز ببا، أن «التروسيكل» هو وسيلة المواصلات الوحيدة التى يستخدمها أولياء الأمور لنقل أبنائهم إلى مدارسهم فى أغلب القرى، ما يمثل خطورة كبيرة عليهم، وتابع أن أغلب المدارس بعيدة عن العزب والنجوع، ويضطر أولياء الأمور إلى اللجوء للتروسيكل، رغم أنه وسيلة غير آمنة، إلا أنه يمثل الخيار المتاح أمامهم.
وفى المنيا، يُعد الـ«توك توك» هو وسيلة النقل الأكثر انتشاراً داخل قرى المحافظة، وبين القرى، حتى إنه أصبح يزاحم السيارات على الطرق السريعة، ويعتبر الكثير من أبناء المنيا الـ«توك توك» وسيلة غير آمنة، تتسبب فى إهدار موارد الدولة، من خلال الحصول على وقود مدعم من محطات البترول، كما تتسبب فى وقوع العديد من الحوادث على الطرق السريعة، فضلاً عن انتشار المواقف بصورة عشوائية، ما تسبب فى حدوث حالة من الفوضى والاختناقات.