«عبدالرحمن» المعاق المنسى أمام الجامعة: مش عارف أروّح
«عبدالرحمن» المعاق المنسى أمام الجامعة: مش عارف أروّح
تحيط به الأصوات من كل جانب، بين صرخات رعب وانفجارات مدوية، وأبواق سيارات الإسعاف والشرطة، تتخللها تحركات هنا وهناك، وهو باق فى مكانه. استطاع «عبدالرحمن»، أحد المعاقين، أن يصل بمعاونة زملائه إلى خارج الحرم. على كرسى خشبى، جلس «عبدالرحمن»، ركن عكازيه اللذين اعتمد عليهما فى التحرك، لم يلتفت أحد إليه وإلى جلسته فى الشارع، فهو ينتظر وصول والده، الذى اعتاد توصيله من الجامعة وإليها، لكن إغلاق كل الطرق حال بين الأب وابنه، وحال بين الابن والابتعاد عن محيط التفجيرات.
«مش عارف احنا جايين نتعلم ولا نموت؟!»، يقولها عبدالرحمن القاسم، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الآداب.. «واحد معاق زيى، لازم حد يشدنى علشان أتحرك، وبقالى ساعتين مش عارف أروّح». يوم الأربعاء من كل أسبوع هو الأكثر ازدحاماً بالمحاضرات، ولولا تأكيد المعيدين على أهمية الحضور ما تحرك «عبدالرحمن» من بيته. إحساس عبدالرحمن بالإعاقة يؤرقه.. كاد الشاب العشرينى أن يبكى من فرط إحساسه بالعجز، صرخ فى جلسته فى فضاء لم يسمعه فيه سوى الطلبة الهاربين من تفجير الجامعة: «هاقعد فى البيت، أحسن ما أنزل وماتعلمش وبرضه هاموت».