أزمة "البحر الفرعوني" بالمنوفية بين استغاثات الصيادين وصمت المسؤولين

أزمة "البحر الفرعوني" بالمنوفية بين استغاثات الصيادين وصمت المسؤولين
- المنوفية
- اللواء إبراهيم أبو ليمون
- محافظ المنوفية
- شركة مياه الشرب بالمنوفية
- البحر الفرعوني
- مركز منوف
- المنوفية
- اللواء إبراهيم أبو ليمون
- محافظ المنوفية
- شركة مياه الشرب بالمنوفية
- البحر الفرعوني
- مركز منوف
منذ خمس سنوات تحول البحر الفرعوني بمركز منوف التابع لمحافظة المنوفية، من مصدر رزق لمئات الصيادين إلى مستنقع تلقي محطة الصرف الصحي لكفر السنابسة، رواسبها فيه، ما أصاب الأسماك في مقتل، وأنهى على الثروة السمكية الموجودة في البحر الفرعوني، والتي كانت مصدر رزق أجيال من الصيادين.
قبل عدة سنوات، نفذت الهيئة العامة للصرف الصحي بالمنوفية، محطة الصرف الصحي لقرية كفر السنابسة، والتي تقوم بإلقاء الصرف الصحي في البحر الفرعوني ما أدى لتدمير الثروة السمكية مصدر رزق مئات الأسر بالمنطقة، خاصة بعد موافقة اللجنة العليا بوزارة الري على تصريف نواتج المحطة في البحر الفرعوني بعد معالجتها، والتي كانت الخطوة الأولى لبداية نهاية الصيادين بالبحر بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة.
شيخ الصيادين بالبحر الفرعوني: القوارب واقفة ومفيش سمك في البحر
وأكد محمد محمد حجازي، شيخ الصيادين بالبحر الفرعوني، أنه منذ خمس سنوات والقوارب متوقفة بشكل كامل، بسبب محطة الصرف الصحي بكفر السنابسة، التي تقوم بإلقاء المجاري علي البحر، مضيفا أنه تم التوجه إلى جميع المسئولين، وطرق جميع الأبواب لحل المشكلة، دون جدوى.
وأضاف شيخ الصيادين بالبحر الفرعوني، في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، بأن مئات الأطنان من الأسماك ماتت، متسائلا إذا كانت الدولة تقوم بإنشاء المزارع السمكية في البحار والبحيرات، فلماذا يتم قتل الأسماك في البحر الفرعوني في المنوفية، مؤكدا أن الدولة توفر الأسماك الصغيرة في البحر، ولكن محطة الصرف الصحي تقتله، قائلا "كنا قديما نبيع الأسماك بالشروة وصولا للكيلو، حيث كنا نصطاد أكتر من 20 كيلو في المتوسط اليومي، ومنذ خمس سنوات أصبحنا لا نصطاد ولو سمكة واحدة".
وأوضح، "مر علينا العديد من المحافظين وتم إخطارهم بالمشكلة وأبعادها ولكنهم لم يتخذوا أي خطوات في هذا الشأن"، مؤكدا أنه التقي المحافظ الحالي للمنوفية اللواء إبراهيم أبو ليمون، ووعده بزيارة البحر ومعاينته على الطبيعة، وهو ما حدث بالفعل وشاهد المحافظ المعاناه التي يعانيها الصيادون، مضيفا "حالنا يصعب على أي حد وخصوصا لما يشوف القوارب مش شغالة ومصدر الرزق الخاص بالناس مش موجود وخاصة الشباب منهم".
وأضاف شيخ الصيادين بالبحر الفرعوني في تصريحاته لـ "الوطن"، أن البحر الفرعوني بحر حكومي من قديم الزمن، مؤكدا أن الصيادين الذين يعملون فيه يقومون بذلك بترخيص رسمي من المسطحات المائية وبعد دفع الضرائب المقررة عليهم، مؤكدا أن محافظ المنوفية خلال زيارته الأخيرة للبحر الفرعوني أمر بإزالة الطمي وورد النيل الموجود في البحر كخطوة أولى، مؤكدا أن المحافظ وعد بحل المشكلة.
وشدد "حجازي"، على أن الصيادين الحاصلين على تراخيص يزيد عددهم عن 300 صياد، مؤكدا أن القارب الواحد يعمل عليه ورديتان كل واحدة مكونة من 3 أشخاص في الصباح والمساء، بالإضافة إلى عشرات يقومون بالصيد على البر بترخيص أيضا، مؤكدا أن محطة الصرف أصابت البحر بالعجز التام ما سيؤدي إلى أذية وخسارة أكثر من 10 آلاف نسمة من الأسر المستفيدة من صيد الأسماك بالبحر الفرعوني في عدد 5 قرى وعزب بالمنطقة المتأثرة بإلقاء الصرف الصحي بالبحر.
هيئة الصرف الصحي: حصلنا على موافقة الري والمصارف قبل تنفيذ المشروع
من جانبه أكد المهندس رشدي عمر، رئيس هيئة الصرف الصحي بالمنوفية، أن الهيئة هي التي نفذت مشروع محطة الصرف الصحي بكفر السنابسة، بعد الحصول على موافقة اللجنة العليا للصرف، وموافقة اللجنة العليا في وزارة الري، متسائلا ماهو البديل لحل المشكلة؟ قائلا "إذا افترضنا أننا نقلنا ناتج محطة الصرف الصحي إلى مصرف آخر فسيلقى في النهاية المياه في نفس البحر لأن كل المصارف الفرعية في النهاية تصب في البحر الفرعوني".
وأضاف رئيس هيئة الصرف الصحي بالمنوفية، في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، أن محطة الصرف الصحي بجوار المصرف، ويتم إلقاء مياه الصرف الصحي بعد معالجتها طبقا للقانون الخاص بوزارة الصحة، حيث تقوم لجنة دورية من مديرية الصحة بالحصول على عينات وفي أغلب الأوقات تكون العينة ناجحة، ومن الممكن أن تسقط العينات وتظهر سلبية في بعض الحالات وهذا أمر طبيعي.
وتابع أن رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، تواصل مع رئيس الوزراء فيما يخص هذا الشأن لوضع حلول له بعد شكاوي المواطنين منذ أربع سنوات مع بداية تشغيل المحطة، وبعد عرض المشكلة على العديد من الاستشاريين، أكدوا سلامة موقف المحطة لأنها تصرف مياه معالجة ومطابقة للمواصفات على المصرف، وأضاف قائلا "في الصعيد لو مفيش مصارف يتم إلقاء الصرف الصحي بعد عمل معالجة ثلاثية له في نهر النيل".
محافظة المنوفية: أنشأنا 12 بئرا ارتوازيا لتحلية مياه البحر الفرعوني
وأكد معتز حجازي، المتحدث الرسمي لمحافظة المنوفية، أن اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، أصدر قرارا فوريا بصرف مبلغ 5 ملايين جنيه لتطهير البحر الفرعوني بمنوف على مسافة 75 ألف متر مكعب، مؤكدا أن الاعتماد المالي موجود بالفعل في مديرية الري لتطهير المصرف من الحشائش وعشب النيل على امتداد مصرف منوف وحتى مصرف سبل البحري للإدارة العامة لصرف المنوفية.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم محافظة المنوفية، في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، أنه تم إعداد مذكرة لرفعها إلى وزارة الري، لأن التكلفة التقديرية لحل المشكلة كبيرة جدا، مؤكدا أن البحر الفرعوني يقطع مراكز منوف والباجور وأشمون، مشددا على أن المحافظ وجه ببحث كل الحلول لإنهاء المشكلة بشكل نهائي.
وأوضح "حجازي"، أنه في عام 2014 تم البدء في خطة لإنشاء 12 بئرا ارتوازيا لتحلية مياه البحر الفرعوني كي لا تموت الأسماك، وذلك على النحو التالي، 3 آبار في أشمون، و3 في الباجور، و6 آبار في منوف في قرية فيشا الكبري، وتم تزويد جميع الأبيار بالمحولات الكهربائية وجميعها تعمل منذ عام 2015 وفي حالة جيدة.
رئيس مياه الشرب بالمنوفية: المياه التي تصرف في البحر الفرعوني أفضل من مياه الترع
من جانبه، أكد المهندس محمد نجيب، رئيس شركة مياه والشرب والصرف الصحي بمحافظة المنوفية، أنه لا توجد مشاكل في البحر الفرعوني على الإطلاق، مؤكدا أنه رافق محافظ المنوفية خلال تفقده البحر الفرعوني منذ فترة قصيرة، مؤكدا أن المحافظ وعدهم بتجريف المنطقة، مشددا على أن ما يقوم به الصيادون هو مشاكل مفتعلة وليس لها أساس من الصحة.
وأضاف رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية، في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، أن المحطة تبعد عن المكان محل شكوى الصيادين 6 كيلو مترات، وإذا حدث ترسيب ناتج عن صب ناتج الصرف الصحي سيكون بعيدا جدا عن مكان عمل الصيادين ولن تستطيع المياه حمل الترسيبات لكل هذه المسافة.
وتابع، أن الصيادين الذين يقومون بتقديم شكاوي متكررة عن إلقاء محطة الصرف الصحي لنواتجها في مياه البحر، يقومون هم أيضا بإلقاء الصرف الصحي بتلك المنازل في البحر الفرعوني، متسائلا إذا كان هناك ضرر فسنبحث عن حلول، ولكن ليس هناك ضررا بالأساس وما يقوم به بعض الأهالي مشاكل مفتعلة.
وأكد "نجيب"، أن المياه المعالجة الموجوده في محطة الصرف الصحي التي يتم صرفها في البحر الفرعوني، أفضل من مياه الترعة، موضحا أنه تم تشكيل العديد من اللجان من قبل العديد من الجهات منها وزارة البيئة ووزارة الصحة والمحافظة لفحص المحطة وتأثيرها على البحر، مشددا على أن البعض يحاول إظهار مشروعات الدولة بشكل سئ.