منشدون: " النقشبندي" ترك مدرسة تربى عليها المبتهلون

كتب: سعيد حجازى

منشدون: " النقشبندي" ترك مدرسة تربى عليها المبتهلون

منشدون: " النقشبندي" ترك مدرسة تربى عليها المبتهلون

تحنّ إلى صوته الآذان كلما رنت لكل جميل، فمع شروق وغروب كل يوم، يزور الشيخ سيد محمد النقشبندى، بيوت المسلمين، عبر إذاعة القرآن الكريم، بأعماله التى لا تحصى، فيما بين «جلّ الإله»، و«مولاى»، و«أهلاً رمضان»، و«يا باسط الأرزاق»، وغيرها يشدو الشيخ بمدرسته الإنشادية متفرداً فى قلوب المصريين، حتى صار أستاذ المداحين وشيخ المبتهلين، وصاحب المدرسة الأهم فى تاريخ الابتهالات والإنشاد.

"التهامي": هاجمه كثيرون لتعاونه مع بليغ حمدى

الشيخ محمود ياسين التهامى، نقيب المنشدين، أكد لـ«الوطن» أن «النقشبندى»، صاحب صوت قوى وكاريزما، وكان يتمتع بذكاء شديد، خاصة حينما تعامل مع بليغ حمدى، فهو من نقش اسم الشيخ سيد فى التاريخ، و«النقشبندى» اغتنم تلك الفرصة التى رفضها غيره، وخافوا من تجربة الموسيقى والتلحين مع الابتهال وهاجمه كثيرون كيف يتعامل مع ملحن بعيد عن الإنشاد والابتهال، لكن التاريخ أثبت أن «النقشبندى» كان صاحب رؤية مستقبلية، وكان مهتماً بالميديا والتسجيل والإعلام، لذلك كان أوسع الأصوات مساحة فى تاريخ التسجيلات.

"الإسكندراني": تربع على عرش الإنشاد

المبتهل طه الإسكندرانى، المنشد والمدرس بمدرسة الإنشاد وبمعهد الإذاعة والتليفزيون، أكد أن «النقشبندى» تربى وترعرع فى عصر الإنشاد الذهبى، فخرج فى توقيت كان الإنشاد فى قمة مستواه، وهو عصر الشيخ على محمود والشيخ كامل يوسف البهتيمى وكان معظم قراء القرآن الكريم ينشدون، كالشيخ عبدالفتاح الشعشاعى، فكانوا يسمون بـ«الصييت»، أى القارئ الشامل، فهو حافظ للقرآن الكريم، ولديه ملكة القراءات والتجويد وعلوم القرآن، ولديه خلفية عن علوم الإنشاد الدينى، والشيخ النقشبندى أبرع فى مجال الإنشاد الدينى، رغم أنه كان قارئاً عظيماً، وسر إبداعه فى اختيار الكلمات، فكان يجيد ذلك بل يقوم بتغيير بعض الكلمات إذا احتاجت الضرورة، خاصة فيما يتعلق بحب النبى والذات العليا، كذلك الموسيقى، فسجل ابتهالات بألحان بليغ حمدى وسيد مكاوى وحلمى أمين وغيرهم.

وحكى «الإسكندرانى» قصة علاقة الشيخ النقشبندى وبليغ حمدى قائلاً: «فى إحدى المناسبات، طلب الرئيس السادات من بليغ حمدى أن يلحن للنقشبندى، وخرج لنا ابتهال «مولاى» بتلك الصورة الرائعة، وكان الشيخ النقشبندى لا يرغب فى بداية الأمر إلا أنه حينما سمع اللحن أعجب به، كذلك طلبت السيدة أم كلثوم أن تؤدى أدعية معه، ورغم أن هناك الكثير من الفنانين والمبتهلين، إلا أن «النقشبندى» تربع على عرش الابتهال، فكان متفرداً ومتخصصاً ورحل كثيرون وبقى هو بالابتهالات المحفورة فى وجدان المصريين.

حفيد التونى: مدرسة تاريخية حفرت اسمها فى قلوب المسلمين

وقال الشيخ أحمد زين التونى، حفيد سلطان المداحين الشيخ التونى، إن «النقشبندى» مدرسة تاريخية حفرت اسمها فى قلوب المسلمين، فلا تجد منزلاً لا يتردد فيه صدى مدرسة النقشبندى خاصة فى شهر رمضان، ومن يريد أن يدخل فى مجال الإنشاد الدينى يجب عليه أن يستمع أولاً لأحد عمالقة مدارس الإنشاد، كالشيخ نصر الدين طوبار والنقشبندى والتونى وغيرهم، فيشرب من علمهم، فتلك مدارس عريقة صنعت التاريخ، وكل ابتهالات الشيخ النقشبندى تراث وفن روحانى وصفاء نادر فى الصوت.

مؤسس "سلطان العارفين": أعذب الأصوات

فيما أكد أحمد سليمان، مؤسس فرقة سلطان العارفين السورية، أن «النقشبندى» صاحب حنجرة ذهبية فى الإنشاد والابتهال، فكافة أعماله قائمة على الجمع بين اللحن والكلمات الراقية النظيفة والصوت الذى لن يتكرر، لذلك كافة أعماله الدينية تعيش بيننا حتى اليوم، لذلك لا يمكن وصف «النقشبندى» بالمنشد أو المبتهل، بل هو مدرسة الابتهالات والإنشاد الأهم، فلديه أعمال فريدة نتعلم منها، وبالمناسبة «النقشبندى» قضى معظم أوقاته فى سوريا، وابتهل فى المسجد الأموى بحلب والمسجد الأقصى.

أضاف: «80% من أعماله كانت فى سوريا، فكان حريصاً على الوجود فى حلب، مع قامات الإنشاد السورى هناك، ونحن كفرقة سلطان العارفين نرى أنه حالة فريدة ومدرسة لن تتكرر».

"زايد": كان سفيراً في الخارج والرئيس حافظ الأسد من أشد المعجبين بصوته

مصطفى زايد الباحث فى شئون الصوفية، أوضح أن الشيخ النقشبندى كان مبتهلاً له مدرسته الخاصة التى تربى عليها الكثير من المبتهلين والمتشددين وحتى المطربين.

وأشار «زايد» إلى أن «النقشبندى» ترجع تسميته إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية وشيخهم بهاء الدين نقشبند، وجد الشيخ سيد هو الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندى من «بخارى» بولاية أذربيجان وانتقل إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، والجد والأب والشيخ سيد مشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية.

وأضاف: الشيخ كان له محبة لدى الجمهور العربى والإسلامى والقيادات السياسية أيضاً، فكانت له محبة كبرى لدى الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد، كذلك كرمه الرئيس الراحل أنور السادات عام 1979 بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، بعد وفاته بثلاث سنوات، كذلك كرمه الرئيس حسنى مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، بعد وفاته بعشر سنوات، وهناك الكثير من التكريمات العربية والإسلامية لـ«النقشبندى»، ويطلق اسمه على أكبر شوارع طنطا.


مواضيع متعلقة