أصوات من السماء| النقشبندي.. أستاذ المداحين يروي قلوب الصائمين بابتهالاته

كتب: محمد شنح

أصوات من السماء| النقشبندي.. أستاذ المداحين يروي قلوب الصائمين بابتهالاته

أصوات من السماء| النقشبندي.. أستاذ المداحين يروي قلوب الصائمين بابتهالاته

"يا رب صمنا فتقبَّل صومنا.. واملأ بخير الصالحات يومنا"، ابتهالات تتلقاها آذان الصائمين في شهر رمضان، تنطلق من حنجرة قوية لشيخ مصري عرف طريقه إلى قلوب المصريين.. إنه سيد النقشبندي، صاحب الابتهال الأشهر "مولاي".

الشيخ سيد النقشبندي، صاحب المدرسة العريقة في الابتهال والإنشاد الديني، فأدعيته وابتهالاته وأناشيده تراث نادر كتراب الماس، ارتبطت به الأذهان والقلوب في شهر رمضان، فكما ارتبط جمهور الإذاعة بصوت قيثارة السماء محمد رفعت، وهو يتلو عليهم قرآن المغرب، ارتبطوا أيضًا بتواشيح وأدعية سيد النقشبندي في نهار وسحور الشهر الكريم.

"أستاذ المداحين" و"الكروان" و"الصوت الخاشع"، وألقاب أخرى كثيرة حظي بها الشيخ المداح، الذي ولد عام 1920، في قرية دميرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، وفي العاشرة من عمره انتقل إلى مدينة طهطا جنوب الصعيد، وهناك حفظ القرآن الكريم وتعلَّم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، حيث كان والده الشيخ محمد النقشبندي هو شيخ الطريقة، ليسطع من هناك نجم "الشيخ سيد"، الذي وصفه الدكتور مصطفى محمود، رحمه الله، في برنامج "العلم والإيمان" بقوله: "إنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد".

"النقشبندي"، صاحب الصيت الواسع، لم يبزغ نجمه إلا بعد الأربعين عامًا، عندما أتى إلى القاهرة عام 1966، أي قبل 10 أعوام من وفاته، فأنشد الابتهالات من مسجد "الحسين"، فعرفته الإذاعة المصرية التي التحق بها عام 1967، فسجَّل بعض التسجيلات لبرنامج في "رحاب الله"، ثم سجَّل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج "دعاء" الذي كان يذاع يوميًا عقب أذان المغرب، وانتقل للتليفزيون عندما اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني في "نور الأسماء الحسنى"، وسجَّل برنامج "الباحث عن الحقيقة"، والذي حكى قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي. "عاوز أسمعك مع النقشبندي"، كلمات همس بها الرئيس الراحل أنور السادات في أذن الملحن العبقري بليغ حمدي، فتحوَّلت إلى أنشودة دينية تقشعر لها الأبدان وترتجف لها القلوب، في رائعة "مولاي إني ببابك"، ورغم أن النقشبندي، كما قال الإذاعي الراحل وجدي الحكيم، معترضًا في البداية: "على آخر الزمن هغني"، إلا أنه عندما سمع لحن بليغ حمدي، لم يكن هناك مجال للرفض، فخرجت المعزوفة الدينية للنور بصوت كرَّمه الله بالمحبة.


مواضيع متعلقة