كوريا الجنوبية: مواقفنا لن تكون متطابقة مع واشنطن دائما

كتب: (وكالات)

كوريا الجنوبية: مواقفنا لن تكون متطابقة مع واشنطن دائما

كوريا الجنوبية: مواقفنا لن تكون متطابقة مع واشنطن دائما

قالت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية "كانج كيونج-هوا"، اليوم، إن موقف بلادها لا يمكن أن يتماشى دائما مع موقف الولايات المتحدة في تحليل الوضع السياسي، نظرا للعلاقات الثنائية لكل من الدولتين مع دول الشرق الأوسط، وجاءت تصريحات "هوا"، في هذا الشأن ردا على سؤال وجه إليها حول مطالب واشنطن بإرسال قوات كورية إلى مضيق هرمز، وفقا لما نقلته وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية.

وأوضحت "هوا"-خلال انعقاد الجلسة العامة للجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والوحدة- أن "الجانب الأمريكي يطالب سول باستمرار بمشاركتها في الجهود المبذولة في الأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية بمضيق هرمز"، مشيرة إلى أن بلادها تدرس جميع الظروف مع الأخذ في الاعتبار سلامة رعاياها وسفنها كأولوية، مضيفة: "أنه لم يُتخذ بعد قرار حول مطالبة واشنطن في هذا الصدد"، وأوضحت أن مسألة نقل جزء من وحدة تشونج هيه في خليج عدن إلى مضيق هرمز قد تكون خيارا مطروحا. وتابعت وزيرة الخارجية الكورية  قائلة إن حكومتها تقوم بمراجعة كيفية استخدام أصولها العسكرية في المنطقة أو بالقرب منها.

من جانبه، أعلن مصدر مسئول أمريكي أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يحرزان تقدما في مفاوضاتهما بشأن تقاسم تكاليف تمركز القوات الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية، فيما تتوقع الدولتان استئناف المحادثات في هذا الصدد في وقت مبكر من الأسبوع القادم، وبحسب ما أوردت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، اليوم، فقد طالبت واشنطن بشكل مبدئي بزيادة مساهمة سول السنوية في تكاليف الإبقاء على القوات، المُقدر عددهما بـ 28 ألفا و500 جندي، بخمسة أضعاف مساهمتها الحالية لتبلغ نحو 5 مليارات دولار أمريكي، وهو الطلب الذي قوبل بمقاومة شديدة من كوريا الجنوبية، فيما توصلت الدولتان الحليفتان إلى تسوية قبيل انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات بينهما في واشنطن.

وانتهى اتفاق تقاسم تكاليف الدفاع السابق بين البلدين - الذي عُرف باسم "اتفاقية التدابير الخاصة" - في نهاية العام الماضي، مما وضع ضغوطا على الجانبين لإبرام اتفاق جديد، وأثارت المفاوضات مخاوف من حدوث تصدع في التحالف بين سول وواشنطن المُمتد منذ عقود مع قيام كوريون جنوبيون بتنظيم مسيرات للاحتجاج على ما وصفوه بالمطالب المفرطة من جانب واشنطن.

وكانت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية "كانج كيونج-هوا"، رجحت في وقت سابق اليوم، عقد اجتماع ثلاثي مع نظيريها الياباني والأمريكي أو الاكتفاء بلقاء الأخير أثناء زيارتها المرتقبة إلى الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل، وقالت - خلال انعقاد الجلسة العامة للجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والوحدة حسبما نقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية - إن الإعلان الرسمي عن الاجتماع سيتم قريبا، موضحة أنها تتوقع أن يتم مناقشة القضية الإيرانية خلال المحادثات الثنائية أو الثلاثية المقرر عقدها الأسبوع المقبل.وبخصوص الحوار بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، قالت "هوا"، إنها ستناقش مع نظيرها الأمريكي مايك بومبيو هذا الموضوع.

وأكدت الوزيرة الكورية الجنوبية، أنه لا علاقة بين مفاوضات تقاسم تكاليف الدفاع بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وقضية مضيق هرمز،  وتابعت هوا قائلة: "إن الجانب الأمريكي لم يذكر قضية مضيق هرمز خلال مفاوضات تقاسم تكاليف الدفاع".

وكانت الولايات المتحدة طلبت من حلفائها الانضمام إلى تحالف عسكرى لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز وسط توترات متصاعدة بين واشنطن وطهران.

وجاء ذلك في ظل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فجر الجمعة الماضي، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار قرب مطار بغداد.

وذكرت استخبارات الحرس الثوري الإيراني، أمس الأربعاء، أن الضربة العسكرية التي وجهتها طهران لقواعد عسكرية أمريكية في العراق، استهدفت 20 موقعا حساسا، لا سيما في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار غرب العراق، وأن 80 جنديا أمريكيا قتلوا، كما جرى تدمير طائرات مروحية ومعدات عسكرية أمريكية، وكان مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حميد رضا مقدم، أعلن أن المعلومات الأولية تؤكد وقوع أضرار كبيرة في قاعدة "عين الأسد"، قائلا إن الأمريكيين يحاولون إخفاء الحقائق، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء"الشرق الأوسط".

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، امس الاربعاء، إنه ينبغي على الأمريكيين أن يشعروا بالسعادة لعدم سقوط أي خسائر في الضربات الإيرانية على قاعدتين عسكريتين في العراق، متوعدا طهران بفرض عقوبات اقتصادية جديدة، موضحا في مؤتمر صحفي: "لم يصب أمريكيون في هجوم الليلة الماضية الذي شنه النظام الإيراني قواتنا الأمريكية العظيمة مستعدة لأي شيء، إيران تراجعت فيما يبدو"، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.

وقال ترامب، في كلمة، إنه لن يتم السماح مطلقًا لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأن على إيران التخلي عن طموحاتها النووية، وإنهاء الدعم للإرهاب، لافتا إلى أن سعيها لامتلاك قدرات نووية يهدد العالم، وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تواصل النظر في خيارات أخرى، وستفرض عقوبات اقتصادية قوية على إيران.


مواضيع متعلقة