خبراء عن سيناريوهات التصعيد: الأزمة لن تذهب إلى الحرب المباشرة

كتب: محمد الليثى

خبراء عن سيناريوهات التصعيد: الأزمة لن تذهب إلى الحرب المباشرة

خبراء عن سيناريوهات التصعيد: الأزمة لن تذهب إلى الحرب المباشرة

وسط تصريحات دبلوماسية استهدفت كبح التوتر والاكتفاء بالفعل الأمريكى ورد الفعل الإيرانى، يستمر مسلسل التصعيد بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

"إسماعيل": رد إيران ساذج والحرب مستبعدة

علق الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربى للدراسات السياسية على التصعيد، قائلاً: إن السيناريو الأقرب هو المناوشات العسكرية المتبادلة بين الطرفين حتى يتم الوصول إلى تهدئة فيما يتعلق بهذه المسألة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هى التى بدأت باغتيال سليمانى، وردت إيران، مضيفاً: «كان الرد الإيرانى متوقعاً باستهداف القواعد الأمريكية، ولكن العجيب فى الأمر أنه ليست هناك حتى إصابات، لذلك كان من المعلوم جيداً استهداف هذه المواقع من قبل إيران، ولكن هل تعاملت على أن يكون القصف على المواقع فقط دون أن تكون هناك تأثيرات سلبية أو إصابات؟ وهل تنوى الرد بأكثر من ذلك؟ وهل هذا هو أقصى ما لديها؟».

وتابع الخبير لـ«الوطن»، أن لدى إيران أدوات كثيرة، ولكنها اختارت رداً ساذجاً، وهناك ردود ربما تكون أكثر شدة وألماً للجانب الأمريكى، بما فيها استهداف منشآتها فى الخليج العربى، ولكن الجانبين اعتبرا أن العراق هو الساحة التى يتم التداول حولها، مضيفاً أن السيناريو يذهب إلى مناوشات عسكرية وتهدئة.

أما عن السيناريو الثانى، ووصفه إسماعيل بـ«الأبعد»، فهو الحرب بين الطرفين، مشيراً إلى أن استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعتمد على عدم إدخال الجنود الأمريكيين فى أى حرب خارج أراضيهم إلا بعد «دفع الفاتورة»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ربما تتكبد المليارات إذا دخلت حرباً مع إيران، إضافة إلى ذلك فإن إيران تملك الناصية الأعلى «حيث إننا نتحدث عن دولة بكل منشآتها وجيشها تحارب بعض الجنود فى القواعد العسكرية الأمريكية التى تحمل 5500 جندى فهذا عدد قليل، فإذا تحدثنا عن اجتياح برى من جانب إيران فربما يُقضى على القواعد العسكرية الأمريكية بالكامل، وأتخيل أن الأمور كلها ستكون مناوشات بين الطرفين، إضافة إلى مزيد من العقوبات الاقتصادية الأمريكية التى ربما أضرت بالاقتصاد الإيرانى كثيراً».

"بهاء": "طهران" قد تهاجم مناطق النفوذ الأمريكى بـ"الذئاب المنفردة"

وقال الباحث فى العلاقات الدولية بهاء محمود، إن التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران بدأ بالفعل من خلال الرد الإيرانى باغتيال أحد القادة العسكريين فى قاعدة عسكرية بأفريقيا فى الأيام الأخيرة، مضيفاً أن هذا كان أول رد على مقتل قاسم سليمانى، قائد «فيلق القدس»، ووضع «بهاء» 3 سيناريوهات متوقعة للأزمة بين البلدين العدوين.

وبشأن السيناريو الأول، قال «بهاء»، إن «الحرب لن تكون فى العراق فقط ولا فى المنطقة العربية فحسب، بل ستعمل إيران على كل مكان بالعالم فيه وجود أمريكى، مثل أفريقيا وأفغانستان وغيرهما»، لافتاً إلى أن «طهران»، لن تختار طريق الحرب المتبادلة، وتبادل القذائف، ولكن ستكون هناك اغتيالات وذئاب منفردة، مؤكداً أن إيران ليست فى قوة الولايات المتحدة لتفتح معها حرباً أو ضرباً متبادلاً.

وتابع: «إذا أصبحت المنطقة العربية مسرحاً للعمليات، فذلك سيؤثر على مصالح دول أخرى وعلى المصالح الأمريكية بالمنطقة، حيث بها آبار نفط وغاز كبيرة جداً تعمل عليها الولايات المتحدة وتحتاجها، فلن تكون هذه المنطقة مسرحاً للعمليات حتى لا يتعرضوا للخسارة».

أما عن السيناريو الثانى، أوضح أنه يتمثل فى ضربات سريعة داخل المنطقة، أى تكثيفها على المناطق العراقية على أمل إخراج الأمريكان من البلاد، مشيراً إلى أنهم لم يدخلوا أى ملف بالمنطقة فى الألفية الجديدة ونجحت فيه، حيث إنها فشلت فى أفغانستان وفى العراق وأيضاً مناطق الملاحة فيها تهديدات، وبالتالى أمريكا «خسرانة» على مستوى البر، وهى الآن مترددة ما بين التصعيد فى العراق والتعرض للخسارة فى ظل وجود الحشد الشعبى الكبير الموجود فى البلاد، والذى ولاؤه ليس فقط لإيران، بل أيضاً ضد استراتيجية الهجوم الأمريكى، ولذلك الولايات المتحدة فى مأزق ما بين زيادة عدد الجنود والتعرض لخسائر، وبين مغادرة العراق وتركها لإيران ويقتصر وجودها فى المنطقة على القواعد الموجودة فى منطقة الخليج.

وأشار الباحث فى العلاقات الدولية، إلى أن السيناريو الثالث من المحتمل أن إيران تضرب القواعد العسكرية فى السعودية بواسطة الحوثيين رداً على فكرة أن المملكة حليف أمريكى فى المنطقة، وأيضاً أن تدعمهم إيران ببعض المعدات والصواريخ التى تهدد أمن السعودية، مؤكداً أن كل هذه السيناريوهات متاحة، ومن الممكن أن تحدث جميعها فى وقت واحد لأن هذا المشروع (حياة) بالنسبة لإيران، فهى لن تتخلى عن المنطقة العربية، لأنه الوجود العالمى الوحيد لها، وأى هزيمة فيها تعنى خسارة كبيرة، فهى مهزومة إلى حد ما فى سوريا، ولم يبق لها إلا اليمن والعراق، مع العلم أن تنظيم «حزب الله» اللبنانى لا يعتبر النفوذ الأهم بالنسبة لهم، فهو من نسيج لبنان، ولن يتم حذفه بسهولة.


مواضيع متعلقة