سياسيون: أمريكا لن تتخذ ردا قويا تجاه هجوم إيران

سياسيون: أمريكا لن تتخذ ردا قويا تجاه هجوم إيران
- الولايات المتحدة الأمريكية
- دونالد ترامب
- قاعدتي الأسد وأربيل
- قاسم سليماني
- الولايات المتحدة الأمريكية
- دونالد ترامب
- قاعدتي الأسد وأربيل
- قاسم سليماني
اختلف سياسيون في تقدير رد الفعل الأمريكي، جراء قصف إيران قاعدتي الأسد وإربيل في العراق بالصواريخ، حيث ذهب البعض إلى أنه على الأرجح لن ترد الولايات المتحدة الأمريكية ثانية، وستكتفي برد إيران الذي كانت تعلمه مسبقا ولم يكبدها خسائر كبيرة عكس ما أعلن النظام الإيراني، فيما ذهب آخرون إلى أن رد الولايات المتحدة الأمريكية سيحكمه أمرين أولهما حجم خسائرها الذي لم يتضح بشكل دقيق حتى مثول الجريدة للطبع، والأخر مدى تقديرها للموقف والرد الإيراني تماشيا مع هيبتها كقوى عظمى.
عبد المنعم سعيد: أحيانا يكون هناك نوع من التوافقات بين الأعداء في العلاقات الدولية
قال الدكتور عبد المنعم سعيد أستاذ العلوم السياسية، إن رد الولايات المتحدة الأمريكية على ضرب إيران سيتوقف على حكم الضحايا من هذه الصواريخ، لأنه أحيانا يكون هناك نوع من التوافقات الضمنية بين الأعداء في العلاقات الدولية، ومن الممكن أن يكون الأمريكان من خلال رسائلهم التي أرسلوها مع السويسريين والقطريين ومع كل قنوات اتصال مع الجانب الإيراني، مشيرا إلى أنهم كانوا يقولون للإيرانيين، إنهم لا يريدون إسقاطهم، وأنهم يريدون الجلوس على مائدة تفاوض، لإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي، وأنهم يأملوا أن يكون رد إيران على اغتيال سليماني، متناسب مع الفعل، وأن أهم مصلحة عند الولايات المتحدة الأمريكية هي قواتها.
وأضاف سعيد لـ"الوطن"، أنه يبدو أن ضحايا ونتائج القصف الإيراني للقاعدتين العسكريتين في العراق قليلة، على النقيض مما تعلن إيران من قتل 80 مقاتلا أمريكيا نتيجة هذه العملية، بالإضافة إلى الجرحى، وأن هذا العدد يعني أنه جرى قصف مباني، لو هي كذلك كما أعلنت إيران، فإن ذلك يعني أن الضربة الأمريكية المقابلة سوف تكون قوية للغاية، لأن ترامب لن يتحمل نتائج هذا الحجم من الضحايا داخل الساحة السياسية الأمريكية، كون ذلك يعني أنه بقراره اغتيال سليماني أدخل أمريكا في طريق مليء بالضحايا فيتأثر رأس المال البشري، وهنا سيختار ضرب موقعين كبيرين لإيران، حتى يكونوا موجعين ومهينين للجانب الإيراني، وربما يكون الهدف الأول ضرب قوات الحشد الشعبي، لأن هؤلاء هم الذين يمثلون الخطر الأكبر على القوات الأمريكية داخل العراق.
وتابع: "أما إذا كان الضحايا يعادل عدد أصابع اليد الواحدة من الممكن أن تقول أمريكا أنها ستشدد العقوبات الأمريكية على إيران، أو أن تجعل الحديث مستمر بين الطرفين"، مشيرا إلى أنه يتصور أن الأمريكان كانوا على علم بالفعل بالضرب، لأنها أحد أهم الأهداف الأولية التي قد تستهدفها إيران بعد مقتل سليماني، ومن ثم استهداف مصالح وقواعد أخرى، فوارد أن يكون هناك أهداف كثيرة أمام الإيرانيين، لكن اختيار القواعد العسكرية في العراق جاء لتقوية ساعد قوات الحشد الشعبي "حلفاء إيران" على الأرض.
أبو بكر: نحن أمام رئيس غير نمطي صعب التنبؤ برد فعله
وقالت الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية، بالجامعة الأمريكية، إنه من الصعب التنبؤ برد فعل الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وأننا أمام رئيس غير نمطي، يأخذ بكل خيوط القرار السياسي بيده، فنحن لسنا أمام رئيس نمطي يتبع الخطوات المتوقعة في هذه الأزمات، فمن الممكن أن تبدأ الحرب بالوكالة عن طريق حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الممكن أن يحدث تصعيد إعلامي لا يتبعه تصعيد على الأرض، ومن الممكن أيضا أن يرد بضربة موجهة داخل إيران، لافتة إلى أنه لا يمكن التنبؤ بشكل قاطع، خاصة وأنه لم يعلن عن حجم الخسائر الأمريكية بشكل واضح.
وأضافت لـ"الوطن"، أنه حتى لو كانت الخسائر الأمريكية على الأرض من الأفراد ومن القوى البشرية، والخسائر في البنية التحتية قليلة، وحتى لو كانت تكلفة الضربة من أموال وعتاد، تفوق ما حققته من نتائج على الارض، لكن يظل ما حدث يؤثر على هيبة أمريكا، ويضعها في محك كقوى عظمى.
بشير عبدالفتاح: رد إيران متأخر ومتواضع والعقل الأمريكي سباقا وقوي
وقال الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيحية، إن الضربة القوية هي من بدأت بها الولايات المتحدة الأمريكية عندما استهدفت قيادي عسكري رفيع المستوى هو قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وهذه أهم شخصية عسكرية في إيران، بينما جاء الرد من جانب الأخر متأخرا ومتواضعا، ويبدو أنه كان شبه متفق عليه، كون أمريكا تقول أنه كان لديها معلومات مسبقة، وأن القاعدتين الذين جرى ضربهم كانوا على استعداد، والجنود استطاعوا دخول المخابيء، والطائرات أخذت احتياطياتها، وبالتالي لم يحدث أي أثر، أو أي خسائر من أي نوع.
وأضاف لـ"الوطن" : "الأمريكان يؤكدون أنه كانت لديهم معلومات مسبقة بالتوقيت وبالأماكن المستهدفة، وهذا معناه أنه كان هناك اتفاق بأن يكون هناك رد إيراني ليمتص الغضب، وتقتنع أنها بذلك ردت، وأمريكا تصمت على ذلك وتدعها تعلن أشياء غير حقيقية بأنها قتلت 80 أمريكيا على سبيل المثال، ومن ثم العودة في تصريحات مغايرة لأقل من ذلك، فهو فعل أرادت به إيران الحفاظ على ماء وجهها، وكفى، ومن ثم ينتهي الأمر على ذلك، لأن المنطقة لن تحتمل أي مواجهات ومشكلات من هذا النوع.
وتابع أنه يرى أن الولايات المتحدة لن ترد ثانية، وستدخل في مجال الوساطات والمفاوضات، مع محاولة تصديق إدعاءات إيران بأنها بالفعل استطاعت الرد، علما بأنه ليس هناك أي تكافؤ بين الطرفين.
الجدير للذكر أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أعلن في وقت سابق أن العراق يرفض أي انتهاك لسيادته والاعتداء على أراضيه، داعيا الجميع لضبط النفس وتغليب لغة العقل والتقيد بالمواثيق الدولية واحترام الدولة العراقية. وأكد أن هذه الأزمة الخطيرة تهدد المنطقة والعالم بحرب مدمرة.
وكانت قواعد أمريكية عدة في العراق تعرضت إلى هجوم بنحو 13 صاروخا، في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وشهد محيط قاعدة عين الأسد ومناطق واسعة من العاصمة بغداد تحليقا مكثفا للمقاتلات الأمريكية، وشهدت الحدود السورية العراقية تحليقا لقوات الجو السورية، في حين شهد شمال إسرائيل استنفارا عاما لدى سلاح الجو وبطاريات اعتراض الصواريخ وإطلاق قنابل مضيئة في الجولان بحسب قناة العربية، بعد بيان الحرس الثوري الذي اعتبر "إسرائيل حليفا لأمريكا في قتل سليماني" مهددا "في حال الرد الأمريكي ستعتبر حيفا هدفا للصواريخ".