لاريجاني مخاطبا ترامب: لقد ارتكبت جريمة كبيرة
انقلاب إيراني دبرته أمريكا.. قبل سليماني مقتل رئيس الوزراء
![شبهه لاريجاني باغتيال سليماني.. ما هو انقلاب 1953](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1148487961526380050.jpg)
شبهه لاريجاني باغتيال سليماني.. ما هو انقلاب 1953
قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني، إن واشنطن بقتلها قاسم سليماني، ارتكبت جريمة شبيهة بانقلاب عام 1953 الذي أسفر عن مقتل رئيس وزراء إيران حينذاك محمد مصدق.
وأضاف لاريجاني، مخاطبا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "لقد ارتكبت جريمة كبيرة، سيسجل أسمك في تاريخ العالم إلى جانب مرتكبي جريمة انقلاب 28 مرداد والجريمة الأمريكية التي أسفرت عن إسقاط طائرة الركاب الإيرانية"، حسب "روسيا اليوم".
وكان في عام 1953 وقع انقلاب في إيران أطاح برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق، وكان الانقلاب مدبرا ومخططا له من قبل عناصر المخابرات البريطانية والمخابرات المركزية الأمريكية وفي عام 2013، أقرت المخابرات الأمريكية بمسؤوليتها عنه.
انقلاب 1953
في 1941 جرى إجبار شاه إيران رضا بهلوي على التنازل لولده محمد، الذي واجه احتجاجات واسعة قادتها الجبهة الوطنية التي طالبت عبر محمد مصدق – أحد رموزها – بعدة مطالب منها تأميم النفط، وكان رد الشاه هو الرفض لاعتبارات دولية ومع اغتيال رئيس الوزراء المدعوم من الشاه الرافض للتأميم في 7 مارس 1951 توالت أعمال الشغب حتى إبريل من نفس العام، ففي 28 أبريل جرى اختيار محمد مصدق رئيسا للوزراء من البرلمان بأغلبية كبرى.
الذي يعد تأميم صناعة النفط الإيرانية هي النقطة الأبرز في سياسة حكومته بعد أن كان البريطانيون مسيطرون عليها منذ 1913، وهذا القرار لم يرض بريطانيا والولايات المتحدة.
محمد مصدق
وقد انتخب الإيرانيون مصدق عام 1951 إذ بادر بسرعة إلى إعادة تأميم شركات إنتاج النفط الإيرانية، والتي كانت تخضع للسيطرة البريطانية من خلال الشركة البريطانية - الفارسية للنفط، والتي أصبحت تعرف فيما بعد بشركة بريتش بيتروليم.
وكانت تلك الخطوة مصدرا لقلق بالغ لدى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، إذ كانتا تعتبران النفط الإيراني مصدرا رئيسيا لهما لإعادة البناء الاقتصادي في فترة من بعد الحرب العالمية، كما كانت الحرب الباردة أيضا عاملا مهما بالنسبة إلى البلدين في تلك الحسابات، حسب بي بي سي.
وقال دونالد ويلبر، وهو أحد مخططي الانقلاب، في وثيقة كتبت بعد أشهر من الإطاحة بمصدق: "كانت هناك تقديرات بأن إيران كانت تواجه خطر السقوط الحقيقي خلف الستار الحديدي، وإذا ما وقع هذا، فإن ذلك سيعني نصرا للسوفيت في الحرب الباردة، وانتكاسة كبرى للغرب في الشرق الأوسط."
وعزز الانقلاب حكم شاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي كان قد فر من إيران في أعقاب صراع على السلطة مع مصدق، وعاد بعد الانقلاب ليصبح حليفا مقربا للولايات المتحدة، ودعمت الولايات المتحدة وبريطانيا القوى الموالية للشاه وساعدت في تنظيم الاحتجاجات المناهضة لمصدق.
الاستخبارات الأمريكية تعترف بدورها الرئيسي في الانقلاب
في أغسطس من عام 2013 فرجت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) عن وثائق تعترف رسميا وللمرة الأولى بدورها الرئيسي في الانقلاب الذي وقع في إيران عام 1953 وأطاح برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا آنذاك محمد مصدق.
ونشرت هذه الوثائق في أرشيف الأمن القومي، وهو معهد بحثي غير حكومي ومقره جامعة جورج واشنطن، وذلك في الذكرى الستين للانقلاب، ونقلته العديد من وكالات الأنباء.
وقال أحد الخبراء: "نُفِّذ الانقلاب العسكري بتوجيه من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في إطار تطبيق بنود السياسة الخارجية".
وأشارت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عام 2000 بصراحة إلى الدور الأمريكي في الانقلاب، كما أشار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى ذلك الدور في خطاب له في القاهرة عام 2009.
ويقول مالكولم بايرن، محرر الوثائق، التي كُشِف عنها إن أجهزة الاستخبارات كانت تصدر "نفيا عاما" لأي دور لها في ذلك الانقلاب.
ويعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تقر فيها وكالة الاستخبارات المركزية بنفسها بالدور الذي لعبته في هذه الحالة بالتنسيق مع جهاز المخابرات الخارجية البريطانية (MI6).
ويقول بايرن إن هذه الوثائق مهمة ليس فقط لأنها توفر "تفاصيل جديدة، ولمحات حول عمل وكالات الاستخبارات قبل وبعد عملية الانقلاب"، ولكن أيضا لأن "الأحزاب السياسية من كل الاتجاهات، بما في ذلك الحكومة الإيرانية آنذاك، كانت تدعم الانقلاب باستمرار".
وقد جرى الحصول على هذه الوثائق بموجب قانون حرية المعلومات من خلال معهد أرشيف الأمن القومي المستقل.