12 ساعة على القهوة: "الست سونة" صبي قهوجي.. و"مصطفى" "زبون سُقع"

12 ساعة على القهوة: "الست سونة" صبي قهوجي.. و"مصطفى" "زبون سُقع"
يبدو الاثنان متشابهين رغم الفارق الكبير بينهما، يقضيان ساعات طويلة فى المقهى، لكن هدف كل منهما مختلف، الأولى سيدة خمسينية تعمل فى مقهى شعبى للحصول على يومية تنفقها على زوجها المريض وأولادها، والثانى شاب فى مقتبل العمر يقضى 8 ساعات يومياً فى مقهى بالقرب من منزله، وتم تكريمه ومنحه لقب الشخصية الأكثر تأثيراً فى المقهى خلال 2019، لكونه «زبون سُقع».
فى منطقة مصر القديمة، الكل يعرف سونة شبل، 47 عاماً، التى تعمل «صبى قهوجى»، للإنفاق على أسرتها، تقضى 12 ساعة يومياً فى التحرك بين جنبات المقهى الصغير والمحال المجاورة، لتلبية طلبات الزبائن، ولسانها محلى بكلمات الطاعة التى ترضى الزبائن: «تحت أمرك يا باشا، تؤمر يا بيه».
تعمل لتنفق على زوجها المريض وأولادها الـ4.. والشاب يفوز بـ"شيشة"
زوج «سونة»، الشهيرة بـ«أم سامح»، يكبرها بـ20 عاماً، وتعرض لحادث أثناء عمله فوق إحدى السقالات: «وقع من على السقالة ومن يومها مابقاش قادر يتحرك وأنا اللى خرجت اشتغلت عشان أصرف على البيت وعلى الـ4 عيال».
تحصل على يومية من 70 إلى 100 جنيه: «الناس بيحبونى عشان لسانى حلو معاهم».
وفى مركز زفتى بمحافظة الغربية، حقق مصطفى العادلى، 24 عاماً، رقماً قياسياً فى الجلوس على المقهى القريب من منزله، جعل صاحب المقهى يكرمه فى حفل ويمنحه لقب «الأكثر تأثيراً»، حيث يحقق إيرادات كبيرة للمقهى نظير الطلبات التى يحصل عليها.
8 ساعات يقضيها «مصطفى» فى المقهى بين لعب الدومينو والكوتشينة والطاولة ومشاهدة المباريات المحلية والعالمية، فبعد عودته من عمله كموظف فى شركة خاصة يتوجه إلى المقهى فى السادسة مساء كل يوم ولا يغادره قبل الثانية بعد منتصف الليل: «باشرب شاى وقهوة وأشوف مباريات وأقعد أتكلم مع صحابى، عشان اليوم يعدى».
المقهى لم يعد مكاناً للتسلية والترفيه بالنسبة لـ«مصطفى»، بل هو مكان يقابل فيه أصدقاءه ويعقد فيه اجتماعاته: «لو يوم ماروحتش عُمال القهوة يتصلوا بيا يقولوا لى إيه الحكاية ماجيتش ليه النهارده؟»، مؤكداً أن أفراد أسرته يتصلون به فى المقهى الذى أصبح مثل بيته، وفى التكريم الذى أعد خصيصاً للاحتفال به حصل «مصطفى» على جائزة «شيشة».