على طريقة أحد أفلام "وردة".. كارلوس غصن يهرب من اليابان لـ"بيروت"

كتب: نرمين عفيفي

على طريقة أحد أفلام "وردة".. كارلوس غصن يهرب من اليابان لـ"بيروت"

على طريقة أحد أفلام "وردة".. كارلوس غصن يهرب من اليابان لـ"بيروت"

حالة من كبيرة من الجدل، وروايات عديدة بين التأكيد والنفي، تسبب بها المدير التنفيذي السابق لشركة "نيسان موتورز"، كارلوس غصن، بعد أن تمكن من الهرب من قبضة السلطات اليابانية.

ولم يكن مجرد الهرب فقط هو الحدث الذي أثارالجدل، ولكن الطريقة التي هرب بها كارلوس غصن، هي ما سببت الجدل والتساؤل، فوصفها البعض بـ"الخرافية"، والبعض الآخر وصفها بـ"الهوليودية".

كارلوس غصن، لبناني الأصل، ويحمل الجنسية الفرنسية والبرازيلية، وفر من الإقامة الجبرية من طوكيو اليابانية إلى بيروت بعد أن اتهم باختلاسات بملايين الدولارات، وجاء الهروب بعد عام وشهر من توقيفه في طوكيو، وحصوله على الإفراج المؤقت بكفالة وصلت لـ13 مليون دولار، وكان من شروط الإفراج عنه أن تكون تنقلاته داخل اليابان فقط، وغيابه عن الإقامة الجبرية كان محدودا ومحددا، وجوازات سفره كلها الفرنسي والبرازيلي واللبناني كانوا بيد محاميه، بالإضافة لكاميرات المراقبة التي كانت تتبعه.

ورغم كل ذلك، استطاع كارلوس غصن، الهرب على متن طائرة خاصة إلى تركيا ومنها إلى بيروت.

فحادث الفرار نفسه يحدث وحدث كثيرا مع شخصيات عامة وعالمية، ولكن في هذه الواقعة كانت هناك مفارقات عدة، أولها أنه هو من أعلن خبر هروبه في بيان نشرته صحفية الجمهورية، قال فيه إنه خارج اليابان وأصبح في بلده لبنان، "أنا في لبنان ولم أفر من العدالة ولكن فررت من الظلم والإضطهاد السياسي.. أنا رهينة لقضاء ياباني غير منصف".

بالإضافة إلى أنه قطع حوالي 10 آلاف كيلو متر على الأقل متنقلا من قارة إلى قارة، فمن طوكيو إلى بيروت، مرورا بتركيا، وكانت قناة "MTV" اللبنانية قالت إنه كان يختبئ في حقيبة كبيرة، مخصصة لآلة موسيقية "كونترباص"، بمساعدة شركة أمنية يابانية تشرف على نقل الفرق الموسيقية والآلات في موسم الأعياد، فقد دخلت مجموعة "بارا العسكرية" إلى منزل غصن في اليابان تحت غطاء فرقة موسيقية، ثم عادت وخرجت بعد انقضاء الوقت المنطقي للحفلة، ولم تعلم حينها السلطات اليابانية أن "غصن" اختبأ في أحد الصناديق المخصصة لنقل الآلات الموسيقية، ثم غادر البلاد عبر مطار محلي، وهي قصة أشبه لقصص الأفلام البوليسية، حسبما وصفها الكثيرون.

وفي مفارقة فكاهية فإن الفنانة وردة في فيلم "حكايتي مع الزمان"، لجأت لهذه الحيلة للهرب من زوجها رشدي أباظة من مصر لبيروت، لإحياء حفلات موسيقية هناك مع فرقتها الموسيقية، والتي قامت بتهريبها أيضا من المطار في الـ"الكونترباص"، وعلى مايبدو أن كارلوس غصن، شاهد الفيلم وقرر الاستعانة بطريقة الهرب هذه.

وألقي القبض على كارلوس غصن صاحب الـ 65 عاماً، في نوفمبر من عام 2018، قبل أن يغادر السجن بكفالة قدرها مليار ين ياباني في أبريل الماضي. 

وقالت شركة "إم إن جي" التركية، الخاصة لرحلات الطيران، إن المدير التنفيذي السابق لشركة "نيسان موتورز" كارلوس غصن، نجح في الهروب من قبضة السلطات اليابانية، مستخدما إحدى طائراتها على نحو غير قانوني ودون علمها، موضحة أن أحد موظفيها اعترف بتزوير السجلات، لاستبعاد اسم كارلوس غصن من الوثائق الرسمية دون علم الشركة.

وعلى الرغم من كل تلك الأقاويل، فاللغز لا يزال قائما حول ظروف مغادرة المدير التنفيذي السابق لشركة "رينو-نيسان" اليابان، ولم تصدر من السلطات اليابانية حتى الآن أي رواية رسمية، ولكن كارلوس غصن، لم ينفي رواية  قناة "MTV" اللبنانية، فهو حر طليق في بلده لبنان ويطلق التصريحات وكان بإمكانه نفي هذه الرواية في حال عدم صحتها، ولكنه أعلن أنه سيقيم يوم الأربعاء 8 يناير مؤتمرا صحفيا في بيروت.

وتسلمت لبنان يوم الخميس، "الشارة الحمراء" بحق كارلوس غصن من الإنتربول، في حين نفذت السلطات اليابانية مداهمة لمنزله في طوكيو، بينما أوقفت تركيا عدة أشخاص بعيد فتح تحقيق لمعرفة كيف تمكن المدير التنفيذي السابق لمجموعة "رينو-نيسان" من الفرار إلى لبنان عبر اسطنبول.


مواضيع متعلقة