«عم عزت» مسئول عن 21 أسرة تعيش بين أنقاض عقار منهار فى «فيصل»: «كلنا فى الهم سوا»

شخصيته وظروفه تشبهان شخصية «ونيس»، التى أداها الفنان محمد صبحى على خمسة أجزاء فى المسلسل الشهير «يوميات ونيس»، فالدور القيادى، الذى قام به «ونيس» مع جيرانه، حينما انهار العقار الذى يؤويهم، هو نفسه الدور الذى يقوم به عزت عبدالسميع، أحد سكان عقار فيصل المنهار. يستيقظ «الحاج عزت» مبكراً قبل ميعاده، وذلك إن استطاع النوم، بسبب قلقه على جيرانه المشردين فى الشارع، كل ما يشغل عقله تحقيق مستقبل آمن للجميع، بينما ترى عيناه مشهد العقار المنهار والعشش والخيام، التى يعيش أصحاب الشقق بداخلها، يسرح ويحلم للحظات بوجودهم آمنين فى منازلهم، بينما تقطع أصوات السيارات المزعجة بالشارع حبل أحلامه وأفكاره. «صباح الخير يا حاج عزت»، يسمعها يومياً أثناء خروج على صادق، الطالب بكلية الحقوق، الذى يخرج من العشة التى ينام فيها متوجهاً إلى جامعة القاهرة. «معظم كتب وكشاكيل الطلبة انهارت مع العقار، لكن لم تنهر أحلامهم»، هكذا يبث «عم عزت» الأمل فى نفوس الطلاب المتضررين: «الشاب الجامعى يذاكر ليلاً على أضواء الشموع، وهو جالس على كرسى بلاستيك بجانب زملائه من الطلاب المتضررين من وقوع العقار، اختلفت كلياتهم، ولكن جمعتهم أزمة واحدة». يمر «عزت» يومياً على العشش، يطمئن على من فيها، يجد بعضهم جالسين على بعض الأثاث الذى لم يتحطم، وأمامهم زجاجة مياه كبيرة، وكراسى بلاستيكية وتليفزيون صغير، يسألهم عن إفطار، وغداء، وعشاء اليوم، فهو أكبرهم، وأكثر من يتحمل مسئوليتهم. «خوف طبعاً، ومسئولية كبيرة، 21 أسرة كلهم إخواتى وولادى، وحاسس إنهم مسئولين منى» يبرر الرجل الخمسينى، اهتمامه بجيرانه من أصحاب العقار المنكوب. مصدر رزق «عزت» توقف، فمحاله انهارت مع انهيار العقار: «مش هيأس، وعندى استعداد أفضل سنين تانى على الحال ده، عشان آخد حقى، وحق السكان اللى اتظلموا، أكيد ربنا مش هيضيع حقنا». 21 أسرة أصبحوا أسرة واحدة، يطمئن «الحاج عزت» على كل فرد فيهم يومياً، ويوكل لكل منهم أداء مهمة محددة. منهم من يتولى مسئولية الطعام، ومنهم من يحرس العشش وهى المهمة الأخطر.