"تنسيقية الأحزاب": الشباب يقودون محاولات إحياء السياسة.. والدولة تُمكّنهم

كتب: علاء الجعودى

"تنسيقية الأحزاب": الشباب يقودون محاولات إحياء السياسة.. والدولة تُمكّنهم

"تنسيقية الأحزاب": الشباب يقودون محاولات إحياء السياسة.. والدولة تُمكّنهم

من رحم أحزاب مختلفة، ليبرالية ويسارية وقومية، وأخرى يصنّفها البعض باليمينية أو الدينية، ولدت «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، لتجمع أحزاباً كانت ترفض الاندماج، إلا فيما ندر، وتنظر بعين الريبة إلى أى تحالفات أو تشكيلات من شأنها أن تُحيّد أفكارها الخاصة لصالح أخرى أكثر شمولية، وفى محاولة من الدولة لتمكين الشباب سياسياً ودعم الأحزاب، اختارت لأول مرة 10 من شبابها فى مناصب تنفيذية بالحكومة، وحركة المحافظين ونوابهم الأخيرة.

ومنذ تأسيسها فى 2018 رفعت تنسيقية الشباب شعار «تنوع الأيديولوجيات.. ثراء للأفكار والحلول»، واستطاعت، بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن تشارك بعدد من أوراق العمل حول «تنمية الحياة السياسية» فى يونيو 2018، ضمن فعاليات مؤتمر الشباب الخامس، وأن تقدم أوراقاً أخرى عن «الهوية الوطنية» فى مؤتمر الشباب السادس، بالإضافة إلى رؤية أعضائها حول التنمية فى أفريقيا وتاريخ العلاقات بين مصر والقارة السمراء، فى منتدى شباب العالم بنسخته الثانية فى شرم الشيخ.

وطرحت «التنسيقية» مقترحات وأوراقاً وتوصيات لتقديم حلول ورؤى متكاملة لقضايا سياسية واجتماعية وإقليمية، وصولاً إلى جلسات المحاكاة، وكان آخرها جلسة «الاقتصاد وسلامة النقل الجوى والأمن» فى المؤتمر الوطنى السابع للشباب، قبل أسابيع، كما استطاعت، خلال 15 شهراً فقط، تقديم كوادر شبابية لديها من الإمكانيات التى تؤهلها لممارسة عمل رقابى وتشريعى وسياسى على أعلى مستوى.

وتعكف «التنسيقية» الآن على الانتهاء من تصور حول تعديل عدد من التشريعات أبرزها قوانين الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية والهيئات الشبابية.

وحول رؤية شباب التنسيقية وأعضاء الأحزاب فى تنمية الحياة السياسية وأزمة العمل الحزبى، قال هيثم الشيخ، المتحدث باسم «التنسيقية»، الذى تم اختياره فى منصب نائب محافظ الدقهلية فى حركة المحافظين الأخيرة، إن تنمية الحياة السياسية فى مصر أمر ضرورى، لكن كانت الأولوية فى المرحلة الماضية تثبيت أركان الدولة، خاصة أنها تخوض حرباً كبيرة مع قوى الظلام، التى تريد فرض الفوضى على المجتمع.

"الشيخ": نقدم منصة حوارية لا تعرف مؤيداً من معارض

وأضاف «الشيخ» أن مشكلة الحياة السياسية فى مصر كانت نتيجة غياب المدارس السياسية على مدى سنوات طويلة، وهو ما أدركت الدولة خطورته بالفعل، ليدعو الرئيس السيسى، فى أحد مؤتمرات الشباب، لتنمية الحياة السياسية، الأمر الذى دفع شباب الأحزاب لتأسيس «التنسيقية»، لتصبح منصة حوارية بين شباب مختلف الأحزاب ذات التوجهات المختلفة سواء كانت مؤيدة أو معارضة.

وتابع: «عبقرية فكرة التنسيقية تأتى فى أنها استطاعت أن تضم هذه المجموعة من الشباب بمختلف توجهاتهم ليناقشوا عدداً من الموضوعات التى تهم الوطن، والخروج بتوصيات تم الاتفاق عليها»، مشيراً إلى أن التعددية التى تتمتع بها «التنسيقية» تمنحها مصداقية كبيرة لأنها لا تعبر عن صوت واحد.

وأوضح أن تنسيقية شباب الأحزاب طالبت بفتح المجال العام واستمرار الحوار حول جميع القضايا التى تشغل الرأى العام فى مصر وذلك على أرضية وطنية.

وقال أحمد مشعل، أمين شباب حزب «المصريين الأحرار»، إن إصلاح الحياة الحزبية تقع مسئوليته على الحكومة والمواطن معاً، موضحاً أن الحكومة يجب أن تتعامل مع الأحزاب على حسب تمثيلها النسبى فى البرلمان، ويجب أن تقوم الجهات التنفيذية بكل درجاتها بتسهيل مهمة الحزبيين والاستماع لهم والتعرف على رؤيتهم فى حل المشكلات ومطالبهم المشروعة.

وأكد أحمد مقلد، نائب رئيس حزب «المؤتمر»، أنه لا بد من وضع خطوط عريضة لتنمية الحياة الحزبية والسياسية، ووضع ضوابط موضوعية لاستمرار الأحزاب للقيام بدورها ومنها «توافر عدد معتبر من الأعضاء بشكل سنوى فى الحزب، إلى جانب تمثيل محدد فى البرلمان والمحليات، وفى حالة عدم توافر العضوية أو التمثيل النيابى وغياب الحزب بشكل حقيقى عن الفعاليات والأنشطة السياسية يتم تجميد نشاطه لحين عودته مرة أخرى للعمل».

وأضاف «مقلد»، لـ«الوطن»، أن الحياة الحزبية لن تقوم إلا على سواعد الشباب، وهو الأمر الذى يجعلنا فى حاجة لآليات واضحة لتصعيد الشباب المؤهل لتولى المواقع القيادية فى الأحزاب، وضخ دماء جديدة فى تلك المواقع سوف يكفل استمراريتها، وتابع: «أعتقد أن هذه المسئولية تقع على الأحزاب السياسية وأعضائها».

"عزت": الرئيس مؤمن بالتعددية

وقال عمرو عزت، أمين التثقيف بـ«شباب حزب التجمع»، إن شباب الأحزاب استطاعوا أن يعملوا معاً خلال المرحلة الماضية، ويخوضوا معارك حقيقية لتنمية الحياة السياسية، مؤكداً أن القيادة السياسية فتحت لشباب الأحزاب قلبها وساعدتهم قدر الإمكان ووفرت لهم كل الدعم، خصوصاً أن الرئيس السيسى مؤمن بالتعددية الحزبية ودور الأحزاب فى المجتمع.

وحول اختيار أعضاء من «التنسيقية» فى حركة المحافظين الأخيرة، قال محمود الدسوقى، أمين شباب حزب التجمع، إن اختيار نواب محافظين من الأحزاب السياسية و«التنسيقية» يعكس إيمان القيادة السياسية بالشباب وبدورهم فى تغيير المجتمع وتطويره، وهذا الأمر سيجعل هناك جيلاً ثانياً وثالثاً من الشباب فى القيادة، ويكسبهم خبرات عظيمة داخل الجهاز التنفيذى.

"الدسوقى": الرئيس وعد فأوفى

وأضاف «الدسوقى» أن تعيين شباب المعارضة فى موقع نواب المحافظين أكبر رد على كل من يشكك فى إيمان القيادة السياسية بالمعارضة البناءة ودورها فى تقدم مصر، متابعاً: «الرئيس وعد وأوفى، ونحن نعمل جميعاً كشباب الأحزاب ونؤمن بإنكار الذات، ووجود زملائنا فى هذه المواقع يحتّم علينا أن نساعدهم فى تنفيذ رؤاهم وخططهم وسياساتهم فى المحافظات».

"عبدالإله": سيشجع الطلاب على المشاركة السياسية

وقالت شيماء عبدالإله، المتحدث الرسمى باسم تنسيقية الشباب، إنه لأول مرة تشهد الدولة تعيين نائب محافظ معارض، وهو الأمر الذى يؤكد اهتمامها بمشاركة كل من يمتلك قدرة وطاقة ورؤية فى المواقع التنفيذية والسياسية، ولو كان معارضاً طالما ينطلق فى موقفه من أرضية وطنية، مضيفة: «التنسيقية تشرف باختيار 5 من أعضائها فى هذه المواقع التنفيذية، فيما يصل عدد شباب السياسيين والأحزاب فى حركة المحافظين ونوابهم الأخيرة إلى 10».

وأشارت «عبدالإله» إلى أن تصعيد شباب الأحزاب فى المواقع التنفيذية سيكون دافعاً ومشجعاً كبيراً للشباب والطلاب للانضمام إلى الأحزاب فى الفترة المقبلة لكى يشاركوا فى صنع القرار السياسى والتنفيذى، متابعة: «الدولة تحترم الجميع مؤيداً ومعارضاً طالما الجميع ينطلق فى مواقفه وآرائه من قاعدة وطنية».


مواضيع متعلقة