تونس.. البوابة الثانية لإعادة الخلافة العثمانلية؟
- استعادة الموصل
- الصورة النمطية
- القوات العراقية
- انفجار قنبلة
- تنظيم الدولة الإسلامية
- جانب الطريق
- أخيرة
- إثر انفجار
- استعادة الموصل
- الصورة النمطية
- القوات العراقية
- انفجار قنبلة
- تنظيم الدولة الإسلامية
- جانب الطريق
- أخيرة
- إثر انفجار
زيارة أردوغان حاكم تركيا إلى العاصمة التونسية أكدت العديد من التحليلات عن أحلام ومخططات الحالم بالخلافة، واستقبال رئيس تونس له أثار العديد من الشواغل والمخاوف تجاه مواقف الرجل من مخطط إسطنبول لإعادة الاحتلال العثمانلى للمنطقة.
قبل يوم من وصول «الأردو» إلى العاصمة الخضراء، أعلن الرئيس التونسى قيس سعيد أن بلاده تؤيد الحل الليبى - الليبى بمشاركة كل الأطراف الليبية على اختلاف انتماءاتها ومواقفها، وهو تصريح أثار التساؤلات عن دلالة صدوره ليلة وصول داعم الميليشيات الإرهابية الليبية إلى بلاد رجل القانون الأول، الذى ساوى بين قوى تسعى إلى تحرير البلاد من الإرهاب وبين جماعات إرهابية تسعى لفرض احتلال جديد على المنطقة، وإعادة عجلة التاريخ للوراء.
الشاهد أن الزيارة تمت دون الإعلان المُسبق عنها بشكل كاف، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة فى الداخل التونسى، من زاوية أسباب عدم الإعلان، وعلاقته بالاتفاق «الأردوسراجى» ورغبة حالم الخلافة بإدخال تونس طرفاً داعماً له ولميليشيات الإرهاب فى ليبيا.
ومن الجوانب اللافتة للانتباه فى الزيارة، الوفد التركى المصاحب لـ«الأردو»، الذى تكون من طاقم حربى وليس سياسياً اقتصادياً بالدرجة الأولى كما هو معتاد، حيث ضم الوفد إلى جانب وزير الخارجية التركى كلاً من وزير الدفاع ومدير المخابرات، فى رسالة واضحة برغبة إسطنبول فى محادثات عسكرية أمنية متعمقة مع التوانسة، وتوقعات شبه مؤكدة بتحركات عسكرية على الأرض تحتاج لدعم لوجسيتى مخابراتى، مسانداً فى حال تحويل الأراضى التونسية إلى منفذ ومنصة عسكرية لقصف الجيش الوطنى الليبى، خصوصاً مع ما أعلنه «الأردو التركى» مجدداً -ولكن هذه المرة من العاصمة التونسية- فى المؤتمر الصحفى عن استعداد أنقرة لإرسال قوات إلى ليبيا إذا تلقت طلباً بذلك.
اللافت هو تزامن تصريح قيس سعيد ومبادرة «الأردو»، والتقارب الشديد إن لم يكن التطابق بين الاثنين، وهو ما يفرض تساؤلاً جاداً عن رغبة الرئيس التونسى أو اعتزامه تشكيل محور إضافى مع تركيا يفتح باباً خلفياً على الدولة الليبية، من خلاله يتم الدفع بالإرهابيين والأسلحة لاحتلال ليبيا، ودعم ميليشيات الإرهاب لتأسيس حكم موال للمخطط التركى الهادف لفرض السيطرة على المنطقة واحتلالها.
وعلى الرغم من نفى الرئاسة التونسية تصريحات وزير داخلية السراج، التى أدلى بها فى العاصمة التونسية عقب يوم من زيارة «الأردو»، والتى أعلن فيها أن حكومته ستكون ضمن محور تركى تونسى جزائرى، إلا أن هذا النفى لم ينف المخاوف، كون رئيس البلاد لم يُعلق أو يُعلن موقفاً من تصريحات الحاكم التركى تجاه ليبيا أثناء المؤتمر الصحفى، وأغلب الظن أن النفى الرئاسى السريع لتصريحات المسئول الليبى جاء بعد رفع الأخير للستار بشكل مفاجئ عن تصور ما زال مطروحاً.
الحاصل أن تونس تعيش معاناة حقيقية مع الإرهاب، وظهرت بجلاء فى مواقف الحركات المدنية من حكومة النهضة الإخوانية التابعة للتنظيم الدولى للإرهابيين، ولدى التوانسة مشاغل ومخاوف كثيرة من تحركات وسياسات واستهدافات هذه الجماعات، ومواقفها تجاه العديد من الملفات السياسية والاجتماعية.
والمؤكد أن الخليفة العثمانلى المزعوم، بات يتحرك مُفوضاً عن زعيم الميليشيات الإرهابية الليبية فى الحديث باسم الليبيين، وهو يتنقل بين عواصم انتقاها بعناية شديدة، ليطرح ما أسماه مبادرات لوقف إطلاق النار فى ليبيا، وكأن ما يجرى هناك يتم بين أطراف وطنية متصارعة، وليس بين جيش وطنى وميليشيات إرهابية مسلحة.
ومن أكثر ما لفت الأنظار فى الزيارة الغامضة، عدم الإعلان عن نتائج محددة لها، بل إن ما تم إعلانه من عبارات عامة، أثار المزيد من المخاوف والغضب التونسى، خشية الزج بالبلاد فى أتون صراع لا يستهدف الفوز بليبيا فقط، وإنما إعادة المد «الإخوانجى» إلى المغرب العربى، فى إطار مخطط الخلافة العثمانلية المدعومة من جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولى.
حديث «الأردو» فى المؤتمر الصحفى أزعج التوانسة حين قال «ناقشنا الخطوات التى يمكن اتخاذها، وسبل التعاون بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى ليبيا بأسرع ما يمكن والعودة إلى عملية سياسية»، ومن غير المعروف حتى الآن ما هى سبل التعاون، إلا أن الزيارة التالية مباشرة لوزير داخلية حكومة الميليشيات الليبية لتونس، ربما تمثل مؤشراً على ما يمكن توقعه فى هذا السياق.
ليس غريباً أن يستعيد «الأردو» روح التاجر، ويربط مبادرته الداعمة للإرهاب فى ليبيا بمقايضة اقتصادية مع بلد يعانى أزمة اقتصادية حقيقية، وهو اقترح مساعدة تونس اقتصادياً من خلال توريد زيت الزيتون التونسى إلى بلاده، وإنشاء مشفى للأطفال «حسب مواقع إخبارية»، وهى حالة متكررة فى تعامل الرجل مع من يسعى لاحتوائهم تحت مظلته.
السؤال هنا هو موقف حركة النهضة «الإخوانجية» من زيارة الأردو التركى لبلادهم، ففى الوقت الذى شنت فيه أغلب الأحزاب والجماعات والقوى السياسية والاجتماعية هجوماً حاداً وعنيفاً على الزيارة، وانتقدت موقف الرئيس التونسى، لف الصمت موقف الجماعة الإخوانية، الداعمة والمساندة لحكومة ميليشيات الإرهاب فى طرابلس، وهى بالقطع ومن دون إعلان موقف ستعمل بكل قوة لترسيخ محور جديد يساند تصورات التنظيم الدولى.
السؤال: هل سينجح «الأردو» فى تحويل تونس إلى منصة داعمة للإرهاب فى ليبيا؟ أغلب الظن أن الإجابة «تونس».