عوض تاج الدين: الحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمي ضرورة

كتب: الحوار: أحمد عصر

عوض تاج الدين: الحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمي ضرورة

عوض تاج الدين: الحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمي ضرورة

أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة والسكان الأسبق، أن جميع أنواع الإنفلونزا التى تصيب الإنسان متشابهة ومتساوية فى مضاعفاتها، لكنها فى الوقت نفسه قد تختلف من مريض إلى آخر، فقد تكون عند البعض ذات أعراض بسيطة وعند آخرين شديدة، مشيراً فى حواره مع «الوطن» إلى أنه فى كافة الحالات يجب على المواطن اتباع الأساليب الوقائية الطبية اللازمة، لا سيما فى أوقات انتشار الفيروس، التى غالباً ما تكون فى فصل الشتاء

يجب تجنب الوجود في أماكن مكتظة بالمواطنين خلال الشتاء

 

كما نصح بضرورة الحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمى للحالات الأكثر عرضة لذلك والذين من بينهم الأطفال وكبار السن، وإلى نص الحوار:

وزير الصحة الأسبق: الأعمار أقل من 5 سنوات والكبار "فوق 65 سنة" أكثر الفئات تعرضاً للمرض

 

بداية ما خطورة الإصابة بالإنفلونزا خصوصاً فى الشتاء؟

- فيروسات الإنفلونزا من ضمن الفيروسات الشهيرة التى تصيب الإنسان، وبالطبع تصيب الجهاز التنفسى، وهى فى الحقيقة معظم الأوقات تكون عبارة عن حالات بسيطة جداً، لكن فى بعض الحالات الأخرى قد تكون شديدة، والإنفلونزا بشكل عام تصيب الجهاز التنفسى العلوى، كما تصيب الجهاز التنفسى السفلى، أما إصابة الجهاز التنفسى العلوى فقد تؤدى فى معظم الأحيان إلى رشح وعطس، وارتفاع فى درجة الحرارة عند بعض الحالات وليس جميعهم، أما إذا أصيب الجهاز التنفسى السفلى فقد يؤدى ذلك إلى التهابات فى القصبة الهوائية، وفى بعض الحالات القليلة قد يؤدى إلى التهابات رئوية.

الإنفلونزا قد تؤدى إلى التهاب الرئة والقصبة الهوائية.. والراحة المنزلية إحدى طرق العلاج خصوصاً للطلبة إذا ظهرت أعراض المرض

  هل هناك فارق بين الإنفلونزا ونزلات «البرد» المعتادة؟

- الفارق يكون بين الإنفلونزا والزكام، فالزكام عكس الإنفلونزا، وأعراضه كلها مركزة فى الأنف والجهاز التنفسى العلوى، بينما الإنفلونزا تعطى أعراضاً عامة فى الجسم، فالمصاب بها يشتكى عادة من تكسير فى الجسم وهمدان، وقد يحدث بعض ارتفاع فى درجة الحرارة، أما «البرد» فقد أشيع إطلاقه على كل منهما.

ما أكثر الأوقات التى ينتشر فيها الفيروس؟

- الحقيقة أن فيروس الإنفلونزا يزيد بعض الشىء فى فصل الشتاء، ويعود ذلك إلى سبب رئيسى وهو أن المواطنين فى أغلب الأوقات يجلسون فى أماكن مغلقة نظراً لظروف الطقس البارد، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، وإنما يضاف إلى ذلك التجمعات الكبيرة لعدد ليس قليلاً من المواطنين فى مكان واحد، كما هو الحال مع طلاب الحضانات والمدارس والجامعات، فضلاً عن التكدس فى وسائل النقل العام، فمع الأسف لو أن أحداً من هؤلاء المواطنين أو الطلاب مصاب بالفيروس ولم يتبع الأساليب الوقائية الطبية الجيدة، سيزيد هذا الأمر من انتشار الفيروس إلى آخرين.

ما أشرس أنواع الإنفلونزا؟

- أنواع الإنفلونزا فى العالم تنقسم ما بين فيروس (أ) وفيروس (ب) وفيروس (سى)، والفيروس (أ) هو أكثر هذه الأنواع انتشاراً، وهو أكثر أنواع الإنفلونزا التى تصيب الجهاز التنفسى عند الإنسان، ومن ثم فإن فيروس الإنفلونزا ينقسم إلى أنواع كثيرة، أو أنواع تابعة للنوع الأصلى منها، وهذه الأنواع بصفة عامة لديها القدرة على التحول والتحور كل عدة سنوات، وهذا هو السبب الذى يفسر لنا ما نراه فى بعض السنوات من حالات إنفلونزا شديدة عن السنوات السابقة لها، ولكن فى النهاية جميع أنواع الإنفلونزا متساوية، ولكنها قد تكون لدى بعض المرضى أشد من مرضى آخرين أو العكس، والإنفلونزا الموجودة هذا العام هى الإنفلونزا الموسمية السنوية (أ)، ولها نوعان، الأول منهما (H1N1) والثانى (H3N2)، فى بعض السنوات يكون الأول منهما أكثر انتشاراً، وفى سنوات أخرى يكون الثانى هو الأكثر انتشاراً، وفى كل الأحوال لا يمكن إطلاق مسمى إنفلونزا الخنازير عليها، لأنه لا يوجد من الأساس ما يسمى بإنفلونزا الخنازير.

ما طرق الوقاية منها؟

- المرض فى مجمله قد يكون بسيطاً، ولو أننا اتبعنا بعض الأساليب الوقائية الطبية البسيطة جداً يمكن أن نقلل من احتمالية المضاعفات أو شدة المرض، وأساليب الوقاية هذه تشمل عدة أمور، وهى نقاط جميعها غاية فى الأهمية، فعلى سبيل المثال، الرشح والعطس والسعال، يجب أن تكون من خلال تغطية الفم والأنف بمنديل والتخلص منه بعد ذلك بسرعة، بالإضافة إلى عدم الوجود فى أماكن مكتظة بالمواطنين حتى لا تنتقل العدوى، والوجود فى أماكن بها تهوية جيدة، وأيضاً غسل الأيدى باستمرار، وهو أمر غاية فى الأهمية، وفى حالة العطس أو الرشح وانتقال الرذاذ منها إلى الأيدى يجب عدم وضع يده مباشرة على الأسطح من حوله قبل غسلها، ومن الأمور الوقائية أيضاً التى ننصح بها هو التطعيم، فتطعيم الإنفلونزا الموسمية من الأمور الضرورية ولكنه لا يكون للجميع وإنما يكون لبعض الحالات، وهم الحالات الأكثر عرضة للإصابة الذين تحدثنا عنهم من الأطفال وكبار السن وغيرهم، وكذلك الفئات الطبية التى تتعامل مع المرضى، لأنهم أكثر احتكاكاً بهم ومن ثم يكونون أكثر عرضة للإصابة.

الزكام يصيب الأنف والجهاز التنفسى العلوى.. والإنفلونزا تصيب الجسد كله بـ"همدان وتكسير" وارتفاع فى درجة الحرارة

 

هل هناك أكلات معينة تؤثر على الإنفلونزا سلباً أو إيجاباً كما هو مشاع؟

- لا يوجد أى علاقة بين الأكل والإنفلونزا، وذلك يكون فى حالة واحدة فقط إذا كان المريض نفسه يعانى من مرض آخر يستدعى ذلك، فيتم على أساسه تحديد الأكل المناسب لهذا المرض، ولكن بشكل عام ينصح عادة فى مثل هذه الحالات باستخدام السوائل الدافئة بكثرة، نظراً لقدرتها على ترطيب الصدر، كما أنها لديها القدرة على طرد البلغم من صدر المريض بسهولة.

 

وكيف يمكن للحالات المصابة أن تتعامل مع الفيروس للتخلص منه؟

- أى شخص يصاب بالإنفلونزا فى موسم انتشارها عليه اتخاذ بعض التدابير الطبية، خصوصاً أننا نلاحظ وجود أطفال فى الحضانات والمدارس بين الطلاب وهم مصابون بالإنفلونزا، وهذا سلوك غير صحيح طبياً، فهؤلاء الأطفال يجب عدم ذهابهم إلى المدرسة حتى لو كانت الإصابة مجرد رشح وعطس، لأننا لا يمكن أن نضمن من هؤلاء الأطفال فى تعاملهم مع بعضهم أنهم سيتبعون الأساليب الوقائية، وفى المجمل، المصاب بالإنفلونزا يجب أن يستريح فى المنزل يومين أو ثلاثة على أقل تقدير، ويتبع أساليب الوقاية الطبية، وإذا حدثت أى مضاعفات بعد ذلك، التى قد تشمل التهاباً فى الحنجرة أو التهاباً فى الجيوب أو التهاباً فى القصبة الهوائية أو فى الشعب الهوائية، فى هذه الحالة يجب أن يلجأ المريض إلى الفحص الطبى للحد من هذه الأعراض، وفى أثناء هذه الفترة عليه أن يتناول بعض الأدوية البسيطة التى تخفف من الأعراض التى عانى منها.


مواضيع متعلقة