انهيار "الخلطة السبكية".. الجمهور يتمرد على حبكة "الراقصة والمطرب الشعبي"

09:09 م | الثلاثاء 24 ديسمبر 2019

شهدت السينما المصرية عام 2019 إنتاج ما يعادل 22 فيلماً سينمائياً، حقق البعض منها نجاحاً كبيراً وتجاوزت إيراداته حاجز الـ100 مليون جنيه، بينما شهدت أفلام أخرى سقوطاً مدوياً، ولم تحقق سوى إيرادات قليلة للغاية، والمثير للدهشة أن تلك الأفلام التى لم تحقق نجاحاً هى نفسها الأفلام التى كانت تحقق أرقاماً خيالية السنوات الماضية.

وجاء هذا العام بنجاح نوعية جديدة ومختلفة من الأفلام السينمائية واندثرت الأفلام التى تعتمد على «الخلطة السبكية»، التى تكون عبارة عن مطرب شعبى وراقصة وحشو ملىء بالكوميديا، وجاءت أول تلك الأفلام فيلم «ساعة رضا» ولم يحقق إيرادات سوى 3 ملايين ومائة ألف جنيه.

بينما تم عرض فيلم «قرمط بيتمرمط»، بطولة الفنان أحمد آدم، الذى اعتمد من خلاله على تجسيد شخصيته الشهيرة «القرموطى» واستمر عرض الفيلم لمدة 22 أسبوعاً ولم يحقق سوى 4 ملايين ومائة ألف جنيه.

وفى موسم عيد الفطر، الذى وافق شهر يونيو الماضى، تم طرح فيلم «محمد حسين» للفنان محمد سعد، ويبدو أن الجمهور قد مل فكرة أفلام محمد سعد، فلم يحقق الفيلم إيرادات سوى ما يتجاوز الـ4 ملايين ونصف المليون جنيه خلال فترة عرضه لمدة 23 أسبوعاً، وفى نفس التوقيت تم طرح فيلم «حملة فرعون» أولى تجارب المخرج رؤوف عبدالعزيز فى السينما بعد نجاحه بالدراما التليفزيونية، وبرغم أن الفيلم ضم عدداً كبيراً من النجوم، مثل «عمرو سعد، روبى، محمد لطفى ومحمود عبدالغنى» وضم بعض نجوم السينما العالمية، مثل الأمريكى «تايسون»، وتميز الفيلم بـ«الأكشن» وهو من إنتاج محمد السبكى، وبسبب خروج الفيلم من دائرة الكوميديا والاستعراض استطاع أن يحقق إيرادات مقبولة على مدار عرضه الذى استمر لمدة 32 أسبوعاً، فبلغت إيراداته ما تجاوز الـ18 ونصف مليون جنيه.

وفى أغسطس الماضى بموسم عيد الأضحى طرح المنتج أحمد السبكى فيلم «انت حبيبى وبس» بما يحمله من «خلطة أفلام العيد»، فالفيلم من بطولة المطربين الشعبيين محمود الليثى وبوسى وشاركهما الراقصة صوفينار كما شارك بالفيلم المطرب الشعبى سعد الصغير، واستمر عرض الفيلم لمدة 51 أسبوعاً ولم يحقق سوى 3 ملايين ونصف المليون جنيه إيرادات فقط.

الناقدة ماجدة موريس: الأفلام التى تنفذ بشكل سريع دون مضمون أصابت المشاهد بالملل

وعن انهيار فكرة «الخلطة السبكية» فى السينما، قالت الناقدة السينمائية ماجدة موريس لـ«الوطن» إن سبب ذلك يرجع إلى أن الجمهور مل فكرة الأفلام التى تنفذ بشكل سريع دون أن تحمل أى مضمون، وترى الناقدة ماجدة موريس أن الجمهور ذوقه قد ارتقى عن السنوات الماضية ليس على مستوى السينما فقط ولكن بالدراما التليفزيونية أيضاً.

وأوضحت «موريس» فكرة انهيار الأفلام التى تعتمد على الكوميديا السطحية والأغنيات الشعبية، بأن الأعمال الفنية تشبه الطعام وأن الجمهور مل نوعية الأفلام التى تقدم منذ سنوات، وهناك سبب آخر بأن فئة الجمهور الذى يرتاد السينما قد تغيرت، وأضافت «موريس» أن جمهور السينما الآن أصبح صاحب وعى وثقافة أكبر، ويتابع السينما العالمية ولا يرضى بأن يشاهد سوى الأفلام التى ترضى ذوقه وثقافته وفكره ويكون تنفيذها بشكل احترافى.

نقاد: الأكشن يسيطر على الأفلام و"الممر" ترك إحساسا طيبا لدى الناس

"الفيل الأزرق وولاد رزق والممر" بوابة "أسماء وتارا وحافظ ويونس وجمعة" للجمهور