العالم يتعاطف والصين تتهمهم بالإرهاب.. التعتيم يسيطر على أزمة الإيجور

كتب: نورهان نصرالله

العالم يتعاطف والصين تتهمهم بالإرهاب.. التعتيم يسيطر على أزمة الإيجور

العالم يتعاطف والصين تتهمهم بالإرهاب.. التعتيم يسيطر على أزمة الإيجور

لا أحد يعلم حقيقة ما يحدث داخل إقليم شينجيانج المأهول بأقلية الإيجور المسلمة، بسبب حالة التعتيم التي تتبعها السلطات الصينية حول تلك القضية، هل هم بالفعل ضحايا يتعرضون للاضهاد الديني والتنكيل، أم من بينهم مجموعة من المتطرفين فكريا تحاول الدولة تقويم أفكارهم وسلوكهم، وفقا لما تحاول الصين تصديره في بياناتها الرسمية.

احتشد عدد من المحتجين في هونج كونج، أمس، تضامنا مع الإيجور في الصين، وربطوا بين مراقبة واحتجاز بكين في الأقليم مع قبضتها المشددة على هونج كونج مع امتداد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية إلى الشهر السابع، وتم إطلاق هتافات مؤيدة لمسلمي الإيجور، وهو يحملون العلم الأزرق لـ "تركستان الشرقية"، التي ينتمى إليها الأقلية المسلمة، وذلك وفقا لما نشره موقع المجلة الأمريكية "فورين بوليسي".

يخشى النشطاء من أن الصين قد تستخدم يومًا ما تقنيات مراقبة مشابهة لاتخاذ إجراءات صارمة في هونج كونج، من المرجح أن يثير مظاهرة التضامن غضب زعماء البر الرئيسي، الذين أصدروا تحذيرات بشأن انتقاد الوضع في شينجيانج، وانتهت المسيرة السلمية بمصادمات مع شرطة مكافحة الشغب في هونج كونج، التي فرقت الحشد برذاذ الفلفل بعد أن قام بعض المتظاهرين برفع العلم الصيني من مبنى حكومي.

"أنا أيضا إيجور" أو "MeTooUighur "هى حملها دشنها هالمورات هاري الطبيب الإيجوري المقيم في فنلندا، على "تويتر" للحديث عن ممارسات الصين ضد الأقلية التي ينتمي إليها، بعد نقل والديه إلى المعسكرات التي تطلق عليها الحكومة الصينية "إعادة التأهيل"، ولاقت تلك الحملة اهتمام واسع حول العالم، وأعاد نشر خبر نشرته أحد المواقع المحلية في الصين عند تخريج عدد من الإيجور من معسكرات التأهيل، وعلق بشكل ساخر، "أمل أن ترسل لي الحكومة الصينية والدي الذين تلقوا التعليم ليصبحوا مواطنين نموذجيين في الصين في معسكرات التعليم، أنا ابنهم الوحيد وأحتاج إليهم لتعليمي".

وقالت آن ريتشاردز، رئيسة الصندوق في شركة "فيديليتي إنترناشونال"، عن استثمار شركتها في "Hikvision" وهى شركة مراقبة صينية مثيرة للجدل متهمة بالمساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان، التي يُزعم أن تكنولوجيتها قد استخدمت لمراقبة الأقليات المسلمة الإيجور، إن الصندوق حاول ضمان أن تكون الشركات التي يدعمها أخلاقية، وذلك وفقا لما نشره موقع "BBC".

وفى أكتوبر الماضي أدرجت حكومة الولايات المتحدة الشركة في قائمة سوداء بزعم دعمها "لحملة قمع اعتقال تعسفي جماعي" لمجموعات الأقلية المسلمة، حيث يقال إن الشركة قدمت كاميرات "لمعسكرات إعادة التعليم" في شينجيانج، حيث يُزعم أن حوالي مليون من الإيجور محتجزون داخله.

تلك القضية ليست وليدة اليوم وليست الواقعة الأولى التي تشير بأصابع الاتهام إلى العنصرية والتمييز التي يتم اتباعها ضد الأقلية المسلمة، في عام 2017 شنت الحكومة الصينية حملة كبيرة احتجزت فيها أكثر من مليون من شخص من الإيجور، في معسكرات أطلقوا عليها "مراكز إعادة التأهيل"، لمكافحة التطرف الديني، والإيجور في الأصل هم قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية يعيش أغلبها في إقليم شينجيانج، الذي كان يسمى سابقا تركستان الشرقية، ونجحوا في إقامة دولة مستقلة، لكنها سرعان ما انهارت أمام الصينيين الذين ضموا المنطقة في النهاية إليهم عام 1949، ولكنهم يتمتعون بالحكم الذاتي.

بينما رفضت الخارجية الصينية الأخبار المتداولة حول ممارستها في الأقليم، والتي ألقى عليها الضوء لاعب أرسنال ذا الأصول التركية مسعود أوزيل، ووصفتها بـ "أخبار زائفة"، عندما نشر عبر حسابه قائلا: "في الصين يحرق القرآن، وتغلق المساجد والمدارس الدينية بينما يقتل الأئمة تباعا"، وهي التصريحات التي ردت عليها الخارجية الصينية في بيان رسمي: "لا أعلم إنْ كان أوزيل قد زار شينجيانج بنفسه، لكن يبدو أنه مخدوع بأخبار زائفة، وأن حكمه مستند إلى تعليقات غير حقيقية، إذا سنحتْ الفرصة لأوزيل، فيسعدنا لو ذهب إلى شينجيانج ورأى بنفسه".

أدت تصريحات لاعب كرة القدم الشهير إلى لفت أنظار العالم إلى تلك القضية، حيث طرح مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يطالب بفرض عقوبات على بكين، على خلفية ملف احتجاز المسلمين الإيجور، وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي: "كرامة الأيجور وحقوقهم مهدّدة جراء أعمال بكين الوحشيّة، والتي تُشكّل إهانة للضمير الجماعي العالمي"، وهو الأمر الذي رفضته الصين تماما ووصفته بخطوة "شريرة" مطالبة أمريكا بعدم التدخل في شئونها الداخلية وعدم تشويه جهودها في القضاء على التطرف ومكافحة الإرهاب، ويدعو البرلمان الأوروبي الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات مستهدفة على الصين بسبب معاملتها للأيجور، بعد منح جائزة حقوق الإنسان للمفكر الإيجوري إلهام توهتي المسجون في أكتوبر.


مواضيع متعلقة