تركيا وقطر.. المستهدف مصر
- طارق الحميد
- تركيا وقطر
- الصراع الليبي
- اتفاق أردوغان السراج
- طارق الحميد
- تركيا وقطر
- الصراع الليبي
- اتفاق أردوغان السراج
ملف الصراع الليبى، والتدخل التركى - القطرى هناك، هو موضوع الساعة، وأحداثه متسارعة. وليس الهدف من كتابة هذا المقال التعليق على المستجدات، وإنما لتسليط الضوء على الصورة الكبرى، وهى أسباب الدعم التركى - القطرى لجماعة فائز السراج فى ليبيا.
صحيح أن هناك أبعاداً اقتصادية للدعم التركى للسراج، لكن قناعتى هى أن لهذا الدعم أسباباً أخرى جوهرية، وأهمها هو استكمال المشروع الإخوانى الذى فشل فى السيطرة على مصر. هنا قد يقول قائل: وكيف ذلك؟ الإجابة ببساطة: عندما اندلعت ثورة ٢٥ يناير فى مصر، استطاع الإخوان المسلمون خداع قطاع كبير من الرأى العام المصرى، ووصل الإخوان للحكم، وما لبث أن كشفوا عن وجه آخر لمن كان مخدوعاً بهم، حيث شرعوا فى محاولة اختطاف المؤسسات المصرية، وعلى طريقة الإخوان عندما يصلون إلى سدة الحكم، مثل ما فعلوه فى غزة، والسودان. بعد وصول الإخوان لحكم مصر، وهنا القصة، اعتقدت تركيا أردوغان، وكذلك قطر، أنهم سيطروا على مصر، وبالتالى امتلكوا العصا السحرية للتأثير على العالم العربى، وكذلك الفوز تلقائياً، أى فوق البيعة، كما يقال بالعامية، بليبيا، وبالطبع السودان، المحكومة من الإخوان حينها، وبذلك يكون الإخوان المسلمون قد فازوا بتحقيق المشروع الأكبر، الذى يرى فيه أردوغان فرصة العمر للسيطرة التركية على المنطقة، وفرصته فى أن يصبح السلطان الجديد، زعيم العثمانية الجديدة بالمنطقة، وعبر المنهج الإخوانى.
حدث ما حدث، وأفشلت مصر فى عام ٢٠١٣ مشروع الإخوان المسلمين، مما أدى إلى انهيار المشروع، وكذلك انهيار عمود خيمة الإسلام السياسى بالمنطقة ككل، حيث جُرّم الإخوان المسلمون فى كل مكان فى الدول العربية المؤثرة، مما شكّل ضربة لتركيا، وقطر، حيث فشل المشروع الإخوانى فى أهم مكان، وهو مصر. اليوم، وبعد هذا الفشل، والضربة التى تلقاها المشروع الإخوانى، وهو أداة تحقيق الأحلام بالنسبة لأردوغان، باتت تركيا، وحليفتها المموِّلة قطر، تبحثان عن فرصة جديدة لاستهداف مصر، فبعد أن فشلوا فى الاستحواذ على القاهرة من الداخل، فإنهم يحاولون الآن محاصرتها خارجياً، وعبر ليبيا. وبالتالى، فى حال نجح الأتراك والقطريون، فإنهم يفوزون بليبيا النفطية، وكذلك الغاز، وموقع متقدم على المتوسط، وأهم من كل ذلك محاصرة مصر حدودياً، وبالتالى استهدافها، حيث يريد الأتراك والقطريون أن يقيموا دولة للإخوان المسلمين على حدود مصر التى فشلوا باختطافها، وتعويض دولة إخوانية أخرى خسروها على حدود مصر وهى السودان.
ولذا فقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسى محقاً حين حذّر من المساس بأمن مصر القومى، وهو الذى يُعتبر مساساً بالأمن القومى العربى، وعليه فمثلما تضافرت الجهود لمحاربة مشروع الفتنة الإخوانى المدعوم من تركيا وقطر بالأمس، فلابد أن تتضافر الجهود الآن لحماية الأمن القومى العربى مرة أخرى، والسبب بسيط وهو أنهم فى تركيا وقطر يريدون تكرار محاولتهم الفاشلة تجاه مصر، حيث حاولوا فى «٢٥ يناير» اختطاف القاهرة، وبعد أن فشلوا ها هم يحاولون اليوم إيذاء مصر أمنياً، واقتصادياً، عبر الحدود المصرية، وتحديداً من ليبيا.