هل يختفي التفاح الأحمر بسبب التغير المناخي؟.. نقيب الفلاحين يرد

كتب: فادية إيهاب

هل يختفي التفاح الأحمر بسبب التغير المناخي؟.. نقيب الفلاحين يرد

هل يختفي التفاح الأحمر بسبب التغير المناخي؟.. نقيب الفلاحين يرد

"هل تنتصر طبيعة التفاح الحقيقية على الرغبة الجامحة في البحث عن اللون الأحمر فقط؟ يقول التاريخ إنها ستكون معركة صعبة".. بتلك الجملة اختتمت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تقريرا لها حول تأثير التغيرات المناخية على اختفاء التفاح الأحمر، إذ يحتاج إلى درجات حرارة منخفضة من أجل الحصول على لونه، فكلما ارتفعت درجات الحرارة يصعب تحوله إلى الأحمر. 

ألوان التفاح تعتمد على الجينات ودرجات الحرارة 

وتوصل العلماء، إلى أن ألوان التفاح تعتمد على وجود صيغة لجينات معينة في القشرة، إذ فسر ديفيد تشاغني، عالم الجينات في مؤسسة أبحاث النباتات والغذاء في نيوزيلندا، الأمر قائلا "إن مجموعات من الأنزيمات تعمل مع بعضها البعض لتحويل جزيئات معينة إلى صبغات تعرف باسم الأنثوسيانين، متحكما في مستويات هذه الأنزيمات عامل استنساخ، عبارة عن بروتين ينظم حجم وكمية الجينات التي تنسخ ويعرف باسم "أم واي بي 10"، وكلما ازداد مقداره، ازداد احمرار القشرة عموما".

كما أن لون التفاح يعتمد أيضا على درجة الحرارة، فمن أجل الحصول على ثمرة تفاح حمراء بشكل كامل، ينبغي أن تظل درجة الحرارة منخفضة، لأنه إذا ارتفعت درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية، فإن مستويات "أم واي بي 10" والأنثوسيانين تتعارض.

التغير المناخي يشكل تهديدا للتفاح الأحمر 

وفي ظل التغيرات المناخية، والتهديد الذي يشكله المناخ على التفاح الأحمر، يحاول العلماء إنبات هذا النوع من التفاح، حتى لو كلف ذلك برامج استنبات عالية التكلفة، إذ استطاع جون بانكر، أحد مزارعي وتجار التفاح المقيم في باليرمو بولاية ماين، إنقاذ العديد من السلالات المنسية من خطر الاندثار، من بينها سلالة التفاح التي جرت العادة على زراعتها قبل قرن أو يزيد قبل أن تصبح البستنة مركزة على زراعة نوع تفاح الديليشاس، بما في ذلك نوع "بلاك أكسفورد"، وهي ثمرة تفاح داكنة الحمرة لدرجة أنه يمكن أن تحسبها بالخطأ ثمرة برقوق كبيرة قبل أن ترى بياض لبها الناصع.

وتعليقا على التساؤل الذي طرحته "بي بي سي"، أوضح حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن أنواع التفاح تختلف في احتياجاتها من البرودة وأغلب الأصناف الممتازة تحتاج فترات بروده كبيرة من 1000 إلى 2000 ساعة، لكي تعطي محصولا وفيرا وثمارا ممتازة.

نقيب الفلاحين: التغيرات المناخية قد تؤدي إلى اختفاء التفاح الأحمر

ولفت نقيب الفلاحين، خلال حديثه مع "الوطن"، إلى عدم وجود هذا المناخ في مصر فنزرع الأصناف ذات الاحتياجات المنخفضة من البرودة، مثل التفاح البلدي، والبارخر والفولس الأجنبية، والأنا، وعين شمير؟، ودورست جولدن، حيث تتلائم مع الظروف المناخية وتحتاج لفترة برودة أقل تصل من 300 إلى 400 ساعة، وتزرع مصر نحو 60 ألف فدان تقريبا. 

وأضاف "أبو صدام"، خلال حديثه مع "الوطن"، أنه مع ارتفاع درجات الحرارة فإن التغيرات الكيماوية داخل التفاحة تقلل من احتمال تحول القشر إلى اللون الأحمر، فمن أجل الحصول على ثمرة تفاح حمراء بشكل كامل، ينبغي أن تظل درجة الحرارة منخفضة، مؤكدا أن التغيرات المناخية غير الملائمة قد تؤدي إلى اختفاء التفاح الأحمر.


مواضيع متعلقة