"إما أنتم وإما نحن".. محتجو الجزائر يتظاهرون للأسبوع الـ 44 على التوالي

كتب: (أ.ف.ب)

"إما أنتم وإما نحن".. محتجو الجزائر يتظاهرون للأسبوع الـ 44 على التوالي

"إما أنتم وإما نحن".. محتجو الجزائر يتظاهرون للأسبوع الـ 44 على التوالي

غداة تولي الرئيس الجزائري الجديد عبدالمجيد تبون مهامه رسميا، شهدت العاصمة "الجزائر"، مجددا، تظاهر ترفض "النظام" السياسي وعرضه الحوار للخروج من الازمة. ومع أنه يصعب تحديد عدد المتظاهرين للجمعة الـ 44 على التوالي في ظل غياب أرقام رسمية، فان التعبئة بدت أقل أهمية من الجمعتين الأخيرتين. وهتف محتجون "لن نتوقف، أما أنتم وإما نحن" وكتبوا على لافتة "لن نستسلم".

وخلف الرئيس تبون الذي تولى مهامه رسميا الخميس، الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة الذي كان أجبر على الاستقالة مطلع إبريل الماضي تحت ضغط حركة احتجاج غير مسبوقة تدخل الأحد شهرها الحادي عشر، وقال أحد المحتجين عمار عليليش متقاعد "61 عاما": "لا اعترف بهذا الرئيس وتنصيبه لا يغير شيئا وأنا ضد الحوار الذي يدعو إليه النظام" لكني "مع حوار ينتهي إلى رحيل سلس لرموز النظام السابق".

ويريد محتجون القطع مع النظام الذي يحكم الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا في 1962 ورحيل كل رموزه. وكان تبون "74 عاما"، اعتبر الخميس، أن "مطالب الحراك المشروعة تحققت، وما بقي منه فأنا أجدد التزامي بمد اليد للجميع من أجل إكمال تحقيقها في إطار التوافق الوطني وقوانين الجمهورية"، مؤكدا أن "تعديل الدستور الذي يعد حجر الأساس لبناء الجمهورية الجديدة والذي سيكون خلال الاشهر المقبلة إن لم أقل الأسابيع المقبلة الاولى، بما يحقق مطالب الشعب المعبر عنها في الحراك".

محتجون: تعهدات الرئيس الجديد هي دون مطالب حركة الاحتجاج

وتابع تبون قائلا: "دستور يجدّد العهدة (الولاية) الرئاسية مرة واحدة فقط ويقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية ويحصن الجزائر من السقوط في الحكم الفردي ويحق الفصل الحقيقي بين السلطات ويخلق التوازن بينها، ويحدد حصانة الأشخاص ولا يمنح للفاسد أي حصانة في الملاحقة القضائية، ويحمي الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام وحق التظاهر".

ورأى محتجون، أن تعهدات الرئيس الجديد هي دون مطالب حركة الاحتجاج. ويطالبون بدستور جديد يتم اعداده من "مؤسسات انتقالية" وليس من النظام الحالي، وقال علي صالحي "53 عاما"- يعمل موظف في سوناطراك عملاق المحروقات- ان الاحتجاج "سيتواصل حتى تلبية كل هذه المطالب"، مضيفا "يجب ان يحدث تغيير جذري في النظام من خلال مرحلة انتقالية ودستور جديد. نريد اجراءات ملموسة".

وأوضح صالحي: "كيف نثق بالرئيس الجديد في حين تم في يوم تنصيبه الحكم بالسجن لعام ونصف على شاب من المحتجين؟" في اشارة الى محمد تادجديت الذي أدين الخميس بتهمة "الاساءة الى المصلحة الوطنية" بسبب تدوينات على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتفرق المحتجون في العاصمة بهدوء نحو "الساعة 06:30 مساء بتوقيت القاهرة"، وسط انتشار أمني كثيف. وفي وهران قال سعيد صالحي نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان نقلا عن ناشطين ان المظاهرة الاسبوعية انتهت بلا حوادث. وكانت قوات الامن منعت التظاهرة الاسبوع الماضي.

وكان تم توجيه "دعوات مواطنية" للتظاهر اليوم في وهران تضامنا مع محتجين قمعوا الاسبوع الماضي، بحسب صالحي، مشيرا الى كثرة حواجز الامن التي اقيمت منذ الخميس ومنعت دخول سيارات تحمل لوحات تسجيل من خارج المنطقة.وبحسب صالحي فان التعبئة في الجزائر "متواصلة كما هي، والتحدي أمامها حاليا يتمثل في الاستمرار من اجل التغيير الضروري وللاحتجاج" على انتخاب الرئيس تبون.

وفي مظاهرة العاصمة قال مالك "40 عاما" يعمل جراحا، "لا مجال للحوار مع هذا النظام، يجب الاستمرار في ممارسة الضغوط عبر الشارع من خلال مظاهرات سلمية".


مواضيع متعلقة