مدينة الأثاث.. "قُبلة الحياة" لإنقاذ حرفة الآباء والأجداد من الاندثار

مدينة الأثاث.. "قُبلة الحياة" لإنقاذ حرفة الآباء والأجداد من الاندثار
- دمياط
- صناع الأثاث
- مدينة الأثاث
- الأثاث
- المشروعات الصغيرة
- ورش الأثاث
- دمياط
- صناع الأثاث
- مدينة الأثاث
- الأثاث
- المشروعات الصغيرة
- ورش الأثاث
وسط معاناة الكثيرين من الحرفيين وكبار صناع الأثاث فى مدينة دمياط، التى طالما اشتهرت بأنها إحدى أبرز القلاع الصناعية فى مصر، جاء إنشاء «مدينة الأثاث» ليكون بمثابة «قُبلة الحياة» لإنعاش حرفة كانت على وشك الاندثار، تحت وطأة تقلبات السوق، وسيطرة بعض كبار التجار على استيراد الخامات والتحكم بأسعارها، ما دفع عدداً كبيراً من الصناع إلى إغلاق الورش الخاصة بهم، والانتقال إلى مجالات عمل أخرى، لتدبير احتياجات أسرهم وأبنائهم، بعدما عجزت المهنة التى توارثوها عن آبائهم وأجدادهم عن توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم.
"شبكة": كانت فاتحة خير.. وعند افتتاح المدينة تقدمت بطلب لـ"المشروعات الصغيرة" وحصلت على ورشة صغيرة
«كانت فاتحة الخير لنا، شقينا وتعبنا وأملنا فى ربنا كبير»، بتلك الكلمات بدأ أحمد شبكة، 40 سنة، خريج معهد حاسب آلى، وأحد المستفيدين من «مدينة الأثاث»، حديثه لـ«الوطن» قائلاً: شربت صنعة «الأويما» أباً عن جد، كنت بارجع من المدرسة أنزل الورشة أشتغل، حتى الإجازة كانت للعمل والجد والاجتهاد»، وأشار إلى أنه يعمل فى هذه الحرفة منذ أن كان طفلاً صغيراً، قبل ما يقرب من 30 سنة، ولكن بمرور السنوات، ومع دخول ماكينات الأويما الصينى، قبل 7 سنوات، تراجعت الحرفة كثيراً، وبدأ أصحاب الورش يستغنون عن «الأويمجية».
وأضاف «شبكة» أنه «بطرح مشروع مدينة الأثاث، وجدتها فرصة لتحقيق مستقبل أفضل، فتقدمت بطلب إلى جهاز المشروعات للحصول على ورشة صغيرة بتيسيرات كبيرة، وبالفعل حصلت على الورشة المطلوبة فى شهر أبريل الماضى، بعد سداد مقدم لا يتجاوز 10% فقط من قيمتها، على أن يتم سداد باقى الثمن على 10 سنوات، كما حصلت على سجل تجارى ورخصة ضريبية»، وأوضح أن العمل فى مدينة الأثاث يختلف كثيراً عن العمل بالورش، حيث إن «الصنايعى» يعمل داخل مدينة متكاملة، ويمكنه الحصول على أحدث التصميمات العصرية بسهولة، بالإضافة إلى الحصول على المشورة والمساعدة الفنية من مركز تكنولوجيا الأثاث بالمدينة.
وعما إذا كان صناع الأثاث وأصحاب الورش فى مدينة دمياط سيتأثرون سلباً بإنشاء مدينة الأثاث، أكد «شبكة» أن «السوق عرض وطلب»، وأوضح أن «الزبون» عادةً ما يبحث عن منتج متميز تم تصنيعه لدى جهة يمكنه الرجوع إليها فى حالة حدوث أى خطأ، كما أن منتجات مدينة الأثاث تحظى بثقة كبيرة، بسبب سوء سمعة منتجات بعض المناطق الأخرى، التى تستخدم خامات رديئة، وتبالغ فى أسعارها، كما أن وجود مدينة الأثاث يحمى «الزبون» من «السماسرة»، الذين يطاردونه على الطرق، لإقناعه بشراء مستلزماته من تاجر بعينه، الأمر الذى كان يتسبب فى كثير من المشاكل فى المدينة القديمة، تطلبت تدخل الأجهزة الأمنية فى بعض الحالات.
كما أشار إلى أن الزبون الذى يرغب فى شراء مستلزماته من مدينة الأثاث، سيجد بعض الفنادق فى استقباله فى حالة إذا ما كان يرغب فى المبيت بالمدينة لقضاء احتياجاته، كما يمكنه أن يجد ما يرغب به من خلال معرض ضخم مزود بمنتجات متنوعة تتناسب مع مختلف الأذواق، بعيداً عن فرض تصميمات بعينها، واختتم حديثه بالمطالبة بالحد من استخدام ماكينات «الأويما» الصينى، التى يمكنها إنتاج كميات كبيرة ولكن بأذواق رديئة، الأمر الذى اعتبر أنه قد يسىء إلى صناعة الأثاث فى دمياط، التى تشتهر بمنتجاتها اليدوية عالية الجودة.
"أشرف": حلت مشكلة التسويق
أما أشرف محمد خضر، 38 سنة، نجار وأحد المستفيدين من مدينة الأثاث، فقال إنه يعمل نجاراً منذ طفولته، وقد تعلّم المهنة عن والده وأجداده، مشيراً إلى أنه بدأ يواجه العديد من الصعوبات، خلال الفترة الأخيرة، ما دفعه إلى إغلاق ورشته التى كان يستأجرها بمنطقة «عزب النهضة»، حيث كانت حالة من الركود تخيم على السوق، كما كانت هناك مشاكل مستمرة مع بعض الجيران، بسبب الأصوات الصادرة من الورشة، وعندما سمع بمشروع مدينة الأثاث، تقدم بطلب للحصول على ورشة جديدة، بعيداً عن المشكلات التى كان يتعرض لها يومياً فى الورشة القديمة، ومنها مشكلة تسويق منتجاته، التى انتهت بصورة كبيرة، بعد الانتقال إلى الورشة الجديدة.
"إسلام": خطوة أولى للترويج لبضاعتنا
وقال إسلام محمد العشرى، 33 سنة، نجار وأحد أصحاب الورش بالمدينة، إنه اضطر إلى إغلاق ورشته القديمة فى مدينة دمياط، وتقدم بطلب للحصول على ورشة بمدينة الأثاث، بمشاركة أحد أصدقائه، مشيراً إلى أن المعرض المقام بالمدينة يُعد خطوة أولى لحل مشكلة التسويق، معرباً عن أمله فى المساواة بين العارضين المشاركين فى المعرض، كما أشار إلى عدم صحة ما روّجه البعض بأن مشاركتهم فى معرض «صُنع فى دمياط» كان بدون مقابل، وأوضح أن المشاركة فى المعرض كانت مقابل قيام كل عارض بدفع مبلغ 8 آلاف جنيه.