مبدعون يحذرون: نخشى أن تلقى اللغة العربية مصير "اللاتينية"

مبدعون يحذرون: نخشى أن تلقى اللغة العربية مصير "اللاتينية"
- اليوم العالمي للغة العربية
- اللغة العربية
- لغة الضاد
- تدريس اللغة العربية
- العربية الفصحى
- الشعر
- الروايات
- اليوم العالمي للغة العربية
- اللغة العربية
- لغة الضاد
- تدريس اللغة العربية
- العربية الفصحى
- الشعر
- الروايات
حذر روائيون وشعراء من الجمود الذى يمكن أن يصيب اللغة العربية، فضلاً عن الأخطاء الشائعة فى المفردات التى تظهر فى بعض الخطب السياسية أو اللافتات الإعلانية، مؤكدين ضرورة أن تكون اللغة مرنة وأن يفسح مساحة للمبدع، لنحت كلمات من اللغة، وتطوير مفرداتها لاستيعاب ألفاظ من العامية.
"الخميسى": نحتاج لإعادة إحياء دعوة توفيق الحكيم حين نادى بـ"لغة وسيطة مفهومة"
وأكد القاص الدكتور أحمد الخميسى، أن الأمر يحتاج إلى وقفة بعد أن صارعت اللغة العربية طويلاً لتقف على قدميها وتصبح لغة تفاهم يسّرتها الصحف والإذاعة والتليفزيون، فنحن بحاجة ماسة إلى إعادة النظر فى مناهج التعليم فيما يتعلق باللغة العربية نحو جعل اللغة أكثر يسراً، لافتاً إلى أن كيفية تعليم اللغة هى حجر الزاوية فى النهوض بها، مؤكداً أننا بحاجة ماسة أيضاً إلى إحياء دعوة توفيق الحكيم حين نادى بـ«لغة وسيطة مفهومة»، وأشار الخميسى إلى أن الحفاظ على اللغة ليس بالعودة إلى الماضى، بل بدفعها إلى المستقبل، التطور، مؤكداً أنه لا توجد علاقة عداء بين الاثنين، بل كلاهما يخدم الآخر، نجيب محفوظ استخدم فترة طويلة كلمة النادل، وبعد فترة غيرها إلى الجرسون وغيرها من الكلمات، ولا أرى مانعاً من إدخال كلمات أجنبية إلى اللغة، فكل اللغات العالمية بها نسبة من اللغات الأجنبية، حتى إن فى روسيا قاموساً كاملاً اسمه «الكلمات الأجنبية فى اللغة الروسية»، ويرى الخميسى أن العامية هى الرئة التى تتنفس بها الفصحى، والعامية التى تفرز ما يصلح للاستخدام من اللغة وما لا يصلح، ومع ذلك فلست مع دعاة تكريس اللغة العامية، لأن مصر تتعدد العاميات بتعدد البيئات والأمكنة، والأخذ حتى بعدة عاميات هو تفتيت لدور اللغة القومى فى توحيد الشعب، لا بد أن تسقط أشياء فى اللغة، منها تعبيرات لم يعد لها مكان فى اللغة الحالية، لأن اللغة تخضع لمنطق البحث عن السهل، فلا أحد يسعى للكلام بطريقة معقدة، يجب أيضاً أن نفتح الباب لفصاحة الحاضر، واللغة العربية قادرة على استيعاب ألفاظ من العامية، لأن العامية أغلبها فصحى فى الأصل.
"البطران": مطلوب الحد من استخدام العامية
الكاتب الروائى حمدى البطران، قال إن اللغة ليست جامدة، وقادرة على استيعاب العلوم بل إنه فى بعض البلدان العربية يتم تدريس العلوم العلمية باللغة العربية، فسوريا يتم تدريس الطب فيها باللغة العربية، لكن الخطورة تأتى من التوسع فى استخدم العامية على حساب الفصحى، «الشعر العامى أتلف اللغة العربية، فلم تصل جماليات العامية إلى درجة الفصحى المعروفة»، خاصة أن هناك مسابقات ثقافية تدعم استخدام اللهجات المحلية، «مطلوب الحد من استخدام العامية» والابتعاد عن التقعر أيضاً «نحتاج الكتابة بالفصحى البسيطة التى كان يكتب بها توفيق الحكيم ومحمد مستجاب»، واللغة العربية لن تندثر لأنها لغة كتاب مقدس، وهو ما يمنحها الاستمرارية.
نفى الروائى طارق إمام أن تكون اللغة كياناً جامداً، أو تمثل الاستعانة بالعامية فى النصوص الأدبية خطراً على الفصحى «من المفترض أن تكون اللغة أكثر مرونة واستيعاباً للهجات، وذلك يحدث فى مختلف اللغات، فالكاتب سلمان رشدى أدخل تعبيرات من الثقافة الهندية فى رواياته، وبعضها دخل فى المعجم الإنجليزى، ونظر إلى الأمر كأنه جزء من تطور اللغة، لأن اللغة استعمال فى النهاية»، وأشار «إمام» إلى أن الأصولية اللغوية وجه آخر للأصولية الدينية، «وإذا كانت اللغة العربية عظيمة وثرية بالفعل فلا خوف عليها من محاولات المبدعين بأن يتعاملوا معها ككيان مرن، فأنا كروائى لا يمكن أن أكتب الحوار فى العمل الأدبى بالفصحى».
اللغة فى مأزق إما حالة إفراط من حماة اللغة أو تفريط، ونأمل ألا تتسع المسافة بين اللغة ومستخدميها بسبب محاولة تجميدها عند حدود معينة «وكلامى لا يعنى أن يكون الكاتب ركيك اللغة، ولا أقبل أن يكون عند الكاتب أخطاء إملائية أو فى القواعد، لكن إفساح المساحة لمرونة المبدع، ونحت كلمات من اللغة، هو لصالح اللغة وليس محل خطورة عليها، مؤكداً أن حماية اللغة تأتى من تدريسها بشكل صحيح «فحين يصبح المتن جزءاً من خبرة الطالب الشخصية لن تموت اللغة».
وبدأ الكاتب حسام مصطفى إبراهيم، مؤسس قناة «اكتب صح» المهتمة باللغة، بقوله إنه ليس مطلوباً من المواطن أن يكون سيبويه، لكن اللغة مسألة هوية، هى للكاتب مثل الألوان للفنان، «أصبحنا نشير على المتقن لأنهم قلة» الناس فى حاجة إلى العمل على تطوير أنفسهم، خاصة عند العمل فى مجال الصحافة أو الإعلام والكتابة أو المسئولية العامة، لكن هناك عدداً كبيراً من الكتاب يهتم بمراجعة نصه لغوياً قبل دفعه للناشر، كما أن هناك متابعة معقولة للصفحات ذات الاهتمام بالنحو والصرف على مواقع التواصل الاجتماعى، وهناك عدد كبير من الناس بدأ يطلب حضور ورشة «اكتب صح»، ومنها الجامعات ومكتبة الإسكندرية، أى إن هناك رغبة فى التعلم «وكل ذلك لا ينفى وجود مشكلات تعكس تدهور مستوى اللغة، منها الأخطاء التى أراها على منشورات السوشيال ميديا، ومن الكتب التى يطلب منى بعض الكتاب مراجعتها، خاصة أن أغلب الأخطاء تافهة، ووصل الأمر إلى اللافتات أو الاقتباسات على جدران المدارس!»، وتابع: الحلول تحتاج التزاماً رسمياً ومجتمعياً، وأحلم أن يكون هناك قرار رئاسى بهذا الشأن، كأن يتم تخصيص مدقق عام للغة، خاصة أن اللغة العربية ليست ذات جدوى اقتصادية، فالمشتغلون بها وضعهم الاجتماعى سيئ، لو أن الحكومة تلزم مؤسساتها بتوفير مدقق لغوى، سينتعش سوق اللغة وفى الوقت نفسه يتعلم الناس، ونحتاج عمل برامج للنهوض باللغة فى التليفزيون، بشكل جذاب، لافتاً أن مجمع اللغة العربية هو المنوط به الحفاظ على اللغة، إلا أنى لا أرى حضوراً لمجمع اللغة العربية، بل إن هيئة الأرصاد لها حضور عن المجمع، ومن المفترض أن يكون له دور مع الشباب تحديداً، وبأساليب الشباب وعبر الوسائل المحببة لديهم. وحذر حسام من مرحلة موت اللغة عند عدم الاهتمام بتطويرها كما حدث للغة اللاتينية، التى صنفت كلغة ميتة، ولم يعد يتحدث بها أحد بعد أن كانت سيدة اللغات، ويكتب بها العلماء.
وقال الشاعر عبدالرحمن مقلد إن المشكلة الأكبر فى التعليم، حيث لدينا مشكلة كبيرة فى تلقى فنون الكتابة جميعاً ليس الشعر فقط، لكن القصة والنحو والبلاغة فلم ندرسها دراسة جادة، دراسة مجتمع مؤمن بالقضية، مشدداً على ضرورة تعلم الأطفال كيفية قراءة الشعر منذ الصغر، موضحاً: الشعوب العربية هى التى تحتاج للغة وليست اللغة هى التى تحتاج إلينا.
وبرر «مقلد» عزوف الطلاب وغالبية أطياف المجتمع عن قراءة الشعر، لعدم تمكنهم من تعلم لغة عربية سليمة: «الشعر العربى أحد أعمدة الحفاظ على اللغة، والصعوبة تأتى من أننا لم نتعلم جيداً اللغة، فبالتالى لا نعرف كيف نقرأ الشعر».
وأكد شاعر العامية أشرف عتريس، الكاتب المسرحى، أن هناك حالة انهيار لمستوى اللغة واضحة، وتتجلى فى عدد كبير من المظاهر «أساتذة الجامعة والباحثون يكتبون خطأ، وبعضهم لا يستطيعون إلقاء خطبة شفاهية صحيحة».