بريد الوطن.. بين الفقد وراحة البال

بريد الوطن.. بين الفقد وراحة البال
أحد المكونات الأساسية للشخصية السوية هى التدريب على ما يُسمى بـ«التفكير النقدى» والذى يعنى باختصار القدرة على التحليل والحكم الحيادى فى جميع أمور حياتنا، وهى طريقة عملية ورائعة يمكن التدريب عليها، ولها العديد من المحاضرات والكتب أنصحك بالتعرف عليها.
هناك فهم مغلوط شائع من أخطاء التفكير يخلط بين الفقد والألم، ذلك لأن سيطرة بعض الأشياء على العقل قد تجعله غير قادر على الاستغناء عنها حتى وإن اشتد ضررها على صاحبه، ومن الأمثلة الشائعة لذلك تحمُّل عبء علاقة معينة أو عمل معين بشكل مرهق كنتيجة للخوف من المستقبل المجهول بعد فقدان الشىء أو كنتيجة للاعتياد عليه.
ليس كل فقد يعنى بالضرورة ألماً ومعاناة، وليس كل تعلق يعنى أيضاً راحة، فهناك فقد يسمى «الفقد الإيجابى» والذى ينتج عنه راحة البال، ولكن البعض قد اعتاد استخدام الاستجابة السلبية والتقدير الأسوأ للأمور، وهنا يمر العقل بثلاث مراحل، أولاها الاعتياد على السلبية ومن ثم الميل إليها وأخيراً لا يرى سواها، فيشوه العقل أى مشهد يراه.
فى نهاية رسالتى أريدك أن تتذكر جيداً أن فقد شىء قد يكون السبب الحقيقى لراحة نفسك أو أنك قد ترى به أفضل مما تشاهده عيناك الآن، وإن لم تُدرك ذلك فلن تحصل على الأفضل أبداً.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com