بريد الوطن.. عن «سيف» اللى آمن بنفسه

بريد الوطن.. عن «سيف» اللى آمن بنفسه
لو نظرت إلى هذا الشاب الجالس بجوار أصدقائه فى كشكه الخشبى، والهزيمة تحتل كل جزء من ملامحه، يبكى ويقول: «سبعة وعشرين سنة ونفسى أبقى حاجة، وكل يوم أقول بكرة، وأؤجل أحلامى شوية وفى الآخر اتهيأ لى إنها سراب، وعمرها ما هتتحقق»، لم يصدق أن يوماً ما ستحرر السعادة ملامحه من أنياب الهزيمة، بعد أن تحتضن يده حلمه، كلنا هذا الشاب، عندما نرى أعمارنا تذهب أمام أعيننا هباء، ونحن مكتوفى الأيدى، لم تكتف الظروف بتنغيص حياة الشاب، فهجرته خطيبته لترتمى فى أحضان ثرى، ولم يكتف صاحب العمل باستغلاله، ورغم ذلك لم يفرط فى بذرة التحدى المدفونة فى روحه، بل غذاها بالصبر والإيمان، فأثمرت له حبيبة مخلصة، وأصدقاء أوفياء، وحلماً تحقق، هكذا حلم وهكذا هى السعادة، تحقيق حلمك مهما تكن بساطته، حتى لو كان امتلاك صندوق ورنيش، أو غية حمام، هذا الشاب تمرد على صاحب العمل، ورفض أن يغنى ما لا يؤمن به ولا يحسه، خلع نظارته السوداء وألقى بعكازه، ويجب أن نكون مثله نلقى بنظارتنا السوداء التى وضعناها على أعين أرواحنا، فحجبت عنا شمس الأمل، وننتزع عكازى اليأس واللامبالاة من أذرع أرواحنا، فلو جسدنا احتاج لعكاز فروحنا لا تحتاجه لكى تحلق بعيداً وتشق شمسها الغيم، كما فعل سيف فى فيلم «آيس كريم فى جليم».
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون – منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com