طرح القرن.. "أرامكو" تُعيد رسم الخريطة الاستثمارية للأسواق الناشئة

كتب: إسلام صلاح وجهاد عبدالغنى

طرح القرن.. "أرامكو" تُعيد رسم الخريطة الاستثمارية للأسواق الناشئة

طرح القرن.. "أرامكو" تُعيد رسم الخريطة الاستثمارية للأسواق الناشئة

متغيرات عديدة تشهدها الأسواق الخارجية خلال الفترات الأخيرة، انعكست بدورها على معدلات التدفقات الخارجية من المؤسسات والمستثمرين، بالإضافة إلى معدلات السيولة وترتيب الأسواق وتصنيفها بالمؤشرات الخارجية.

وطرح شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» يُعد أبرز الأحداث التى تشهدها أسواق المنطقة خلال الفترة الأخيرة، خاصة فى ظل الاهتمام الكبير الذى شهده هذا الطرح من قبل المؤسسات والأفراد، ونجح فى جذب شريحة كبيرة من المتعاملين والمؤسسات الخارجية، ذلك الأمر الذى أعاد بدوره رسم الخريطة الاستثمارية للأسواق الناشئة ونظرة الاستثمارات الأجنبية لها.

خبراء سوق المال أكدوا أن طرح أرامكو بالسوق السعودية حمل بين طياته تأثيراً مباشراً على الأسواق الناشئة بشكل عام وعلى السوق المصرية بشكل خاص، من خلال سيطرة حالة من الترقب سواء على صعيد التعاملات السوقية، بالإضافة إلى خطط التطوير المستهدفة والجدول الزمنى لبرنامج الطروحات الحكومية، وأضاف الخبراء أن اهتمام بنوك الاستثمار العالمية وشريحة المتعاملين والمؤسسات الخارجيين بطرح أرامكو تسبب بصورة غير مباشرة فى تأجيل خطوات تنفيذ برنامج الطروحات تمهيداً لاختيار توقيت مناسب، مؤكدين أن السوق تتطلب خلال مرحلة ما بعد أرامكو عدداً من المتطلبات الممثلة فى جدول زمنى لبرنامج الطروحات الحكومية، مع وضع طرح «أرامكو» بعين الاعتبار قبل تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية ودراسة آليات تنفيذ هذا الطرح وسُبل الترويج له.

مجموعة بيت الخبرة: تأجيل تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية ضرورى بالتزامن مع اهتمام بنوك الاستثمار العالمية بطرح أرامكو

وقال محسن عادل، رئيس قطاع الاستثمار بمجموعة بيت الخبرة للتنمية الاقتصادية، إن الفترة الحالية تشهد تطورات سريعة على صعيد أسواق المنطقة وسيطرة حالة من الترقب بعدد من الأسواق، بالتزامن مع إجراءات الطرح الأكبر فى التاريخ والمتمثل فى شركة أرامكو بالسوق السعودية، وأضاف أن تأثير طرح أرامكو على السوق المصرية يتمثل فى تأجيل تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية خلال الفترة الحالية، فى ظل اهتمام بنوك الاستثمار العالمية وشريحة المستثمرين والمؤسسات الخارجية بذلك الطرح.

وعلى صعيد السوق المصرية أكد أنها تشهد تطورات إيجابية على صعيد الاستمرار فى السياسة التوسعية وتخفيض أسعار الفائدة، ولكن ما زال سوق المال غير قادر على ترجمة هذه التطورات، ذلك الأمر الذى اتضح عبر انخفاض معدلات السيولة بالسوق، التى تعتبر العائق الرئيسى أمام جنى الثمار الإيجابية لتلك التطورات.

وقال محمد رضا، المدير الإقليمى لبنك الاستثمار سوليد كابيتال، إن النجاح الكبير الذى حققه طرح أرامكو، يعتبر رؤية ومقياساً ناجحاً لا بد من الامتثال ودراسته قبل تنفيذ المرحلة الثانية من برنامج الطروحات الحكومية، وأوضح أن تأجيل برنامج الطروحات يعتبر قراراً إيجابياً خلال المدى القصير بالتزامن مع توجه شريحة المستثمرين العرب للسوق السعودية للاستثمار فى أكبر طرح متوقع أن تشهده الأسواق العالمية خلال العام المقبل، وأشار للتطور الذى شهدته السوق السعودية بعد أن كان الاستثمار مقتصراً على المستثمرين السعوديين فقط ومن ثم تطوره ليشمل المستثمرين الأجانب المقيمين بالسوق السعودية، وبالتبعية فتح الباب أمام الاستثمار الأجنبية بكافة أشكالها، ذلك الأمر الذى أثر بالسلب وبصورة مباشرة على السوق الإماراتية والسوق المصرية.

وأكدت الدكتورة نرمين طاحون، الشريك المدير بمكتب طاحون للاستشارات القانونية، أهمية محاكاة التجارب الخارجية سواء على صعيد الطروحات أو التشريعات والإجراءات المنظمة لمناخ الاستثمار، وأضافت أن محاكاة تلك التجارب ستدعم القدرة على تطبيق أفضل التجارب والأنسب وفقاً لمتطلبات السوق المصرية، ومن ثم زيادة جاذبيتها الاستثمارية بصورة أكبر أمام المستثمرين والمؤسسات الخارجية، وأشارت إلى أن السوق تتمتع بعدد من الفرص الاستثمارية فى عدد من القطاعات الحيوية، التى تتطلب مزيداً من عمليات الترويج.


مواضيع متعلقة