"السيسي": المرأة المصرية استدعت نفسها في 2013 لحماية وطنها.. ولن أوقّع على قانون الأحوال الشخصية إذا كان لا ينصفها

"السيسي": المرأة المصرية استدعت نفسها في 2013 لحماية وطنها.. ولن أوقّع على قانون الأحوال الشخصية إذا كان لا ينصفها

"السيسي": المرأة المصرية استدعت نفسها في 2013 لحماية وطنها.. ولن أوقّع على قانون الأحوال الشخصية إذا كان لا ينصفها

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن المرأة المصرية تحركت بقوة فى 2013 لحماية وطنها والأجيال القادمة والحفاظ على الهوية المصرية، مشدداً على أنها استدعت نفسها لحماية وطنها والأجيال المقبلة، وذلك فى مواجهة ظروف شديدة القسوة والصعوبة، حيث كانت رغبتهن من أجل تغيير الواقع أكبر من أى عوامل أخرى.

وأضاف «السيسى»، خلال كلمته فى جلسة «بعنوان تعزيز دور المرأة الأفريقية فى تحقيق السلم والأمن والتنمية»، ضمن فعاليات اليوم الثانى والأخير لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، اليوم، أن المرأة تحركت من أجل إنقاذ الهوية المصرية فى عام 2013، موضحاً أنه «عندما تبين لهن أن هذا التوجه سيؤدى إلى ضياع الدولة المصرية تقدَّمن وخرجن بالملايين»، وتابع: «إحنا شُفناهم فى مصر ويمكن العالم ما شافش ده، وحدث تغيير فى ثورة 30 يونيو».

وأشار الرئيس إلى أنه «عندما أتحدث عن دور المرأة فى مصر، فإننى أتحدث عنه باحترام وتقدير واعتزاز شديد، وأقول إن التغيير حدث، والجيش لقى إن ده إرادة مصرية للتغيير، مش إرادة حد تانى غير الشعب، محدش فى مصر لاحظ إن المرأة استدعت نفسها، وبعدها بشهر من هذا الخروج، كان الوضع مضطرباً».

ولفت إلى أن خروج العناصر التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية إلى الشوارع بعد ثورة 30 يونيو أعطى طابعاً بأن ما حدث فى الثورة كان تغييراً بالقوة، مردفاً: «فطلبت من الشعب المصرى النزول إلى الشوارع فى يوليو 2013 لكى يعطينى تفويضاً لمكافحة الإرهاب والعنف المحتمل، وكنا فى شهر رمضان، وخرجت النساء وهن صائمات مصطحبات رجالهن وأزواجهن، وخرج أكثر من 35 مليون مصرى فى هذا اليوم لمنحى التفويض من أجل التصدى للعنف والإرهاب»، متابعاً: «ده كان الأمر التانى اللى محدش من المصريين يمكن أخد باله منه، لكن أنا أخدت بالى منه، انتبهت للدور والقدرة والجدية والمسئولية، اللى المرأة ممكن تقوم بها فى بلدنا مصر وأفريقيا».

الرئيس: عظيمات مصر خرجن بالملايين من أجل التغيير.. وساهمن بشكل كبير فى تحمُّل أصعب وأقسى إصلاح اقتصادى.. والسيدة المسئولة أكثر كفاءة وانتظاماً وأقل فساداً من الرجال

وأثنى «السيسى» على نساء مصر، واصفاً إياهن بـ«عظيمات مصر»، معتبراً إياهن جزءاً من «عظيمات أفريقيا والعالم»، مضيفاً: «عندما أقول هذا الكلام فإننى لا أنحاز أو أتحدث كلاماً سياسياً، لكننى أتحدث الآن عن تجربتى وأنا أنقلها لكم».

وأشار الرئيس إلى أن الإرادة السياسية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال القناعة الحقيقية، إذ تترجم فى نهاية المطاف إلى أفعال: «قصتنا فى مصر عظيمة، وخلال العشر سنوات الماضية مرت مصر بأحداث كثيرة للغاية، وتصدت المرأة المصرية بقوة فى 2013 للحفاظ على الهوية المصرية»، مستطرداً: «لكن هل حد فى مصر استدعى المرأة للقيام بهذا الدور؟ لا أبداً، هى استدعت نفسها لحماية وطنها وكل الأجيال اللى هتيجى بعد كده، خرجت واتحركت لمواجهة ظروف شديدة القسوة والصعوبة، وشددن على ضرورة تغيير الواقع».

وقال «السيسى» إن تنظيمَى «داعش وبوكو حرام» الإرهابيين، وسائر الجماعات الإرهابية أساءت للمرأة، معبّراً بقوله: «والله ده.. لا دين ولا رجولة»، موجهاً رسالة إلى نساء مصر قال فيها: «وأنا هنا باقول لكل السيدات فى مصر، وأفريقيا والعالم، كل الاحترام والتقدير والاعتزاز، لكنْ تقدَّمن وخُذن مكانكن الذى تستحققنه».

ووجَّه الرئيس رسالة إلى الرجال المصريين، قائلاً: «كونوا بحق رجالاً، فالرجال مروءة، شهامة، اعتدال، وتوازن، وانحنوا احتراماً وتقديراً للمرأة»، مضيفاً: «التطرف والإرهاب خلَّى الناس تشوف الدين الذى نؤمن به بخوف، رغم أن الأديان كلها جاية من مكان واحد».

ولفت إلى أن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، أوصى قبل وفاته بوصيتين، الأولى: تتعلق بالعبادة، والأخرى: بالحياة، مضيفاً: «اللى تتعلق بالحياة، قال: (استوصوا بالنساء خيراً)، عاوزين نشوف هنعمل إيه خير عشان ننفذ هذه الوصية اللى هى إكرام واحترام المرأة»، مشيداً بالمرأة المصرية التى تقلدت مناصب على مستوى الجمهورية، واصفاً إياها بأنها الأكثر مسئولية.

وقال «السيسى» إنه فى كل مرة تعيّن فيها المرأة مسئولة فى الحكومة أو المحافظات أو أى مهمة، تكون هى الأكثر مسئولية.

وواصل الرئيس، ممازحاً الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ورجال الدولة: «أرجو إن الكلام ده ما يزعلش الوزراء ولا دولة الرئيس، لكنها تكون الأكثر مسئولية، كفاءة، انتظاماً، والأقل فساداً، إن ما كانتش فاسدة على الإطلاق، مفيش فساد خالص»، مردفاً: «مشاركة المرأة وتقدمها إلى جانب الرجل فرصة وليست حاجة تانية، خدوا لبلادكم الفرصة».

وطمأن الرئيس المرأة المصرية، بشأن قانون الأحوال الشخصية الذى يناقشه البرلمان، قائلاً إنهن يتخوفن ألا يحقق القانون التوازن والإنصاف والأمان لهن، مؤكداً بقوله: «لن أوقّع على قانون لا ينصفكن، وأعلم أن البرلمان ونوابه حريصون على المناقشة المتوازنة والمعتدلة فى هذا القانون».

وأوضح «السيسى» أن «برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى نفذته مصر كان الأصعب على الإطلاق»، مضيفاً: «ناديت على المرأة المصرية وقلت لها ساعدينى، وساعدتنى، وتم تمرير البرنامج الأصعب فى مصر، ولم يخرج مواطن مصرى واحد يقول لى خفف علينا قسوة ما نحن فيه، لأن المرأة بقت موجودة كحاجز بين الحالة الصعبة والتعبير عنها»، مضيفاً: «المرأة هى مَن نظمت حياتها وجابهت قسوة الظروف الاقتصادية وأسكتت أبناءها وزوجها فى مسألة التعبير عن الألم والاستياء والرفض، وهى دى تجربتى وقناعاتى عن سيدات مصر».

وأشاد بالدور الكبير الذى لعبته المرأة المصرية خلال السنوات الماضية، موضحاً: «مش إحنا اللى هنديكم مكانكم، انتو تتقدموا الصفوف وتاخدوا المكان والمكانة التى تستحقونها، مش إحنا اللى بنديكم، انتو اللى بتستحقوا ذلك»، مؤكداً أن بعض الرجال قد يرفضون حديثه عن دور المرأة، مستطرداً: «لو إحنا عندنا إنصاف فى عقولنا ونفوسنا وتقديرنا ناخد بالنا من الدور اللى المرأة بتعمله، كتير مننا ما ياخدش باله، ولولا المرأة فى العالم ما وُجدت الإنسانية».

وقال إن مصر وقارة أفريقيا ليستا فى نفس مستوى الثراء الموجود لدى قارة أوروبا ودولتى أمريكا وكندا، معقباً: «إحنا ظروفنا أصعب كتير»، موضحاً أن دور المرأة المصرية أكثر قسوة وصعوبة بكثير من دور المرأة فى الدول المتقدمة: «هن يقمن بأدوار كثيرة على مستوى رعاية الأسرة وحمايتها».

وتابع أن الإرهاب جعل المرأة تقدم الشهداء والمصابين، سواء الأخ والابن والزوج، وفى جميع مناسبات تكريم أسر الشهداء لم تتقدم سيدة واحدة بكلمة شكت فيها وتألمت مما قدمته، متابعاً: «اللى قدمت ابنها، قالت مستعدة أقدم ابنى التانى حماية لمصر، ولو قدمت زوجها مفيش أكتر من كده، مفيش كلام»، مستطرداً: «أنا انتبهت للأمر ده، وقلت إننا لا بد أن نعطى سيدات مصر العظيمات المكانة التى تستحقها بجدارة».

واستقبل «السيسى»، اليوم، فى أسوان، الرئيس النيجيرى محمد بوهارى. وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحَّب بأخيه «بوهارى» فى مصر، مؤكداً عمق العلاقات التاريخية التى تجمع بين مصر ونيجيريا، ومشيداً بمجمل العلاقات بينهما على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.

وأشار الرئيس إلى أهمية مواصلة تعزيز التبادل التجارى والاستثمارات المتبادلة بين البلدين، مشيداً بتنامى التعاون بين مصر ونيجيريا فى مجال بناء القدرات من خلال البرامج المختلفة التى تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، فى إطار إيمان مصر بأهمية الاستثمار فى الموارد البشرية بالقارة الأفريقية.

وأكد رئيس نيجيريا تقدير بلاده للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين، مشيداً بدور مصر المحورى على الساحة الأفريقية، لا سيما فى ظل جهودها الحالية كرئيس للاتحاد الأفريقى، معرباً عن حرص بلاده على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، لا سيما التعاون التجارى والاقتصادى، ليتناسب مع عُمق وتميز العلاقات السياسية بين البلدين، مشيداً فى هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية فى نيجيريا، ومؤكداً التطلع لزيادة الاستثمارات المصرية هناك.

وأضاف المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية أن اللقاء بين الرئيسين تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة فى ضوء الطفرة الاقتصادية التى يشهدها البلدان، فضلاً عن التوافق حول أهمية تعزيز التشاور السياسى، ومواصلة التنسيق حول سبل ترسيخ الأمن والاستقرار فى القارة الأفريقية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات فى المجال الأمنى ومكافحة الإرهاب فى ضوء التحديات المشتركة التى تواجه البلدين فى هذا الصدد.

كما شهد اللقاء التباحث حول أطر تعظيم العمل الأفريقى المشترك، ومستجدات الأوضاع فى السودان وليبيا ومنطقتى الساحل وغرب أفريقيا، حيث أكد الرئيس حرص مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الأفريقى على تحقيق أهداف القارة الاستراتيجية، فى مجالات السلم والأمن وترسيخ الاستقرار وإنهاء النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى، وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، والإصلاح المالى والمؤسسى للاتحاد الأفريقى.

وتوجَّه الرئيس النيجيرى فى هذا الإطار بالتهنئة لمصر على التنظيم المتميز والنجاح فى استضافة منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة فى نسخته الأولى، والتى تأتى ترسيخاً للدور الفاعل لمصر على صعيد تعزيز أطر العمل الأفريقى المشترك وتحقيق أهداف التنمية والاستقرار فى القارة.


مواضيع متعلقة