بروفايل: سمير سيف.. الأب الروحي لـ"الأكشن"

كتب: حاتم سعيد حسن

بروفايل: سمير سيف.. الأب الروحي لـ"الأكشن"

بروفايل: سمير سيف.. الأب الروحي لـ"الأكشن"

بملامح هادئة، ونظرات تنم عن ذكاء من نوع مختلف، دوماً ما كان يظهر المخرج سمير سيف فى لقاءاته، فكان عاشقاً للسينما منذ التحاقه بالمعهد العالى للسينما فى الستينات.

لم يكن سمير سيف مخرجاً عابراً فى تاريخ السينما، بل كانت حياته بالكامل سينمائية، فاهتم بالكتابة السينمائية وكتابة النقد، بجانب تدريسه لطلبة معهد السينما، حينما عُين معيداً بالمعهد.

ومنذ بداياته، استقى «سمير سيف» حرفية السينما من كبار المخرجين، حينما عمل مساعداً لهم، مثل «يوسف شاهين، شادى عبدالسلام، حسن الإمام» لينطلق بعد ذلك بأول أفلامه بشكل مختلف عن تلك المدارس السينمائية.

بدأ «سيف» عام 1976 بأول الأفلام من إخراجه «دائرة الانتقام»، وكانت تجربة مختلفة حينما حوّل رواية الكاتب الفرنسى ألكسندر دوماس إلى فيلم بالتعاون مع السيناريست إبراهيم الموجى، وتحمّس النجم نور الشريف لإنتاج الفيلم، ليبدأ «سيف» مسيرته بشكل جديد، مقدماً سينما الحركة «الأكشن» التى تميز بها خلال مشواره السينمائى.

انتبه عدد كبير من النجوم لبزوغ نجم جديد فى عالم السينما يمتلك رؤية مغايرة لما كان يقدم فى ذلك الوقت، فقدم فى عام 1979 فيلم «المتوحشة» لـسعاد حسنى وكتبه الشاعر صلاح جاهين، والذى يُعد تجربة مختلفة لـ«سيف»، ولكن عند تعاونه مع عادل إمام عاد مرة أخرى ليقدم مدرسته المميزة بفيلم «المشبوه»، وأتبعه بسلسلة من الأفلام مع «الزعيم». نجح سمير فى فترة الثمانينات بتقديم عدد من الأفلام السينمائية مع كبار النجوم مثل «نور الشريف، عادل إمام، محمود عبدالعزيز»، وكانت باقة مختلفة بين «الأكشن» والكوميديا والاجتماعية. وظل عشق «سيف» للكاميرا والتجارب المختلفة قائماً، فلم يتوقف عند السينما فقط، فاقتحم الدراما التليفزيونية مع الكاتب وحيد حامد، وكان أبرز ما قدماه فى التليفزيون مسلسل «البشاير» مع النجم محمود عبدالعزيز.

ومع امتداد مسيرة «سيف» لما يقارب الخمسين عاماً دوماً ما كان إنساناً يتعامل بتلقائيته المعهودة مع طلابه بمعهد السينما، فجميع من تعامل معه أكد أنه كان معطاء لا يبخل على أحد، ليقدم جيلاً من المخرجين والكتَّاب والممثلين.

رحل سمير سيف تاركاً إرثاً فنياً وأخلاقياً من الصعب تكراره، فأسس مدرسة سينمائية.. رحل سمير سيف جسداً، لتظل سيرته وأعماله شاهدة على مجد.. كثيرون سيسيرون على نهجه.


مواضيع متعلقة