فرحة وألم.. "نهى" جسدت التوحد ففازت بجائزة الشارقة وتركت الإعلام بسببه

فرحة وألم.. "نهى" جسدت التوحد ففازت بجائزة الشارقة وتركت الإعلام بسببه
- الأهرام الكندية
- كلية الإعلام
- مهرجان الشارقة
- فيلم أمين
- الأهرام الكندية
- كلية الإعلام
- مهرجان الشارقة
- فيلم أمين
"أمين"، ذلك الطفل الذي خرج فجأة من عالمه المغلق في بيته لعالم متسع، لم يخل هو أو المحيطين به أن يجد لنفسه فيه مكانا لتثبت قدراته الفائقة على إمكانية تعايشه، كان على جانب آخر بوابة الخروج للطالبة التي اختارت أن تصوره مشروعا لتخرجها من كلية الإعلام، فكانت الساعات الطوال والضغط النفسي الذي سببه لها العمل على تصوير مونتاج هذا الفيلم سبب ألم شديد أخرجها من كلية الإعلام مصممة على ترك ذلك المجال الذي أحبته ودرسته لتبحث عن أي عمل لا يناسب تخصصها، لتفاجأ، أمس بتتويج فيلمها بالميدالية الفضية بالمسابقة الرسمية لمهرجان الشارقة الجامعي الأول للأفلام.
نهى نصر، خريجة كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية 2018، شعبة الإذاعة والتلفزيون، اختارت قبل عامين تصوير التوحد من زاوية تصفها بـ"ماذا لو غادر القوقعة"، فتبدأ أحداث الفيلم بالطفل "أمين"، مصاب بالتوحد، تشير مربيته على والده أن يبحث عن طبيب أو متبرع لتبني حالته أو معالجتها، لعدم إدراكها أبعاد حالته، فيصدق الأب أن ابنه يحتاج إلى عناية فيبحث عن فرصة ويستعد للظهور على إحدى الشاشات طمعا في متبنٍ للحالة.
على الجانب الآخر، كان "أمين" لا يهتم بالظهور على الشاشة بقدر ما ينتظر لحظة النزول إلى الشارع لأول مرة، واقتحام عالم جديد، ليهرب من والده ويستقل أحد التكاتك وسط انشغال والده عنه.
وبين صخب لم يعهده من قبل وحب المغامرة، يبدأ "أمين" رحلته إلى المجهول، بمشاعر يخالط الخوف فيها الرغبة في إشباع فضوله، ليجد نفسه، فجأة، في صحراء ويتعطل محرك "التوكتوك"، ويضطر لأخذ القرار ويخوض مهمة البحث عن حل لأول مرة، فيكتشف الصغير قدرته الفائقة على تصليح المحركات، ويفاجا بأن هناك ما يمكنه أن يفعله بمفرده، وفقا لـ "نهى"، في حديثها لـ"الوطن".
رحلة العودة من الصحراء قطعها "أمين"، فرحا، مستبدلا تردد الذهاب بثقة العودة، ليجد والده في انتظاره بوابل من عبارات: "كنت فين؟ إنت متعرفش تعمل حاجة لوحدك"، ليكتفي "أمين" بابتسامة واثقة حيث أدرك أن محدوديته تعني على جانب آخر تفوق.
"دايما مؤمنة إن الشخص اللي بنسميه معاق أو فاقد لشيء هو عنده شيء تاني مميز ودي كانت البداية عشان أقرا أكتر"، هكذا وصفت نهى شغفها بالفكرة الذي أطفأه بعض الشيء المجهود والضغط النفسي الذي واجهته في الفترة الأخيرة قبل تسليم المشروع ومناقشته، ليأتي التتويج بالميدالية الفضية ويشعره بما تصفه بـ"الحمد لله تعبنا ما راحش".