"هذا ابني".. والد شهيد العراق يصف لحظة تعرفه على جثة نجله عبر فيس بوك

كتب: ماريان سعيد

"هذا ابني".. والد شهيد العراق يصف لحظة تعرفه على جثة نجله عبر فيس بوك

"هذا ابني".. والد شهيد العراق يصف لحظة تعرفه على جثة نجله عبر فيس بوك

تعليق وجيز على صورة شهيد مجهول تحول لأيقونة من أيقونات التظاهرات العراقية، "هذا ابني"، كلمتان كان وقعهما أشد ألما من وقع الرصاص وأخبار الشهداء وكثرة الأحداث، اخترقا قلب كل عربي قرأهما، فالأب المكلوم اختصر آلام العراق بكلمتين حين تعرف على ابنه حسنين عبد الأمير، بهذه الطريقة المؤلمة وهو يتصفح الأخبار عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

كانت تلك (لحظة) ما أعرف؟.. هل أترك الهاتف؟.. هل اتصل؟.. هل أجلس؟.. هل أقف على قدمي؟! لم أكن أعرف ما علي أن أفعل، فكتبت: "هذا ابني".. يقول عبد الأمير أبو ليث، في حديثه لـ"الوطن"، محاولا وصف موقفا هو الأصعب على قلبه وعقله، وصف غير دقيق للحظة ليست بالهينة مرت على أب شهد جثمانه ابنه منشورا عبر موقع تواصل اجتماعي الأصل فيه الترفيه.

صور وأحداث ومستجدات لا تنتهي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكن العالم توقف فجأة وليست "الصفحة الرئيسية" فحسب حين رأى "أبوليث" أحد أصدقائه نشر صورة لشهيد من احتجاجات مدينة النجف يطلب التعرف عليه، وهو ابني، حسنين عبد الأمير، في هذه اللحظة لم أعرف ما علي فعله لكني فور كتابتي "هذا ابني" سارعت بالاتصال بابني الأكبر الذي قال لي "بابا اطمئن.. لا يوجد شيء"، كان يظن أني لا أعلم، فهدئني خوفا على صحتي، وبعدها ذهبت لمستشفى الصدر التعليمي فوجدنا "ملقى هناك"، شهيد من نحو 50 شخصا في محافظتي النجف وذي قار.

والد الشهيد يتحدث عن الليلة الأخيرة لابنه: قال لأمه لا تقلقي خذي علاجك ونامي

يعود "أبو ليث" ليوم الخميس الموافق 28 من نوفمبر، نفس اليوم الذي رأى فيه صورة ابنه، ويتحدث عن خروج حسنين من منزله بعد أن أتم صلاة المغرب وأكمل وجبة العشاء وحينها سألت أم الشهيد ابنها: "أين تذهب" فابتسم، وقال لها "لا تقلقي لن أتأخر.. خذي علاجك ونامي"، كانت الكلمات الأخيرة لشاب دمس الخلق وبار بوالديه، قرر أن يضع العراق قضية أولى له فخرج للانتفاضة، من يوم 27 أكتوبر، أي بعد انطلاقها بيومين فقط.

 

مشهد واحد كان كفيلا بتغيير حياة أسرة ورجل لطالما رفض مشاركات ابنائه الثورية تحول لداعم للقضية، يقول أبو ليث: "إحنا كبار السن قد أصابنا الإحباط من السياسة" فكنت أرفض نزوله للساحات لكن شبابنا مصرين على التغيير"، واليوم وبعد استشهاد ابني أصبح هو من يسلمني لواء النضال لاستمر بمسيرته، متابعا: "أفخر حين أرى أصدقاء الشهيد يقولون عمو نحن نستشهد أو نغير مصير العراق، وتصلني الآن الكثير من الرسائل تقول عمو لا تحزن كلنا أبنائك.. كلنا ندعمك كلنا بموقف ابنك".

رغم وجع الفقد إلا أن الرجل السبعيني امتلئ قلبه بالأمل وتحول قلبه من أب لـ8 أبناء إلى أب لكل شاب قرر تغيير مصير وطنه، وخرج في ما عرف إعلاميا بـ"ثورة العشرين"، وأحلامه من الخصوصية إلى حلم عام بعراق حر وآبي، ويقول: الشباب بالعراق قادوا ثورة لم نكن نتوقع أن تقوم بالعراق، لكن أثبتوا لنا أننا يمكننا النهوض، ويمكننا الانتصار.


مواضيع متعلقة