مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي: تركيا كانت تنقل الأسلحة للإرهابيين في "درنة" ومنها إلى مصر

كتب: محمد حسن عامر

مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي: تركيا كانت تنقل الأسلحة للإرهابيين في "درنة" ومنها إلى مصر

مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي: تركيا كانت تنقل الأسلحة للإرهابيين في "درنة" ومنها إلى مصر

لا يزال الاتفاق الأمنى والبحرى الذى أبرمه رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج مع تركيا يواصل تداعياته، إذ قال مدير إدارة التوجيه المعنوى بالجيش الوطنى الليبى العميد خالد المحجوب، فى حوار لـ«الوطن»، إن الاتفاق يهدر حقوق ليبيا فى جرفها القارى مع تونس، ويعد باطلاً، خصوصاً أن حدود ليبيا تتجه شرقاً ولا تتجه شمالاً نحو تركيا.. وإلى نص الحوار:

خالد المحجوب: "السراج" خان وطنه.. ومحاسبته بعد تحرير "طرابلس"

بداية، كيف ترى مسألة المضى قدماً من قبل تركيا و«السراج» فى تنفيذ اتفاق النفوذ البحرى والاتفاق الأمنى؟

- تركيا تسعى لمد حدودها البحرية بما يتجاوز الاتفاقية الدولية لقانون البحار، وهى اتفاقية ذات طبيعة آمرة لا يجوز تجاوزها أبداً، وهذا السلوك يترتب عليه مسئولية تعتبر بشكل صريح مخالفة لاتفاقيات جنيف، فتجاوز مساحة البحر الإقليمى والمنطقة الملاصقة هو تعدٍ على حقوق الدول الشاطئية. وتصرف حكومة «الصخيرات»، على رأسها فايز السراج، ملىء بالعيوب القانونية وخصوصاً أن ليبيا لا تمتد حدودها البحرية ناحية الشرق لتقابل تركيا، وبالتالى ما أقدمت عليه حكومة الوفاق هو تعدٍ على سيادة دول أخرى فى مقدمتها مصر واليونان وقبرص، وارتكبت مخالفة جسيمة بتوقيع اتفاقية تتجاوز حدود اختصاصاتها طبقاً لقانون إنشائها.

لكنهم يقولون إنهم يتحركون فى إطار قانونى، ما تعقيبك؟

- لا.. هذا غير صحيح، الاتفاقات التى يترتب عليها تصرفات مالية أو اتفاقات دولية أو إجراءات لها علاقة بالسيادة، هذه ليست من صلاحيات المجلس الرئاسى أو حكومة «طرابلس» وإنما من صلاحيات مجلس النواب المنتخب، ولا بد أن يوقع عليها مجلس النواب. ومن الأساس فإن «اتفاق الصخيرات» كان عمره سنة ليس أكثر عندما أبرم عام 2015، وهذا يعنى أن هناك تجاوزاً من الأساس لحدود الاختصاص، وطالما الموضوع يترتب عليه أعباء اقتصادية فإن هذا أمر يقع فى صلب اختصاص السلطة التشريعية. حكومة «الصخيرات» أيضاً حتى الآن لم تحصل على دعم وثقة مجلس النواب، فهى التفت على الإعلان الدستورى بمنح صفة وزير مفوض وعدم فصل المجلس الرئاسى عن الحكومة المنبثقة عنه، وما قامت به هو تعدٍ على سيادة الدول الأخرى، ووقعت زوراً على اتفاقية مع تركيا تهدد حقوق مصر واليونان وقبرص البحرية، والأمر يتطلب من الجامعة العربية وقف عضوية حكومة طرابلس وفرض عقوبة معينة.

هذا الاتفاق لا يزال طى الكتمان حتى إن اليونان طردت سفير «طرابلس» لأنه لم يفصح عن مضمونه، ما الذى تخشاه بهذا الاتفاق ولم يتم الإفصاح عنه؟

- بالنسبة للاتفاق البحرى فنحن لا نعلم ما فيه، لكن نعلم ما أعلن بالفعل وهو أن الأتراك يريدون سابقة لوجودهم فى المنطقة، وهذا الأمر مهم للأتراك لأنهم لم يتحصلوا على موقع فى هذه المنطقة المهمة، وحتى عندما احتلوا جزءاً من قبرص واعتبروها منطقة تركية ثم اعترفوا بها لاحقاً كدولة مستقلة، لكنهم رغم ذلك لم يتمكنوا من أن يكون لهم موطئ قدم فى هذه المنطقة البحرية عكس مصر واليونان وقبرص. والخطوة التركية هى خطوة تشكل خطراً، وتخالف حدود ليبيا التى تتجه حدودها ناحية الشمال وليس باتجاه الشرق، ولو افترضنا أن حدود ليبيا تتجه للشمال فإن هذا يضيع حقوقنا فى الجرف القارى مع حدود تونس، وبالتالى الموضوع حساس للغاية وبلا شك هو إهدار للحقوق الليبية. تركيا فى الوقت الحالى تعمل على نهب ثروات الليبيين، وهذا فعل بغيض من أفعال الاستعمار، الأتراك يعتقدون أن ليبيا مجرد مكان لجمع المال وجماعة الإخوان تعتقد كذلك، وهذا لن يحدث ولن نترك ثروات دولتنا أبداً للأتراك.

وما توصيفك لموقف «السراج» وإبرام هذا الاتفاق؟

- بالتأكيد خيانة للوطن، ما قام به مساس بسيادة دول أخرى وسيادة ليبيا وخرق للقوانين الدولية باعتبار ليبيا جزءاً من المنظومة الدولية، وعلى المستوى المحلى فما وقع خيانة وصدمة لكل الليبيين، يجب أن يعاقب عليها، و«الجيش الليبى» من قبل أمر بالقبض على فايز السراج. نحن الآن بصدد إنهاء العمليات فى «طرابلس» للقبض على «السراج» ومحاسبته وإزالته لأن وجوده مخالف للقوانين وغير شرعى ويدعم الميليشيات ويعمل كغطاء وواجهة لجرائم الميليشيات الموجودة فى «طرابلس» ويعطى الشرعية لهذه الميليشيات، وبالتالى «السراج» يشكل خطراً على ليبيا وجوارها ويشكل خطراً على الجميع.

هناك الجانب الأمنى من تفاهمات «السراج» و«أردوغان»، هل نتوقع أن تتدخل تركيا بشكل مباشر لحماية رئيس المجلس الرئاسى حال دخولكم «طرابلس»؟

- حسب المعلومات التى لدينا، فإن «أنقرة» أخبرت «السراج» أن «طرابلس» أمرها انتهى وحُسم ولا يمكن للأتراك أن يقوموا بشىء، «السراج» عنده معلومة أن تركيا لم تعد تستطيع أن تدافع عن «طرابلس»، فالعاصمة الآن شبه سقطت فى قبضة الجيش الوطنى الليبى، وفى أى لحظة يمكن أن تسقط «طرابلس» تماماً، هذا رغم الإمدادات التى تأتى من تركيا للميليشيات منذ 2014، إذ كانت المعدات لدعم الإرهابيين تصل إلى مدينة «درنة» فى شرق البلاد ثم يتم تهريبها إلى مصر للجماعات الإرهابية، وكانت أيضاً السفن تأتى إلى «طرابلس» لدعم الميليشيات، وحجم ما دمره الجيش الوطنى الليبى من دعم كان قادماً للميليشيات الإرهابية، أرقام خيالية من أسلحة ومعدات وطائرات مسيرة وذخائر، لم تكن حتى لدى النظام الليبى السابق (نظام القذافى). دعم كبير جداً ناهيك عن الدعم اللوجيستى والدعم العملياتى والمعلوماتى والاستخباراتى.

حكومة "طرابلس" وقّعت زوراً على الاتفاقية الأمنية والبحرية مع تركيا.. وما تقوم به "أنقرة" استعمار ومحاولة لنهب ثروتنا.. ونقاوم تحركاتها بكل ما أوتينا من قوة

وكيف ترى دفاع الإخوان عن اتفاق «السراج» و«أردوغان»؟

- دعنا نتفق على نقطة مهمة، الإخوان عندما وصلوا إلى السلطة اكتشفوا أنه ليس لديهم أى مشروع سياسى ولم ينجحوا فى أى دولة حكموا فيها، وليس لديهم أى مشروع اقتصادى فأفلسوا الدول أيضاً التى حكموها، وليس لديهم حتى مشروع اجتماعى بل ضربوا النسيج الاجتماعى فى عدة دول ومنها ليبيا، وليس لديهم كذلك مشروع دينى بحيث يقتنع الناس بمشروعهم الدينى ففشلوا فى ذلك أيضاً. وأؤكد هنا أنه كما فشل الإخوان فى الحكم وأفلس مشروعهم بمختلف توجهاته، فإن مشروع العثمانية الجديدة سيفشل ولن يكتب له النجاح.

لكن ما علاقة ذلك بدعم الاتفاق مع تركيا؟

- بعد هذه التجربة اكتشف الإخوان أن المشروع العثمانى وعودة الدولة العثمانية يشكل المَخرَج بالنسبة لهم، وهذا أيضاً التقى مع مصالح الأتراك، بعدما فشلوا فى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى، أصبحوا يبحثون عن دور من خلال الوجود فى المنطقة العربية والسيطرة عليها وإعادة أحلام الدولة العثمانية ولكن بطريقة حديثة وتقديم أنفسهم دولة قوية لديها مناطق نفوذ ومناطق ثروات ومناطق حيوية، وإذا ما نجحوا فى العودة إلى المنطقة عبر خط الإخوان والتنسيق الذى تم بين حزب العدالة والتنمية فى تركيا والأحزاب المناظرة له فى باقى الدول، وبالتالى التقى حلم الأتراك مع فشل الإخوان. وعلى كل حال، ما تقوم به تركيا فى الوقت الحالى هو استعمار واضح لليبيا، ولا يمكن أن يقبل به الجيش الليبى ولا أبناء ليبيا، ونقاومه بكل ما أوتينا من قوة كما نقاوم من يتعاونون معه فى الداخل الليبى ومن يساعدونه مثل جماعة الإخوان.

ما آخر التطورات فى عملية تحرير «طرابلس»؟

- وصلنا إلى ما يقال عنه «قرب النهاية»، القتال فى مداخل «بوسليم» أو على تخوم «بوسليم»، وعلى تخوم الهضبة، وخسائر بالجملة للميليشيات وضربات على المحاور، وسيطرة جوية كاملة، والآن هناك حالة يقين لدى الميليشيات بأن العملية تنتهى فى «طرابلس». حتى رغم الدعم بالسلاح المتواصل من تركيا والدول الداعمة للإرهاب، فإن الميليشيات بات لا حول لهم ولا قوة، فقد نجحت قوات الجيش الوطنى فى استهداف عدد من قيادات الميليشيات خلال الفترة الماضية ممكن لديهم القدرة على استخدام الأسلحة والمعدات التى تأتى لهم من تركيا.


مواضيع متعلقة