معلمون: الفصول الذكية تُحسّن منظومة التعليم.. وآخرون: تُشتت تركيز الأطفال

كتب: كريم رومانى

معلمون: الفصول الذكية تُحسّن منظومة التعليم.. وآخرون: تُشتت تركيز الأطفال

معلمون: الفصول الذكية تُحسّن منظومة التعليم.. وآخرون: تُشتت تركيز الأطفال

اختلفت آراء المعلمين حول فكرة تطبيق الفصول الذكية فى المدارس، فالبعض يرى أنها خطوة غير مسبوقة فى سبيل تحسين منظومة التعليم، والعمل على خلق وسائل تفاعلية جديدة مع الأطفال، تنمى ثقافتهم وتصقلهم بالمهارات التى تواكب تطورات العصر الحالى، وآخرون يرون أنها تؤثر بالسلب على الأطفال، خاصة فى كونها متنقلة، ما يصيبهم بنوع من التشتت وعدم التركيز فى طرق استقبال المعلومة، لافتين إلى أن الأولى إصلاح أوضاع المعلم أولاً وتكوين بيئة تعليمية مشجعة له على الإنتاج.

أشاد سعيد النمس، مدرس لغة ألمانية، بالتجربة، قائلاً: «فكرة وجود فصل مدرسى ذكى يدل على دخول عناصر تعليمية جديدة فى المنظومة التعليمية تحسّن من أوضاعها، وتجذب الأطفال إليها»، موضحاً أن الفصل الذكى مزود بخدمات مميكنة تساعد المدرس أولاً ثم الطفل على البحث والتفكير فى كيفية استخدام طرق مختلفة بوسائط رقمية لتحصيل المعلومة.

"النمس": تساعد المدرس والطفل على البحث والتفكير

وشدد «النمس» على ضرورة تدريب المعلمين بشكل جيد على يد نخبة من الخبراء المتخصصين فى التكنولوجيا، من خلال ورش عمل، بالإضافة إلى ضرورة توعية الأسرة المصرية بأهمية التكنولوجيا وترسيخ ثقافة استخدامها فى وجدان الأطفال، لافتاً إلى أن الفصول الذكية تتيح فرصة ثرية للنقاش والتفاعل بين التلميذ والمعلم سواء التفاعل المباشر أو غير المباشر.

"لطفى": تقضى على ظاهرة الدروس الخصوصية

وأشاد عبدالله لطفى، مدير مدرسة، بفكرة الفصول الذكية، مؤكداً أنها ستقضى على الدروس الخصوصية، لأنها توفر مستوى تعليم جيداً، وتتيح للطفل الاستفادة من مصادر متنوعة للحصول على المعلومات مثل بنك المعرفة المصرى والسبورة الذكية.

ونوه «لطفى» بأن الفصل الذكى يمكّن الطفل من استخدام برامج مختلفة والاستماع لشرحها إلكترونياً، ويكون دور المعلم توجيهياً.

تختلف الفصول الذكية عن الفصول التقليدية فى جوانب مختلفة، أبرزها أن الفصول التقليدية تعتمد على فكرة السبورة والطباشير والشرح وفق خطة زمنية لمنهج دراسى معين، ما يقيد المعلم من الإبداع والتطوير، أما الفصل الذكى فمستواه التعليمى أعلى وأكثر تنوعاً فى الأفكار والتدريبات التى يتم إتاحتها من خلال بنك المعرفة، والتفاعل مع المعلم بالسبورة الذكية، بحسب ما أكده «عبدالله».

"مدحت": الأفضل بناء فصول حتى لو من الخشب

«فكرة وجود فصل ذكى متنقل فى المدارس لم تكن حلاً قوياً لأزمة كثافة الأطفال، لضيق مساحات المدارس فى محافظات الصعيد على وجه التحديد»، بحسب ما أكده مدحت ماضى، مدرس لغة أجنبية، لافتاً إلى أن فكرة التنقل نفسها تؤثر بالسلب على استيعاب الطفل للمعلومات: «هو كده مش هيعرف يركز، كل شوية هيكون فى فصل مختلف».

أكد أن الأفضل بناء فصول إضافية على المدارس، وتزويدها بخدمات تكنولوجية حديثه، بدلاً من استخدام فصل ذكى متنقل: «ممكن يبنوا فصول بالتعاون مع أولياء الأمور فى توفير تكاليف البناء حتى لو فصول من الخشب».

"عزت": ننقل تجارب دول أخرى دون دراسة

يرى عزت أحمد، مدرس رياضيات، أن الفصول الذكية مجرد نقل لتجارب دول أخرى، دون دراسة واقعية لأوضاع التعليم فى المدارس، موضحاً أن بداية حل مشكلة الكثافة تتمثل فى ضرورة توفير مناخ تعليمى جيد يساعد المدرس على خلق تواصل مع مختلف الطلاب بحسب ثقافتهم ومستوياتهم فى التفكير، من خلال تحسين أوضاعه المادية: «المدرس دلوقت بيدى 30 حصة فى الأسبوع ودى كارثة كبيرة». وأضاف «أحمد» أن فكرة الفصول الذكية تحتاج إلى تأهيل جيد للمعلمين، وذلك يتطلب تكاليف إضافية غير تكاليف الفصول، لافتاً إلى أن عملية التدريس فى المدارس ما زالت تفتقد للإبداع القائم على عملية البحث عن المعلومة، معبراً عن استيائه الشديد من وجود مدربين غير مؤهلين لتدريب المعلمين على كيفية استخدام التابلت وطرق الاستفادة منه.


مواضيع متعلقة