قطار منتدى شباب العالم يصل المحطة الثالثة: استعدادات مكثفة لوضع اللمسات النهائية

كتب: إمام أحمد ومحمد حامد

قطار منتدى شباب العالم يصل المحطة الثالثة: استعدادات مكثفة لوضع اللمسات النهائية

قطار منتدى شباب العالم يصل المحطة الثالثة: استعدادات مكثفة لوضع اللمسات النهائية

فى ظل العديد من التحديات والقضايا التى يشهدها المجتمع الدولى، يستعد آلاف الشباب من كل دول العالم لانطلاق منتدى شباب العالم، فى نسخته الثالثة تحت شعار «السلام.. الإبداع.. التنمية»، فى الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر الحالى، فى مدينة شرم الشيخ، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحضور عدد من رؤساء ووزراء وسفراء عدد من الدول العربية والأوروبية، وشخصيات لها تأثير على المستوى الدولى.

ويعد المنتدى منصة فعّالة ومحفلاً دولياً ثرياً وشاباً، وفرصة لمشاركة شباب من مختلف الجنسيات من جميع أنحاء العالم للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، والتواصل مع صانعى القرار والمفكرين حول العالم، بهدف إحداث تغيير حقيقى. ويتضمن المنتدى فى نسخته الثالثة، العديد من الموضوعات الملحة والقضايا الجديدة على الأجندة الدولية كالأمن الغذائى، والثورة الصناعية، والتحديات البيئية، والذكاء الاصطناعى، وتمكين المرأة، والفن والسينما، التى تدور حولها جلسات المنتدى وتتم مناقشتها وعقد ورش عمل لكل ملف على حدة، ما يخلق منصة للتعبير عن وجهات النظر وتقديم الأفكار وتبادل الخبرات.

"الفن والبيئة والأمن الغذائي والتكنولوجيا" قضايا جديدة على الأجندة

ويعقد المنتدى فى هذه النسخة أيضاً نموذج «الاتحاد من أجل المتوسط»، وذلك لمواكبة القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، حيث سيتم تمثيل دول الاتحاد الأوروبى ودول شرق وجنوب المتوسط من قبل الشباب، من أجل تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية على الصعيد الإقليمى، ويهدف عقد هذا النموذج لمناقشة القضايا ذات الصلة بهدف الخروج بتوصيات لتعزيز التعاون والحوار الإقليمى، فضلاً عن تنفيذ المبادرات ذات التأثير المباشر على مواطنى الدول الأعضاء، فى ظل الأهداف الاستراتيجية الثلاثة للمنطقة التى يرتكز عليها الاتحاد، وهى التكامل وتنمية الإنسان والاستقرار فى ضوء القضايا والتحديات الحالية التى تحدث فى المنطقة.

الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، يقول لـ«الوطن»، إن أجندة المنتدى ثرية بالموضوعات التى تهم العالم كله، مشيراً إلى أن نموذج الاتحاد من أجل المتوسط سيكون له دور كبير فى فتح شراكات سياسية واقتصادية جديدة مع الدول المشاركة فيه، لتحقيق أهداف التنمية التى يستهدفها فى المنطقة، وأضاف «بدرالدين» أن منتدى شباب العالم يعد تجربة فريدة من نوعها، تجمع شباب العالم على منصة واحدة لتبادل الرؤى والمقترحات حول القضايا المختلفة، بهدف الوصول لحلول مشتركة تساهم فى جعل العالم مكاناً أفضل، وتابع أن هذا المنتدى والاهتمام الدولى به يؤكد مكانة مصر وثقلها على المستوى الإقليمى والدولى، ويعد فرصة كبيرة للشباب لتبادل الثقافات والتجارب فى كل المجالات، ويعزز خبرات الشباب وتأهيلهم بهدف تحقيق التنمية فى العالم، وأكد «بدرالدين» أن الحوار بين شباب العالم يعد وسيلة مهمة لمواجهة التحديات التى تواجه العالم وتحقيق ما يتطلع إليه الشباب، ويساهم بشكل مباشر فى خلق مناخ من التفاهم وبناء علاقات جيدة بين جميع الدول فى المستقبل، وتقارب بين الحضارات بدلاً من الصدام بينها، وغرس قيم التسامح وقبول الآخر والحوار وتعددية الآراء والأفكار فى إطار التعاون المشترك، وشدد على أهمية مناقشة دور الفن والسينما فى إصلاح المجتمعات، وكيفية استخدامه كسلاح قوى فى مواجهة العديد من التحديات التى تواجه العالم، فى إطار تكامل الحضارات بالرغم من اختلاف اللغة، والدين، والثقافة، واللون، واستخدام القوى الناعمة التى تغرس القيم الإنسانية كعامل مشترك بين الجميع، وأكمل «بدرالدين» أن موضوعات المنتدى تتماشى مع الواقع العالمى والتطور التكنولوجى، حيث يتناول النقاش الثورة الصناعية والذكاء الاصطناعى، لمواكبة العصر وتوضيح المفاهيم فى إطار تفاعلى شبابى.

"الإدريسى": يروج للفرص الاستثمارية

بدوره، قال الدكتور على الإدريسى، نائب مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن موضوعات المنتدى المطروحة للنقاش فى جلساته الهدف منها تحقيق التنمية المستدامة وتمكين الشباب والمرأة اقتصادياً وسياسياً، فى إطار حرص القيادة السياسية على نشر السلام فى العالم. وأضاف «الإدريسى» لـ«الوطن»، أن تمكين المرأة على المستوى الاقتصادى يتطلب توفير التمويل والحوافز التى تحتاجها لرفع مساهمتها، كما يجب تدريبها وتأهيلها لرفع كفاءتها، ليس بحسب على مستوى القارة الأفريقية، ولكن على مستوى العالم، وتابع أن منتدى شباب العالم فرصة حقيقية لترويج الفرص الاستثمارية المتاحة، والسياحة لإنعاش هذا القطاع الذى له تأثير قوى على الاقتصاد المصرى، وهذه فرصة جيدة لجذب المستثمرين، لأنه سيكون بمثابة مؤشر على استقرار الأوضاع فى مصر سياسياً وأمنياً، وفرصة أيضاً لتبادل الخبرات بين شباب العالم، خاصة فيما ينعكس على إصلاح الاقتصاد، والتعليم ومختلف المجالات، وأكد «الإدريسى» أن المنتدى يعد جسر تواصل بين الشباب من مختلف الجنسيات، لمعرفة أفكارهم ورؤاهم وما يحلمون به، ونقلها إلى المسئولين بهدف الأخذ بها فى الاعتبار وتنفيذها لحل المشكلات التى يعانى منها العالم.

"أبوحامد": يتيح تبادل العمل الدولى للقضاء على نقص الأغذية

من جانبه، قال النائب محمد أبوحامد، عضو مجلس النواب، إن الموضوعات التى يتضمنها منتدى شباب العالم تشغل العالم كله، ويفتح المجال للاستفادة من خبرات الدول، مشيراً إلى أن التحديات البيئية إحدى القضايا ذات الاهتمام الدولى.

وأضاف «أبوحامد» لـ«الوطن»، أن المنتدى يمنح الفرصة للشباب من مختلف الجنسيات لتبادل الرؤى والحلول للتحديات البيئية التى تواجه دول العالم، وتبادل الأفكار والتجارب للحفاظ على البيئة فى إطار التقارب بين الشعوب، وتابع أن هذا المنتدى أصبح وسيلة تواصل الشباب من كل دول العالم والاستفادة من رؤاهم حول التحديات لتغيير الواقع، كما يناقش الأمن الغذائى، وهذه فرصة لتبادل العمل الدولى المشترك للقضاء على نقص الغذاء والوقاية من سوء التغذية، وأكد أن هناك اهتماماً دولياً بالبعد البيئى وأهمية التعامل العاجل مع التغيرات والظواهر المناخية الخطيرة كالاحتباس الحرارى، وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية فى دول العالم، وعلى الحياة بشكل عام على الكرة الأرضية. ونوه بأن من أهم القضايا التى يتناولها المنتدى تمكين المرأة، وهذه فرصة للاستفادة من خبرات الدول المختلفة وعرض ما حققته من خطوات فى هذا الشأن بأفكار جديدة ومتطورة، وهذا يتفق مع استراتيجية مصر التى تعطى هذا الملف أولوية كبيرة، وقطعت خطوات عديدة لتمكينها سياسياً من خلال الدستور الذى أوجب على الدولة تمكينها، وهناك جهود تبذل لتمكينها اقتصادياً.

"رضوان": يصب فى إفادة المجتمعات

وفى السياق، أكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أن المنتدى فرصة مميزة للتواصل بين ثقافات العالم المختلفة، وتبادل الخبرات والرؤى بين الشباب حول مختلف القضايا ذات الاهتمام الدولى، وقال «رضوان» لـ«الوطن»، إن هذه المنصة الحوارية تمد جسور المودة والتعارف بين الشباب من مختلف القارات، ما يساهم بدوره فى تعزيز السلم والأمن الدوليين، كما أنه يعكس صورة مصر الحقيقية والأمن والأمان اللذين تتميز بهما، ما ينعكس على تنشيط السياحة وفتح فرص جديدة أمام الاستثمارات الأجنبية، وتابع أن المنتدى منذ انطلاق نسخته الأولى فى 2017، وهو يهتم بمناقشة القضايا التى تهم الشباب فى مصر والعالم، وسبل تمكينه فى جميع المجالات، وإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وطرح مشكلاتهم، والاستماع إلى مشكلات الآخرين من الشباب تجاه القضايا التى تشغلهم على المستوى الدولى، كقضية تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتمكين المرأة، والتغيرات المناخية والإرهاب وغيرها، وأضاف «رضوان» أن انعقاد المنتدى بشكل دورى يساهم فى مواجهة التحديات التى يعانى منها العالم، منوهاً بأن مناقشة دور الفن والسينما رسالة هامة للمجتمع الدولى، بضرورة استخدام القوى الناعمة فى مواجهة التطرف الفكرى، وبناء المجتمعات، وترسيخ القيم الإنسانية ونبذ العنف، وأكمل: دائماً ما تتسم النقاشات فى المنتدى حول القضايا المختلفة بين الشباب بتبادل الفكر وتقديم حلول مشتركة ترتكز على العلم والابتكار فى إطار التنمية وتحسين الأوضاع فى العالم، ما يصب فى النهاية فى إفادة المجتمعات ومواكبة العصر التكنولوجى.

"سان برو": مهم لمواكبة التغيرات العالمية وتعزيز الأمن

وقال الدكتور شارل سان برو، مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية الفرنسى بباريس، إن منتدى شباب العالم تجربة فريدة من نوعها تحسب للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، المهتم بوجود منصة حوارية شابة تعمل على التقارب بين الشعوب ومواجهة التحديات التى تواجه العالم، وأضاف «سان برو» لـ«الوطن»، أن المنتدى يعد فرصة للشباب من مختلف الجنسيات للاحتكاك وتبادل الثقافات، ونقل التجارب لبعضهم البعض، والتعبير عن أفكارهم حول القضايا التى تشغل الساحة الدولية، سواء على المستوى الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياس، وتابع أن المنتدى له تأثير كبير فى تعزيز الأمن والاستقرار حول العالم، لأن الحوار هو وسيلة لإيجاد الحلول فى ظل الظروف التى يعانى منها أغلب دول العالم من نزاعات وحروب، ومناقشة كل قضية على حدة لإيجاد الحل الأنسب لمواكبة التغيرات العالمية فى كل المجالات.


مواضيع متعلقة