انتاج التقاوى ثروة قومية كيف نحققها ؟

رمضان ثابت

رمضان ثابت

كاتب صحفي

يعتبر انتاج التقاوى من الصناعات الهامة والمربحة لكثير من الشركات والدول فالشئ الغريب هو ان تجارة التقاوى تسيطر عليها وتتحكم فيها الشركات العملاقة كشركات البترول مثل شركة موبيل وشركات الادوية والكيماويات مثل شركة باسف فهى تستثمر بلايين الدولارات فى مجال انتاج التقاوى . وتتحكم شركات التقاوى فى تحديد اسعار التقاوى بما يحقق لها اربحية مذهلة .. فنجد ان بعض المستثمريين اليهود من اصحاب الشركات الفرنسية يستثمرون اموالا طائلة فى انتاج تقاوى بعض محاصيل الخضر واهمها الطماطم فى بعض مناطق شرق اسيا مثل تاييلاند والفلبين نظرا لرخص العمالة وانخفاض ايجار الارض بتلك المناطق فضلا عن توافر مياة الامطار اللازمة للرى ويقومون بانتاج التقاوى باسعار زهيدة وبيعها باسعار باهظة . ويكفى ان نعرف ان سعر بذرة واحدة من الطماطم تقارب النصف دولار وهذا يحقق الملايين من الدولارات للشركات المنتجة . ونحن فى مصر لدينا العمالة الماهرة الواعية ذات الاجر المنخفض والاراضى الشاسعة والشمس الساطعة مع زيادة عدد ساعات سطوع الشمس نستطيع ان نحقق الكثير لبلادنا من الثروة القومية اذا اهتممنا بانتاج التقاوى لماذا لانخصص مساحة ولو تصل الى مائة الف فدان لانتاج التقاوى الهجين سواء فى محاصيل الخضر مثل الطماطم او الكوسة او الكنتالوب او الخيار او البطيخ وغيرهم. وكذلك محاصيل الحقل واهمها الذرة الشامية والبرسيم سواء المصري اوالبرسيم الحجازى وكذلك القمح والارز الهجين والملايين من شتلات من نباتات الزينة وتصدير هذة التقاوى للخارج بعد الاكتفاء الذاتى منها وخفض كمية التقاوى المستوردة بما يوفرالعملة الصعبة وفى نفس الوقت نحقق عائد مادى يصل الى ملايين الدولارات فضلا عن توفير فرص العمل للالاف من الشباب بما يساهم فى حل مشكلة البطالة. فعلى سبيل المثال فان معامل كلية الزراعة بجامعة جنت فى بلجيكا تنتج اكثر من عشرة ملايين شتلة من نباتات الزينة وتصدرها للدول الاخرى مثل المانيا وبالتالى تحقق عائد كبيرللجامعة ممايسهل الصرف على البحوث الاخرى ومن الغريب ان هذة المعامل يعمل بها قرابة الاثنى عشرة فردا لاغير . فلو استطعنا عمل معامل مركزية بجامعاتنا وتوحيد اتجاهاتها المختلفة نحو انتاج الشتلات السليمة والنظيفة مرضيا وبيعها لاصبح العائد الذاتى لجامعا تنا بما يسمح بتمويل الجامعات وتدعيم ميزانيتها لتمويل ميزانية البحوث الاخرى وبهذا نستطيع تشغيل العديد من شباب الخريجين فضلا عن تحقيق عائد اقتصادى مجزى فنحن لسنا اقل من الجامعات والمعامل الاوربية لو احسنا التخطيط وتحفيز الهمم . ومن ناحية اخرى فنحن نعانى من نقص شديد فى انتاج تقاوى الذرة الهجين فضلا عن الارتفاع الكبير فى اسعارها مما يرهق المزارعين فبعض الهجن من الذرة الشامية يصل سعرالكيلوجرام الواحد اكثر من خمسون جنيه وهذا سعريفوق قدرة معظم المزارعين فاذا توسعنا فى انتاج الذرة الهجين نكون قد حققنا عدة اهداف من اهمها سهولة تداول تقاوى الهجن لدى صغار المزارعيين وتشجيعهم على تحقيق اعلى انتاجية وتقليل استيراد الذرة من الخارج ودفع ملايين الدولارات خاصة عند استيراد ا لذرة الصفراء التى تعتبر مكونا اساسيا فى علائق الحيوانات ومن ناحية اخرى تشجيع المربين على زيادة انتاجهم من الحيوانات بما يساهم فى حل مشكلة الانتاج الحيوانى وتوفير البروتين الحيوانى . اما تقاوى الخضار فهى مشكلة كبيرة للمزارعيين فمعظم التقاوى مستوردة من الخارج مثل تقاوى الطماطم والفلفل والكوسة والفاصوليا والبطاطس وغيرهم واسعارها مرتفعة بالنسبة لصغار المزارعيين فضلا عن ان بعض هذة التقاوى يتم استيرادها وبها مسببات مرضية ولكنها حققت شهرة كبيرة عند المزارغيين بفضل انتاجيتها الضخمة وكالعادة تتحكم الشركات الاسعار وبمرور الوقت ارتفعت اسعار التقاوى موسما بعد موسم وازداد الجشع وتدهور حال التقاوى واصبحت سهلة الاصابة بالامراض .. فلماذا لاننهض بانتاج هذة التقاوى محليا وتقليل اعتمادنا على الخارج . واخيرا ندعو المستثمريين من المصريين والاجانب الى سرعة الاسهام فى هذا المجال والاستفادة من شمسنا الدافئة .