"الفصول الذكية".. الدولة تسير على خطى التجارب الدولية.. و2020 بداية التطبيق

"الفصول الذكية".. الدولة تسير على خطى التجارب الدولية.. و2020 بداية التطبيق
- التربية والتعليم
- الفصول الذكية
- التعليم
- تطوير منظومة التعليم
- السبورة الذكية
- التابلت
- التربية والتعليم
- الفصول الذكية
- التعليم
- تطوير منظومة التعليم
- السبورة الذكية
- التابلت
«الحاجة أم الاختراع».. تغير مفهوم العالم خلال السنوات الأخيرة عن الشكل التقليدى لأسلوب التعليم نتيجة تزايد أعداد الطلاب حول العالم تزامناً مع الزيادة السكانية، حيث قام العديد من المدارس المتميزة عالمياً باستخدام أساليب مبتكرة خارج الصندوق لحل مشكلة الكثافة الطلابية بإطلاق ما يسمى «الفصول الذكية» أو «الإلكترونية».
وفى الوقت الذى تشهد فيه خدمات الإنترنت تطوراً كبيراً داخل مصر، وفى ظل تسارع الدولة على تطوير منظومة التعليم بما يواكب متطلبات العصر الحالى بدءاً بتطبيقها السبورة الذكية فى العديد من المدارس، مروراً بانتشار أجهزة التابلت فى بعض المراحل الدراسية، خاصة مع انتشار مفهوم التعلم الإلكترونى عالمياً، أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، فى مؤتمر «أفريقيا 2019» عن استعدادات الوزارة لتوفير عدد من الفصول الذكية على مدار هذا العام الدراسى استعداداً لتشغيلها سبتمبر المقبل، حيث يوفر «فصلى» مساحات تعليمية عالية الجودة داخل مصر لتزويد المعلمين والطلاب بفصول دراسية فعالة وحديثة تمكنهم من تحسين نتائج التعليم والتعلم بشكل كبير، كما أنه يحتوى على جميع المعدات والموارد اللازمة للتدريس.
ما هى الفصول الذكية؟
تعرف الفصول الذكية بأنها تصميم هندسى تعليمى صديق للبيئة، يعتمد على الوسائط التكنولوجية المتعددة مثل شاشات تفاعلية و«augmented reality» لدعم وإثراء عملية التعليم والتعلم، والتى تساعد كلاً من المعلم والطالب على تقديم وعرض المناهج بطريقة ديناميكية بدلاً من الطريقة التقليدية التى يغلب عليها السكون والتلقين، وكذلك يتيح للطلاب الوصول إلى المحتوى العلمى والمصادر والمواد التعليمية فى الوقت والمكان الذى يحدده بطريقة ميسرة.
الهدف من توجه الدولة لإنشائها
يتمثل حل أزمة كثافة الفصول فى إنشاء 250 ألف فصل مدرسى بميزانية تفوق الـ100 مليار جنيه، بالإضافة إلى تدشين أكثر من 55 ألف مدرسة فى إطار رفع الكفاءة، وهذا لا يتناسب مع ميزانية الوزارة للأبنية التعليمية التى تقدر بنحو 6 مليارات جنيه من إجمالى الموازنة المخصصة لها سنوياً، فى حين أن تكلفة إنشاء فصل دراسى ذكى من المتوقع ستكون أقل بكثير مقارنة بالفصول المدرسية.
من أين سيبدأ تطبيقها؟
من المستهدف تطبيق هذه الفصول فى 4 محافظات رئيسية متمثلة فى القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، والشرقية، نظراً لامتلاكها كثافة طلابية مرتفعة، فمصر تمتلك نحو 55 ألف مدرسة، تشمل محافظة القاهرة 5 آلاف مدرسة، ويدرس بها 2.1 مليون طالب، كما يوجد فى محافظة الجيزة 3.4 ألف مدرسة، ويدرس بها 2 مليون طالب.
وتحتوى محافظة الإسكندرية على 2.2 ألف مدرسة، يدرس بها 1.1 مليون طالب، وتشمل محافظة الشرقية 3.7 ألف مدرسة، ويدرس بها 1.3 مليون طالب، كما سيتم تطبيقها أيضاً فى المناطق النائية حتى يستطيع الأطفال الحصول على حقهم فى التعليم دون عوائق الكثافة أو بُعد الأبنية التعليمية أو عدم وجودها من الأساس.
عوامل نجاح استراتيجية الفصول الذكية فى مصر
تحتاج تجربة الفصول المتنقلة فى مصر إلى تدريب ودعم المعلمين بالأدوات التعليمية المناسبة لمساعدتهم على تحديد خطط الدروس واستعراض أفضل الممارسات المتبعة لتبادل المعلومات وإمكانية التواصل مع الطلاب، بالإضافة إلى تهيئة التلاميذ وتغيير ثقافتهم عن الفصول التقليدية وكيفية التعامل مع الأدوات التكنولوجية المبتكرة، فضلاً عن تهيئة البنية التحتية التكنولوجية بشكل أكبر، حتى لا تثبت هذه التجربة فشلها مثلما حدث فى فترة التسعينات عندما قامت الدولة بتطبيقها فى المناطق النائية.
الفصول الذكية تثبت نجاحها عالمياً
تمكنت هذه الفصول من إثبات نجاحها فى بعض دول العالم ذات الكثافة العالية كالهند والصين وباكستان لتقليل أزمة كثافة الفصول، بالإضافة إلى تطبيقها فى بعض الدول المتقدمة منها اليابان والمملكة المتحدة وألمانيا، حيث تعتمد المدارس التى تحتوى على الفصول المتنقلة على تطبيق نظام الساعات للمادة وليس الحصص.
ونجحت المدارس من خلال هذه الفصول فى تنمية ذكاء الطلاب، حيث إن تجهيز فصل بأكمله بعدد كبير من الوسائل التعليمية الحديثة والإلكترونية، ساهم فى جعل الطالب يبذل كل طاقته لتسجيل أعلى النتائج، وذلك فى سعى منها لكسر الروتين المدرسى.
"وزير التربية والتعليم": مصر لديها ملكية فكرية للتصميم الهندسى للفصول الذكية.. و100 فصل ذكى بداية التجربة.. والتصميم أشبه بلعبة الليجو
وفى هذا الصدد كشف الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن الاقتصادى»، أنه سيتم البدء فى تطبيق تجربة الفصول المتنقلة بـ100 فصل وعلى أساس نجاحها سيتم اتخاذ القرار الحكيم للبدء فى تحديد إجمالى عدد الفصول التى ستحتاجها الوزارة.
وأوضح أن الفصول الذكية متعددة الاستخدامات وفقاً لاحتياجات المناطق، ويمكن استخدامها لحل مشكلة الكثافة الطلابية أو كمراكز طبية أو تعليمية أو ثقافية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها كمدارس الفصل الواحد القائمة بذاتها أو كمدارس مجتمعية فى القرى.
وأكد «شوقى» أن مصر تمتلك ملكية فكرية لهذا التصميم الهندسى المبتكر يمكن الاستفادة منها حال تسويقها تجارياً لأن الوزارة هى التى صممته، لأنها تختلف عن الفصول الذكية العالمية، مضيفاً أنها سيتم تصنيعها بجزء محلى والآخر أجنبى.
وأفاد أن التصميم الهندسى مجهز بتقنيات ذكية تسمح له بتغيير جلده وإعادة جدولته يومياً باستخدامه فى الصباح كمدرسة وآخر اليوم كمعمل، متابعاً «أى شخص يريد التبرع بشراء فصل ذكى سيتم وضع اسمه عليه وسينتفع به مدى العمر».
ونفى «شوقى» تشبيه التطبيق الهندسى التعليمى بالحاوية أو العلبة، ولكنه أشبه بلعبة الليجو، حيث يتم تركيب أكثر من وحدة فوق بعض ومن الممكن أن يكون الفصل الذكى 3 أدوار ويتضمن حمامات ومكاتب، لافتاً إلى أن تعدد استخداماته يعطى عائداً كبيراً للاستثمار.
مستشار تعليم دولى: تطبيق مصر للفصول المتنقلة يعنى لا تراجع فى تطوير التعليم ووضع خطط لتواكب الأنظمة العالمية
وأكد الدكتور محمود عزمى، المستشار الدولى فى التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية، أن تطبيق مصر للفصول المتنقلة يعنى أنه لا تراجع فى تطوير التعليم ووضع خطط حديثة لتواكب الأنظمة العالمية التكنولوجية وليست الإلكترونية فقط، مضيفاً أن الأرقام المعلنة لكثافات الفصول تؤكد حاجة مصر لخفض متوسط كثافة الفصول إلى ما بين 25 إلى 30 طالباً فقط والاستعانة بهذه الفصول.
وطالب وزارة التربية والتعليم بضرورة تأهيل المعلمين للتعامل مع البيئة التعليمية الجديدة التى ستتضمنها الفصول الذكية حتى لا تحقق فشلاً، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تطبق نظام الفصول الذكية على غرار ألمانيا واليابان ولكنها استخدمت النظام الإنجليزى الذى بدأت مصر مؤخراً فى تطبيقه.
فيما ترى الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، أن الاعتماد على الفصول المجهزة الذكية حل أمثل لمشكلة الكثافات الطلابية بالمدارس خاصة بمرحلة رياض الأطفال والتعليم الأساسى لإنجاح منظومة التعليم الجديدة، نظراً لأن هذه المنظومة تهدف إلى توفير مكان متسع لكل تلميذ فى الفصل، بالإضافة إلى محدودية عدد الطلاب فى الفصول.
عضو مجلس النواب: المدارس فى الصعيد قامت باستغلال الفناء لإنشاء مبانٍ دراسية ولا بد من اللجوء للفصول المتنقلة
وأضافت أن الصعيد والدلتا والجيزة تحتوى على مدارس بها كثافات طلابية مرتفعة، وهناك العديد من المدارس قامت باستغلال فناء المدرسة لإنشاء مبانٍ دراسية لاستيعاب هؤلاء الطلاب، وبالتالى لا بد من اللجوء لهذه التجربة على أن تكون ممتدة خارج المدارس وباتصال معين بالإدارة التعليمية لكل منطقة تحتوى على عدد كبير من الطلاب.
وأوضحت «نصر» أن الفصول الذكية التى تدشنها الدولة ستكون مُجهزة بشكل جيد ليواكب العصر الحالى بكل الأجهزة التكنولوجية، لافتة إلى أن المعامل ستكون مجهزة بطرق حديثة فضلاً عن تفعيل السبورة الإلكترونية والشاشات التفاعلية، وتوفير كل الأساليب التى تساهم فى تطوير المنظومة التعليمية وتحسين بيئة التعلم للمعلمين والطلاب.