الأحزاب: اختيار نواب للمحافظين بداية لتمكين شباب السياسيين من العمل التنفيذي

كتب: سمر نبيه

الأحزاب: اختيار نواب للمحافظين بداية لتمكين شباب السياسيين من العمل التنفيذي

الأحزاب: اختيار نواب للمحافظين بداية لتمكين شباب السياسيين من العمل التنفيذي

أجمع عدد من القيادات الحزبية على أن تعيين الدولة لشباب تنسيقية الأحزاب فى منصب نواب المحافظين، بداية لتمكين السياسيين والحزبيين من العمل التنفيذى، والذى طالما نادت به الأحزاب طويلاً، مشيرين إلى أن هذه البادرة تعد تجربة من الدولة للأحزاب، وستقيّمها وتبنى عليها خطوات خلال الفترة المقبلة تجاه اختيار حزبيين لتولى مناصب فى الجهاز الإدارى للدولة.

وقال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن تعيين نواب المحافظين من تنسيقية الأحزاب، شىء مبشر، ومعناه أن الدولة تتجه للاعتماد على الأحزاب فى المناصب التنفيذية، ما يلقى بالمسئولية على الأحزاب، فلم يعد لديها حجة فى أن يكون لها دور فى الجهاز التنفيذى للدولة، وبهذا على الأحزاب السياسية أن تعمل، فدورها ليس توزيع مواد غذائية وزيت وسكر، لأن هذا عمل الجمعيات الأهلية، والأحزاب يجب أن تكون أكاديمية لإخراج رجال سياسة ورجال دولة، فهذا هو الدور الأساسى لها.

"خليل": شىء مبشر وإشارة لبدء اعتماد الدولة على الأحزاب

وأضاف «خليل» لـ«الوطن» أن من المهم لنواب المحافظين من الشباب القادمين من خلفية حزبية أو تجمع كشباب التنسيقية، أن يثبتوا أن أداءهم يرتقى للمرحلة الحالية والمستقبلية، إذا أثبتوا ذلك وتحمّلوا المسئولية، فإما أن يفتحوا الأبواب لكل شباب الأحزاب وقياداتها وللكيانات السياسية للوجود داخل الجهاز الإدارى للدولة، أو أن يغلقوا الباب، لافتاً إلى أن اختيار شباب الأحزاب فى هذه المناصب اختبار من الدولة، فإدارة الدول ليست أمراً سهلاً، وإنما مسئولية ثقيلة تحتاج من الجميع أن يعرف أنها تكليف وليست تشريفاً.

"الهضيبى": بداية تنفيذ لما نادت به النخبة المثقفة

وقال الدكتور ياسر الهضيبى، نائب رئيس حزب الوفد، إن المثقفين والنخبة كثيراً ما طالبوا بتمكين الأحزاب من العمل التنفيذى، ومن ثم اختارت الدولة أن تبدأ بتمكين شباب الأحزاب، على أن يتم ذلك بعد تدريبهم، لذلك كان البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الذى أطلقه الرئيس السيسى، حيث استطاع خلال 3 سنوات تأهيلهم، وأمس بدأ تنفيذ الوعد وتمكين شباب الأحزاب، لافتاً إلى أن هذا أمر جيد للغاية لأنه يحقق ميزتين، الأولى أن الشباب لديهم القدرة على الحركة والنشاط، وبالتالى سياسة المحافظين للنزول للشارع ستكون من خلال نوابهم، وخاصة هؤلاء النواب أعضاء الأحزاب السياسية، وهذه كانت نقطة ضعف عند المحافظين، الميزة الأخرى، سياسة الباب المفتوح، موضحاً أن كل محافظ كانت لديه مشكلتان، هما أن سياسة الباب المفتوح لم تكن مفعّلة، والنزول للشارع لم يكن مفعّلاً.

وأوضح «الهضيبى»، لـ«الوطن»، أن سياسة الباب المفتوح سيقوم بتنفيذها نواب المحافظين بشكل جيد، لأنه تم اختيار عدد منهم من أعضاء الأحزاب السياسية، وهذه خطوة جديدة وجريئة وطيبة، لأن نائب المحافظ والمحافظ والوزير السياسى تكون لديه حنكة وخبرة فى التعامل مع المواطن أكثر من ذلك التكنوقراطى، الذى لا يملك هذه الخبرة، فهذا توجه جيد ومحمود من الدولة.

وقال المهندس حسام الخولى، الأمين العام لحزب مستقبل وطن، إن الأصل فى المناصب التنفيذية أن تكون من نصيب السياسيين، لذا فإن تعيين شباب الأحزاب فى منصب نواب المحافظين يعد بداية لمشاركة الأحزاب فى العمل التنفيذى، والوصول لتولى الحقائب الوزارية، فهذا هو الوضع الطبيعى للحياة السياسية، فهى بداية لا بد أن تكتمل بشكل كامل، وأن يكون هناك وزراء سياسيون ومحافظون سياسيون، وهذا لا يمنع أن يكون لديهم جانب تكنوقراطى، إلا أن الأصل أن يكون لدى من يتولى هذا المنصب الصبغة السياسية.

"الخولى": خطوة لا بد أن تتوسع وتكتمل

وأضاف «الخولى» لـ«الوطن»، أن هذا يعنى الاتجاه بالتدريج لتحقيق ما يجب أن يكون، لافتاً إلى أن الفشل والنجاح فى هذه التجربة يعتمد على كيفية اختيار الأشخاص، فمن المفترض أن تعطى الأحزاب أفضل ما عندها، والدولة فى النهاية تقيّم التجربة، موضحاً أن من سيُنجح التجربة أو يُفشلها هو اختيار نوعية الأفراد نفسها، لأن نجاح التجربة أو فشلها لا يعنى تقييم الشخصيات الحزبية، وإنما تقييم للاختيار نفسه.

"الغباشى": اختبار من الدولة للشخصيات الحزبية

وقال اللواء محمد الغباشى، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن اختيار شباب تنسيقية الأحزاب فى منصب نواب المحافظين، يمثل دفعة قوية للأحزاب السياسية، ولتنشيط دورها، ويعطى الأمل والرغبة والقدوة للشباب، حتى يبذلوا قصارى جهدهم، وأن تهتم جميع الكوادر بالتدريب والتأهيل، لأن ممارسة العمل الحزبى كان أحد أهم الطرق التى أدت نتائجها للوصول لمنصب رفيع وهو نائب محافظ، لافتاً إلى أن هذه بادرة طيبة من الرئيس ومؤسسة الرئاسة، اعتباراً من مؤتمرات الشباب التى عقدت لأول مرة فى 2016 فى شرم الشيخ، وبعدها عام 2017، الذى كان قد خصص عاماً للشباب، ثم إنشاء الأكاديمية الوطنية للتأهيل وتدريب الشباب، وهذه كانت تمثل إنجازاً كبيراً لأن الشباب يحتاج للتأهيل والتدريب، ولإكسابه مزيداً من الخبرات الحياتية والمعرفية حتى يتولوا المناصب القيادية ويحملوا الراية، وهذه مطالب للكثير من القيادات الحزبية، التى نادوا بها لأن الشباب لديهم الطاقة والقدرة على القيادة، إذا أُحسن تأهيلهم بشكل جيد، وإمدادهم بالخبرات العملية والحياتية الصحيحة من أشخاص مشهود لهم بالكفاءة، وبالتالى يمكن أن يكون تأهيل الشباب عامل نجاح.

وأضاف «الغباشى»، لـ«الوطن»، أن هذه الخطوة ستمثل نشاطاً كبيراً بين شباب الأحزاب ودرجة من درجات التنافس لنيل هذا الشرف العظيم وخطوة إيجابية من الدولة، نسعى أن تتكرر فى مختلف المناصب كالوزارات، وعلى مستوى المدن والمراكز، حيث سيعطى دفعة كبيرة للعمل العام لما للشباب من قدرة على العطاء والطاقة الكبيرة التى تسهم فى تصحيح أوضاع كثيرة يحتاجها المجتمع خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن تأهيل شباب الأحزاب ساعد الدولة على اتخاذ قرارات بقياسات محددة لاختيار عدد منهم من الأكثر تميزاً لتولى هذه المناصب، فهذه خطوة جيدة ستساعد على إحياء النشاط داخل الأحزاب، وبث روح التنافس بين الأحزاب والكوادر المختلفة، أيضاً ستساعد على تجديد الدماء وتنشيط العمل فى المحليات والمحافظات، لما للشباب من قدرة وطاقة على بذل الجهد بشكل أكبر، علاوة على امتلاكهم القدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، والتعرف على أحلام الشباب.


مواضيع متعلقة