ورد من أنابيب المراهم.. مُدرسة تزرع بذرة: كفاية قمامة

ورد من أنابيب المراهم.. مُدرسة تزرع بذرة: كفاية قمامة
خامات نرميها كل يوم في سلة المهملات، تشكل أزمة في نقلها من البيوت إلى مقالب القمامة، لتبدأ الأزمة الكبيرة في كيفية التصرف فيها، لكن هناك بعض العيون والأيادي التي تجعل من المخلفات فنونا ولوحات، فمن أنابيب المراهم تنحت وردة ومن أوراق الجرائد لوحات فنية، لا تقف عند تجميل منزلها لكنا تزرع الجمال بين من حولها، وخصوصا الأطفال.
يمنى أحمد، مدرسة التربية الفنية في مدرسة عثمان أحمد عثمان الإعدادية بالجيزة، تعودت على إعادة تدوير مخلفات منزلها منذ 3 سنوات، وفي كل مرة تنجح التجربة تذهب إلى طلابها، تمر على الفصول، تطلب منهم إحضار المادة الخام التي جربتها في أقرب حصة، ليبدأ الطالبات تجميع مخلفات منزلهم في شغف لحين الحصة المقبلة، ينتظرون أن يتعلموا "عمل شيء من لا شيء".
"كنت في البيت مرة وبالصدفة ماسكة أنبوبة مرهم بستخدمها واتفتحت مني بالمقص بدون قصد وبدأت أفتحها أكتر واتفاجئت بلونها من جوة ذهبي مش زي برة ونضفتها وبدأت أبص على شكلها وعجبني".. بهذه الكلمات بدأت يمنى حديثها لـ"الوطن" متابعة أن بدأت تلوي أجزاء في شريحة الأنبوبة بعد أن نظفتها تماما لتشكل منها ورد وفازات وأعمال ديكورية.
كعادتها يمنى تقوم بتجميل منزلها بهذه الطريقة، فهي لا تحب أن تهدر مخلفات منزلها دون الاستفادة بها، ولأنها تعلمت في مهنتها نشر العلم، فقد دربت طلابها على إعادة تدوير أنابيب المراهم في حصص التربية االفنية كما دربتهم من قبل على إعادة تدوير أوراق الجرائد، لكن الأنابيب نظرا لخطورتها ولاستخدام المقص في التعامل معها تختص به طلاب المرحلة الإعدادية، تعلمهم مبدأيا مراعاة قواعد السلامة بأن يتم تفريغ الأنبوبة بالضغط عليها بالمقص دون لمسها أو لمس المرهم ثم التنظيف بكيمة كبيرة من المناديل بشرط أن يكون القطع بخطوط منحنية لأن الزوايا القائمة تصبح حادة.
فرحة وفخر تلمحها مدرسة التربية الفنية في أعين طلابها فتقوم بعمل معرض لمنتجاتهم وتجعلهم يشاركون ضمن مراكز الموهوبين، محاولة زرع فكرة الإبداع بداخلهم لتقليل القمامة وحل مشكلة يعاني منها الجميع.
"دايما الطلبة لما نخلص ويشوفوا هما عملوا إيه يكونوا مبسوطين ومستنين المرة الجاية هنعمل إيه.. لما قولت لهم عايزين أنابيب مراهم راحو دوروا في بيوتهم وجابوا الخلصان ووالدتهم جابوا لهم من الكوافير أنابيب الصبغة وفرحوا لما قولت لهم إن مستشارة المادة في المديرية عجبها شغلهم وبقوا بيعينوا كل حاجة عندهم في البيت ومش بتترمي علشان نفكر لها في حل"، لتختتم حديثها "كفاية علينا الأكل اللي بيترمي خلينا نعلم حاجة بباقي زبالتنا".