الكيس اللى هترميه "رانيا ويارا" بيحولوه شنطة آخر موضة

كتب: نهال سليمان

الكيس اللى هترميه "رانيا ويارا" بيحولوه شنطة آخر موضة

الكيس اللى هترميه "رانيا ويارا" بيحولوه شنطة آخر موضة

هدف وضعته رانيا رفيع ويارا ياسين فى مشروع تخرجهما من السنة النهائية لدراستهما، تخصص تصميم المنتجات، بجامعة برلين، عام 2013، وكان امتلاء مصر بأكياس البلاستيك دافعاً لهما للبحث عن وسيلة لتستفيدا منها طالما لا يوجد قانون يقلل أو يمنع استخدامها، فكانت فكرتهما تحويل الأكياس البلاستيكية إلى حقائب ذات استخدام طويل المدى، كتلك التى تستخدم فى التسوق.

الوعى بأضرار البلاستيك تحول لدى الصديقتين لفكرة مشروع تخرج، تبلور بعد ذلك وتطور لشركة عام 2015 أسستاها معاً، وذلك باستبدال إعادة التدوير بـ«إطالة عمر الأشياء» أو الـUp-cycling، حيث الارتقاء بالخامات وإعادة استخدامها بشكل جديد دون حاجة إلى آلات ذات تقنيات عالية: «الطريقة دى سهلة جداً فى تعلمها ومش محتاجة ماكينات كتير وبيها هنقدر نحل مشكلة الأكياس البلاستيك الموجودة كتير فى مصر والمساعدة فى مواجهة أزمتها عالمياً»، بحسب «رانيا» لـ«الوطن».

لم تقف شركة «يارا» و«رانيا» عند حماية البيئة، بل تحملت مسئوليتها تجاه المجتمع عن طريق الدخول فى شراكة مع منظمة «روح الشباب»، وهى منظمة غير حكومية لتنمية المجتمع فى «منشية ناصر»، تدعم النساء والشباب وتساعدهم فى مواصلة التعليم، حيث تروى «رانيا»: «الشباب والنساء فى منشية ناصر بيشتروا الأكياس المستخدمة وينضفوها وتتعقم، وبعد كده يتم ضغطها وتحويلها لمادة خام جديدة اسمها صابى وناخدها فى ورشتنا للقص والجمع وتنفيذ تصميماتنا الفريدة»، وتابعت أنها وصديقتها تشاركان بكل المراحل قبل أن تتجها لتدريب أهل منشية ناصر.

شركة ناشئة: نأمل أن يؤثر النمو العالمى إيجابياً على استهلاك المصريين لمنتجاتنا

«الكيس يتم استخدامه زى ما هو بدون أصباغ».. أسلوب آخر تتبعه الصديقتان للحفاظ على البيئة، حيث إن مرحلة الصبغ ذات آثار بيئية ضارة، كما أن ظهور الكيس بطبيعته فى تكوين الشنطة يعطيها التفرد الذى يبحث عنه المشترون: «كل حقيبة هى one piece بتصميم فريد وألوان غير متكررة».

واجهت الصديقتان عوائق تمثلت فى وعى الناس والتمويل والمكان اللازم لبدء التنفيذ، بالإضافة إلى الخبرات العملية، فقد كان الجمهور مقتصراً على الأجانب فى مصر وذلك لأن الوعى البيئى منخفض، بالإضافة إلى عدم قدرة المصريين على استيعاب أن المنتج المصنع من المخلفات يمكن أن تكون تكلفة إنتاجه عالية تعمل على زيادة السعر، بالإضافة إلى توجيه جزء كبير من الأرباح إلى أعمال خيرية، كما أن التصنيع يدوى وأخلاقى بشكل كبير، أما العائق الآخر المتمثل فى عدم وجود ورشة خاصة بهم جعلهما تلجآن إلى إقناع أصحاب ورش الخياطة للعمل لصالحهما.

تغلبت «يارا» و«رانيا» بالوقت على قلة الخبرة والتعرف على السوق، واشتغلتا على عمليات رفع مستوى الخامات لإطالة عمر الشنطة المصنوعة من المواد البلاستيكية، كذلك عانتا لإبراز دورهما مجتمعياً، باعتبارهما شركة ناشئة تدعم أهل منشية ناصر الذين يعانون من تسرب أبنائهم من التعليم: «لتوفير التمويل دخلنا بفكرتنا فى مسابقات وفزنا بتمويل ودعم حاضنات، حتى تمكنا من امتلاك ورشة خاصة لتجميع المواد الخام فيها من منشية ناصر وإخراجها بجودة عالية، كما فزنا فى منافسات إنجاز عام 2014، واحتضنتنا مدرسة دو فى هامبروج فى 2014، وفى 2017 فزنا بالمركز الأول فى مسابقة ثالثة».

سوق المنتجات المستدامة أو ذات الطابع البيئى والصحى فى مصر تنمو ببطء كبير على عكس ما يحدث فى العالم، وتأمل الفتاتان أن يؤثر النمو المتزايد فى العالم فى الفترة الأخيرة بشكل إيجابى على استهلاك الجمهور المصرى لمثل هذه المنتجات، حيث يقتصر الطلب فى مصر على منتجات بيئية متعلقة بالغذاء ومستحضرات التجميل، واختتمتا: «الصبر هو مفتاح النجاح فى أى تجربة جديدة، والمرونة فى التجربة والخطأ».


مواضيع متعلقة