المفتي: الإسلام لم يأمرنا بهيئة معينة للحجاب.. ولا مانع من الاختلاط بالجامعات

كتب: أحمد أبوضيف

المفتي: الإسلام لم يأمرنا بهيئة معينة للحجاب.. ولا مانع من الاختلاط بالجامعات

المفتي: الإسلام لم يأمرنا بهيئة معينة للحجاب.. ولا مانع من الاختلاط بالجامعات

قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن الإسلام لم يأمرنا بشكل معين للحجاب ورفض الزواج المبكر والسري والعرفي لخطورته على المجتمع.

جاء ذلك خلال حضور المفتي فعاليات ندوة "دور المؤسسات الدينية في توعية الشباب بمخاطر التكنولوجيا"، التي نظمتها جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بحضور رئيس مجلس الأمناء بالجامعة خالد الطوخي، والدكتور محمد العزازي رئيس الجامعة.

وأجاب الدكتور شوقي علام، على عدد كبير من تساؤلات طلاب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، حول القضايا الشائكة في المجتمع والجامعات، وعلى رأسها الزواج المبكر والسري والعرفي والاختلاط في الجامعات والحجاب والجمع في الصلوات والتدخين والسيجارة الإلكترونية.

وحسم مفتي الديار المصرية عددا من القضايا الاجتماعية الشائكة، حيث قال إن الإسلام لم يأمرنا بشكل واحد للحجاب، ولم يقصره على هيئة معينة.. ورفض الزواج المبكر والسري والعرفي، مشيرا إلى أنه لا مانع في الاختلاط بين الطلاب طالما كان قائما على الاحترام والتبجيل، منوها بأن التدخين كان مباحا قبل اكتشاف خطورته والآن هو والسيجارة الإلكترونية حرام لأن العلم أثبت خطورتهما على صحة الإنسان، كاشفا أنه يجوز الجمع في الصلوات للطلاب والأطباء طالما المحاضرات والعمليات الجراحية مهمة، مشيرا إلى أنه جرى تدريب فريق من دار الإفتاء على مواجهة الإلحاد ومناقشة الملحدين.

 وقال علام موجها حديثه للطلاب: "قبل أن أكون مفتي كنت عضو هيئة تدريس، وأقدر العلاقة الأبوية بين الأستاذ وطلابه، ولذلك أحب التقي طلاب الجامعات هنا أو في أي جامعة".

وتابع: "مر من عمري قرابة 50 عاما وأصبح عمري في تناقص، وأصبح لا بد أن نتواصل معكم كشباب لنستفيد منكم وتستفيدون منا، ودائما الأديان عبر التاريخ تكون جزءا من حل مشاكلنا وليست سبب المشاكل".

 ‏وأشار إلى أن الرسالات جاءت لصالح الإنسان، من أجل توجيه إلى طريق البناء والرشاد والعمران وتحقيق البناء لجميع الإنسانية وليس للمسلمين فقط. ‏

وتابع أن "القرآن أكد على أن الرسول جاء رحمة للعالمين سواء الإنسان أو الجماد أو النبات، حتى قال والله أعلم حجرا في مكة ما مررت عليه وإلا سلم عليّ، فهناك تناغم بين الإنسان وكل المخلوقات".

‏ ‏وأردف: "الجميع يدرك أن الرسول جاء برسالة من السماء بالرحمة، فالإنسان مخير وحدث مرة حوار صامت بين الرسول والجمل، وعلم الرسول أن صاحبه يشق عليه فاستدعى صاحب الجمل وطلب منه الرحمة بالجمل".

‏وتابع: "نحن جيل جئنا لنتواصل معكم ليحدث تناغم معكم لبناء حضارة، و الحوار في حد ذاته بين جيلين كان راسخا في القرآن لأن الحوار ونقل الخبرات فحوار سيدنا إبراهيم في القرآن، يرسخ فكرة النقاء والطمأنينة في الحياة، فكيف أنا كطالب أكون صاحب قلب سليم وارتاح في الحياة دون إصلاح النفس، ولتحقيق ذلك يجب التحلي بصفات الصدق وترك الغش والكذب والأخلاق السيئة كالغل والحقد والحسد ومسح الغشاوة من القلب".

ووجه رسالة للطلاب، قائلا: "مهما كثرت عليك الذنوب فلا تقنط من الاستغفار والرجوع إلى الله، فالسمع والطاعة لله رب العالمين خلق عليه البشر، مصداقا لقوله تعالى: وقالو سمعنا واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير".

وأضاف: "بناتي وأبنائي شبكات التواصل الاجتماعي كيف تتعامل معها، الخبر تعريفه العملي قول يحتمل الصدق والحقيقة، ففي تلك المواقع سيل من المعلومات المغلوطة فلابد أن تتثبت من هذا الخبر".

وكشف عن امتلاك دار الافتاء المصرية، لـ 16 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، بكل لغات العالم، مشيرا إلى أن صفحة الإفتاء باللغة العربية لديها 8 ملايين مشترك، ويتفاعل معها نحو 10 ملايين في الأسبوع.

وفتحت الندوة باب الأسئلة للطلاب، التي جاءت عن حكم الشرع في اختلاط الشباب داخل الجامعات والزواج المبكر، وحكم الحجاب في الإسلام، والجمع بين الصلوات بسبب المحاضرات.

وردا على أسئلة الطلاب، قال المفتي إن "الزواج المبكر لا يفضله الإسلام لأننا تابعين للعلم وأهل الاختصاص وبالرجوع للدراسات التي أجريت والمخاطر التي يتسبب فيها ذلك الزواج، أما الزواج العرفي لا يصح، فالأمر ينبغي أن يكون بطرق الباب، فما لا ترضه لأختك لا تقبله على غيرها".

وفيما يتعلق بالاختلاط، أوضح: "الرجل والمرأة خلقا لا ليكون كل منهما عدوا للآخر ولكن عونا للآخر فاسمه إنسان خلق إنسان وكل واحد له دور ويكملون بعضهم لبعض، فطلاب العلم إذا كان هدفهم العلم والوصول إلى القمة مع وجود الاحترام والعلم ولا مانع من الاختلاط ولا ينبغي أن يكون بيننا نويا غير ذلك خلال الاختلاط".

أما عن مسألة الحجاب، قال: "نحن ملتزمون بالنص والذي يقول لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منهن واللي ظهر ده يوضحه حديث رسول الله، فستنا أسماء بنت أبي بكر دخلت على سيدنا رسول الله، وعليها ثياب رقاق فنظر إليها فلما وجدها على هذه الهيئة، نحى وجهه عنها وقال يا أسماء إذا بلغت المرأة الحيض فعليها ستر جسدها إلا ما ظهر منها وهو هذا وذاك وهما الوجه والكفين ولم نؤمر بالحجاب".

وعن الحكم الشرعي لجمع الصلوات بسبب المحاضرات، قال: "أنا أحقق رقيا لنفسي ولمجتمعي، والطبيب يعمل في العمليات ولا يستطيع أن يترك عمله ويدركه العصر ولازم يصلي الظهر، إذا كانت هناك ضرورة ومبرر قوي بحيث لا يمكن ترك العمل فيمكن في هذه الحالة أن أجمع صلاة العصر إلى صلاة الظهر جمع تقديم، وكذلك الطلاب إذا كانت المحاضرات مهمة".

وبيّن حكم الشرع في التدخين والسيجارة الإلكترونية، بقوله: "نحن نتبع العلم والتدخين كان مباحا في الماضي لأن أضراره لم تكن معلومة، والآن العلم أثبت أن التدخين والسيجارة الإلكترونية فيهما ضرر على صحة الإنسان، ولذلك نحرم كل ما فيه ضرر على صحة الإنسان أكدها العلم".

واستطرد: "الإفتاء تعمل من 9 صباحا وحتى 9 مساء ونتلقى من 2500 إلى 3400 سؤال، وفي العام الماضي فقط تلقينا مليون و37 ألف سؤال، ولدينا خط رقم 107 نتلقى من خلاله التساؤلات بالمجان، ويمكن زيارة موقع دار الإفتاء أو تطبيق دار الإفتاء المصرية أو البريد الإلكتروني".

وأكمل: "لا نفتي في الطلاق إلا بحضور الزوج والزوجة لمناقشتهما، لأنها مسألة أمن قومي وحفاظا على الأسرة، ولدينا جلسات مع الراغبين في الطلاق لمناقشتها".

وتابع: "دربنا مجموعة من دار الإفتاء تعمل في سرية تامة على مواجهة أسئلة الإلحاد، حيث يجري تصنيفها لـ3 مستويات، وهناك من الكثير من يرجع للصواب، ومن نجد لديه مشاكل نفسية نحيله للأطباء النفسيين، ونظمنا من أجل بعض الملحدين جلسات على مدار سنة لردهم عن الإلحاد".

ومن جانبه، قال الدكتور خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن ندوة الدكتور شوقي علام تهدف لمواجهة الشائعات والأكاذيب، والتشكيك في كل الثوابت لدى المصريين في وقت تتعرض فيه مصر لحرب إرهاب فكري.

وقال الطوخي، إن هناك موجة إلحاد تضرب الشباب المغرر بهم والذين كانوا على درجة كبيرة من الإيمان، مشيرا إلى أن انتشار الإلحاد يرجع إلى الأفكار التكفيرية التي تمثل خطرا كبيرا على المجتمع.

وأردف: "الجامعة ستعمل على تكرار تلك الندوات في الجامعة سواء بمسجد الجامعة أو داخل القاعة الكبرى، للرد على كافة الأكاذيب التي تستهدف مصر ".

وأردف: "الشك في الثواب هي حرب تواجهها مصر وهي إرهاب فكري، ولابد التحصن بالأفكار السليمة لمواجهة ذلك الإرهاب، وأخطر ما يواجه الشباب الآن موجة الإلحاد، وعندما حاورت هؤلاء الشباب كانوا على درجة عالية من الإيمان، مع الأسف".

 

 


مواضيع متعلقة