ماريان خورى: كنت غير مؤهلة لـ"احكيلي" بسبب تعرضى لتجربة نفسية مؤلمة.. ولا أعتمد على نجاحه تجارياً

كتب: ضحى محمد

ماريان خورى: كنت غير مؤهلة لـ"احكيلي" بسبب تعرضى لتجربة نفسية مؤلمة.. ولا أعتمد على نجاحه تجارياً

ماريان خورى: كنت غير مؤهلة لـ"احكيلي" بسبب تعرضى لتجربة نفسية مؤلمة.. ولا أعتمد على نجاحه تجارياً

استضافت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الحادية والأربعين، برئاسة المنتج والسيناريست محمد حفظى، فيلم «احكيلى» للمخرجة ماريان خورى، ليمثل مصر فى المسابقة الدولية بالمهرجان، حيث جرى العمل على صناعة هذا الفيلم لنحو 9 أعوام.

وتتطرق «ماريان» فى فيلمها، الذى تبلغ مدته 95 دقيقة، إلى موضوعات عن الأمومة والهوية والأصل، من خلال محادثات تجريها مع ابنتها «سارة»، حيث تستكشفان معاً مسار 4 أجيال من نساء أسرتهما، ويتضمّن الفيلم صوراً من أرشيف العائلة ومقتطفات من أفلام السيرة الذاتية للمخرج الراحل يوسف شاهين تكمل هذه الصورة العائلية.

عرض «احكيلى» فى «القاهرة السينمائى» يُعد العرض الثانى له فى الشرق الأوسط، بعد عرضه الأول منذ ٤ أيام فى مهرجان أمستردام الدولى للأفلام الوثائقية «إدفا»، الذى يُعد من أكبر المهرجانات للسينما التسجيلية فى المنطقة.

من جانبها، عبّرت ماريان خورى، مخرجة «احكيلى»، عن سعادتها البالغة بردود فعل الجمهور بعد عرضه، قائلة: «الفيلم يحتوى على حس روائى، فإننى لا أمثل فى الفيلم، لكننى أجسد دورى فى الحياة، والحوار الذى دار بينى وبين ابنتى (سارة) لم يكن مكتوباً، لكنه جاء بشكلٍ ارتجالى، بعدما حصلت على عدّة ورش عن السير الذاتية».

وأشارت «خورى» خلال حوارها مع «الوطن»، إلى مشاركة الفيلم فى الدورة الحالية من «القاهرة السينمائى»: «المُشاركة فى المسابقة الرسمية تعتبر جرأة كبيرة، دفعنى إليها المنتج محمد حفظى رئيس المهرجان، إذ حرص على دفع الجمهور لمُشاهدة نوعية جديدة من الأعمال الفنية، ومع مرور الوقت سيتعرف الجمهور على مدى أهمية ذلك»، مؤكدة أنها لم تشعر بالقلق من عدم تقبل المشاهد للفكرة فى بداية الأمر: «هدفى الأساسى كان يكمن فى شعور الجمهور بالمشاهد الإنسانية خلال العمل، ويطبقها على حياته الخاصة».

وكشفت ماريان خورى، كواليس التحضير لهذا الفيلم: «العمل استغرق وقتاً طويلاً فى تحضيره، خاصة أننى عشت تجربة مؤلمة خلال حياتى الشخصية، وكنت غير مؤهلة بأن أقدّمه إلا بعد الانتهاء من تلك المشاعر السلبية، فقد بدأت العمل عليه فعلياً منذ انتهاء فيلمى الأخير، حيث اعتمدت على أرشيف العائلة من صور وفيديوهات وتسجيلات مع والدتى وجدتى وخالى المخرج الراحل يوسف شاهين، وحرصت على استخدام تلك المادة بصورة تؤكد فكرتى الأساسية من الفيلم».

وأشارت مخرجة الفيلم إلى تعدّد أماكن التصوير: «تعمّدت أن يكون التصوير فى أكثر من مكان، وهذا ما كنت أتنقل من خلاله كل فترة، فهناك مشاهد كانت فى المنزل، وأخرى فى الإسكندرية والقاهرة، وصولاً إلى باريس ولندن وهافانا»، لافتة إلى أصعب المشاهد التى صوّرتها خلال الفيلم: «تأثرت كثيراً فى أثناء التصوير بمشهد علاجى من سرطان الثدى، فوقت تصويره لم يكن فى مخيلتى عرضه بالفيلم، لكننى أحب طوال الوقت، توثيق كل لحظة أمر بها بين عائلتى، وذلك بداية من لحظة ولادة ابنتى وابنى، مروراً بلحظات تجمع الأسرة فى الأعياد، وتسجيلات أخرى للمخرج يوسف شاهين وحديثه عن ذكريات عديدة جمعت بينه وبين والدتى، بالإضافة إلى أن المشهد جاء رابطاً بين ما تعرضت له والدتى من آلام، وتعرّضها لنفس المرض، رغم أنه لم يكن سبب الوفاة، لكنه إشارة واضحة بأن ما تعرضت له والدتى كان فى حياتى الشخصية»، مؤكدة أنها تماثلت للشفاء من سرطان الثدى بشكلٍ نهائى فى الوقت الحالى.

وأوضحت: «استطعت من خلال الفيلم الوثائقى تفجير المشاعر، واعتمدت على بناء درامى للشخصيات، وقررت من خلال الفيلم إبراز كل جانب إيجابى فى عائلتى، رغم أننى كانت لدىّ قصص أخرى لا أريد إظهارها، وركزت جهودى على أن يكون الفيلم مهتماً بالجانب الإيجابى فقط»، لافتة إلى أن موعد طرحه فى دور العرض أمام الجمهور لم يُحدّد بعد: «لا أعتمد على نجاحه تجارياً، فنجاحه بالنسبة لى هو إيصال رسالة ظللت أعمل عليها طوال سنوات عديدة نتاج تجربة ذاتية عشتها بمشاعرها المختلطة، إذ إن المكسب الحقيقى بالنسبة لى توصيل الجمهور لمشاعر من الحزن والفرح من خلال عمل وثائقى، فهذا يعتبر أمراً شديد الصعوبة».

تأثرت فى موسيقى الفيلم بسعاد ماسى رغم أننى لا أفهم كلمات أغانيها

وتابعت: «طبيعة أحداث الفيلم جعلتنى أعتمد على المشاعر دون الموسيقى، لكننى قررت اختيار وضع موسيقى جزائرية فى نهاية أحداث الفيلم، لأننى متأثرة بالفنانة سعاد ماسى، ورغم أن معظم كلماتها لا أفهمها، لكننى أشعر بها، وكذلك رفض مونتير الفيلم وضع تلك الموسيقى والاستعانة بأخرى مصرية، إلا أننى صممت على ذلك، لشعورى الخاص بتماشيها مع الأحداث».

وكشفت ماريان خورى، كواليس تقديمها فيلم «احكيلى» كسينما تسجيلية، قائلة: «منذ ٣٥ عاماً، شاهدت فيلماً لبنانياً وثائقياً وتأثرت به كثيراً، كان يتحدث عن العائلة وأسرار لا يعرفها سوى أشخاص العائلة فقط، ومنذ تلك اللحظة ولدت بداخلى حب هذا النوع من الأفلام، وتحمّست أكثر، كون هذه النوعية ليست منتشرة فى مصر، رغم أهميتها، وأتمنى أن تكون هناك مهرجانات تهتم بتلك النوعية، حيث يشارك الفيلم فى المسابقة الرسمية من مهرجان أمستردام الدولى للأفلام الوثائقية «إدفا»، فى نسخته الـ32، والذى تتزامن فعالياته مع مهرجان القاهرة السينمائى، وهذا يعتبر أمراً مميزاً بالنسبة لى، أن يشاهد الفيلم عدد كبير من جنسيات مختلفة».

ابنتى بعد مشاهدة الفيلم اقترحت حذف ثلث ساعة من أحداثه

وأشارت إلى أن ابنتها تدرس صناعة الفيلم فى كوبا: «عندما شاهدت الفيلم اقترحت حذف ثلث ساعة من أحداثه، فالفيلم يضم مادة أرشيفية ضخمة للعائلة وليس سيناريو مكتوباً، ونقوم فقط بتصويره، لكنه بحث ذاتى، وإننى أحب الأفلام التى تناقش اللحظات اليومية، مثل ميلاد ابنتى وابنى وعيد ميلاد الكريسماس، فهذا يثير بداخلى فضولاً كبيراً بمتابعة أحداثه، والأفلام الوثائقية هى السينما التى أجيدها».


مواضيع متعلقة