"الوطن" في رحلة إنقاذ قصر "الشناوي" بالمنصورة.. خبر وسؤال ثم إحالة للنيابة

كتب: سمر عبد الرحمن وصالح رمضان

"الوطن" في رحلة إنقاذ قصر "الشناوي" بالمنصورة.. خبر وسؤال ثم إحالة للنيابة

"الوطن" في رحلة إنقاذ قصر "الشناوي" بالمنصورة.. خبر وسؤال ثم إحالة للنيابة

 كيف يتحول قصر "الشناوي" الأثري بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية لمجزر وكيف وصل به الإهمال لهذا الحد وهو مُسجل كأثر إسلامي بالوزارة منذ سنوات؟  سؤال طرحته "محررة الوطن" على وزير الآثار الدكتور خالد العنانى خلال تفقده متحف كفرالشيخ، قُبل السؤال باستغراب ومحاولة نفي من الوزير، لينتهي بإحالة الموضوع كاملا للنيابة الإدارية وتكليف عاجل لأحد المسؤولين بوزارة الآثار بإعداد مذكرة بما حدث داخل القصر، ثم زار الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، القصر معلنا عن  استياؤه، مؤكدا تواصله مع الآثار أكثر من مرة لترميمه دون فائدة، هذا كان ملخصاً لرحلة "الوطن" في إنقاذ القصر.

كانت البداية بخبر نشرته "الوطن" من محافظة الدقهلية قبل ساعات من زيارة وزير الآثار لمتحف كفر الشيخ الإقليمي، المقرر افتتاحه في النصف الأول من عام 2020، تحت عنوان "قصر الشناوي الأثري يتحول لمجزر.. و"انقذوا المنصورة" تطالب بالتحقيق"،  لخص الخبر حالة القصر ، حيث فوجئ المارة وجيران القصر، بوجود جزار داخل القصر، وعلق "فخدتين" ذبيحة على باب القصر، وبالداخل يقف اثنين ومعهما عِدة الجزارين من ساطور وسكاكين، وانتشر دماء الذبح في مدخل القصر الرئيسي بشارع الجمهورية، مما أثار استياء الأهالي، وأدان الدكتور مهند فودة، مدرس بهندسة المنصورة، ومؤسس مبادرة "انقذوا المنصورة"، بشدة هذه الواقعة، قائلا إن القصر له قيمة كبيرة على مستوى الدولة ككل وليست محافظة الدقهلية، ولا يليق بتاريخه وقيمته المعمارية تحويله لمجزر، موضحا أن المبنى حاز على شهادة من رئيس وزراء إيطاليا عام 1931، لافتا إلى أن أبوابه الفخمة جاء بها محمد بك الشناوي خصيصا من إيطاليا.

وزير الآثار: إحالة واقعة جزار قصر الشناوي الأثري للنيابة حال ثبوتها 

كان هذا الخبر والاستياء دافعا لتوجيه "الوطن" السؤال للوزير خلال زيارته لكفر الشيخ، وكان سبباً في إجراء عاجل وفوري من الوزير، إذ قرر إحالة الموضوع للنيابة العامة والتحقيق مع كل من يثبت إدانته في السماح لجزار بالدخول إلى حديقة القصر وذبح لحوم بها، و في البداية حاول الوزير ومرافقيه نفي الواقعة، ثم تأكد باسترشاده بخبر "الوطن"، مؤكداً على أن عقد الترميم لازال في مجلس الدولة يتم مراجعته، وسيتم استئناف العمل فيه، كما طالب الوزير أن برؤية الصور و التواصل مع الزميل صالح رمضان، مدير مكتب الجريدة في الدقهلية، الذي أكد له صحة الموضوع، مما أدى لاتخاذ الوزير قرارا بإحالة الموضوع للنيابة العامة.

فيما أصدر المهندس وعد الله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، بياناً على خلفية إحالة الموضوع للنيابة، أكد فيه أن الوزارة بدأت مشروع ترميم قصر الشناوي منذ العام الماضي، حيث تم الانتهاء من أعمال الترميم بالطابق الأول للقصر بنسبة 90 %، وشملت ترميم حجرتي المدفأة، والنوم الرئيسية، و3 حجرات نوم فرعية، بالإضافة إلى ترميم الأرضيات المصنوعة من خشب الباركيه والحوائط غير المزخرفة والبانوهات المنتشرة على الحوائط، وكذلك ترميم العناصر الخشبية سواء كانت أبواب أو شبابيك وإحياء ألوانها.

وذكر البيان، أنه يجري حاليا البدء في أعمال ترميم الدور الأرضي، و قصر الشناوي هو تحفة معمارية متميزة بناه محمد بك الشناوي بمدينة المنصورة وكان أحد أبرز أعضاء مجلس النواب وعضو في حزب الوفد وأحد أعيان المنصورة، وكان صديق مقرب للزعيم سعد باشا زغلول، وقد بنى هذا القصر عام 1928 على مساحة 4164 بواسطة نخبة متميزة من المهندسين والعمال الإيطاليين.

ويتكون القصر من بدروم ودور أرضي وأول يربط بينهما سلم من الخشب المعشق تم استيراده بأكمله من إيطاليا، وقد صمم القصر على الطراز الإيطالي بواجهات تنتمي للعمارة الأوروبية شبيهه بملامح عمارة البحر المتوسط.

فيما أكد مصدر مسؤول بآثار الدقهلية، على أنه جرى عمل مذكرة بما حدث، وإحالته إلى الشؤون القانونية للتحقيق، وأن الوزير أحال الواقعة للنيابة بمجرد معرفتها.

 محافظ الدقهلية: قصر الشناوي بقى خرابة وكلمت الآثار لترميمه أكتر من مرة 

 

فيما عبّر الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية عن غضبه الشديد، أثناء تفقده قصر الشناوي الأثري بالمنصورة، بعد نشر "الوطن" خبر بتحويل أسواره لمجزر.

وقال شاروبيم لـ "الوطن" أن ما حدث يعد خسارة كبيرة لهذا المكان الأثري، متابعا: "لو اتعمل مزار هيحقق دخل كبير، وكلمت وزير الآثار أكتر من مرة للانتهاء من ترميمه"، مضيفاً أن هذا مكان مميز لكنه الآن أصبح خرابة، ووزارة الآثار صرفت عليه 10 ملايين جنيه، موضحا أنه جرى ترميم حجرتين فقط ثم توقف العمل، مستكملا: سأرسل للوزير خطاب رسمي بكل ما حدث، ورأيته اليوم باركيه مفكك وحالة الأرضيات سيئة.


مواضيع متعلقة