كوبري "النصر العائم".. حلم أهالي بورسعيد تحقق في عهد "السيسي"

09:19 م | السبت 16 نوفمبر 2019

إنشاء كوبرى عائم يربط مناطق غرب قناة السويس بشرقها فى محافظة بورسعيد، حلم طالما راود أهالى المدينة الباسلة لسنوات، ليخفف عنهم مشقة الانتظار فى طوابير طويلة للصعود إلى المعديات، ورغم أن الرحلة لا تستغرق سوى دقائق محدودة، إلا أنها قد تستدعى الانتظار لساعات بسبب مرور السفن فى القناة، أو بسبب أحوال الطقس، إلى أن تحقق الحلم فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإنشاء كوبرى «النصر» العائم، الذى يربط بين ضفتى القناة.

وقد جاء كوبرى «النصر» ضمن 5 كبارى عائمة على المجرى الملاحى لقناة السويس، تم تنفيذها بسواعد أبناء هيئة القناة، اثنان من هذه الكبارى فى نطاق محافظة الإسماعيلية، هما «الشهيد أحمد المنسى» و«الشهيد أبانوب جرجس»، واثنان بمحافظة السويس، هما «الشط» و«الشهيد أحمد الشبراوى»، بالإضافة إلى كوبرى «النصر» فى بورسعيد، الذى يُعد أطول الكبارى الخمسة العائمة على القناة.

2500 عامل ينجزون أطول جسر عائم على القناة بمسافة 421 متراً وبتكلفة 130 مليون جنيه

المهندس عادل فريد، مدير إدارة الترسانات بهيئة قناة السويس، أكد لـ«الوطن» أن كوبرى «النصر»، الذى يبلغ طوله نحو 421 متراً، بحمولة إجمالية تصل إلى 2600 طن، تم إنجازه فى وقت قياسى بسواعد نحو 2500 عامل، بتكلفة إجمالية بلغت 130 مليون جنيه، مشيراً إلى أن الكوبرى مكون من 6 «بنتونات» معدنية، كل «بنتون» منها بطول 70 متراً، وبعرض 15 متراً.

وأضاف أن الكوبرى تم تصميمه طبقاً لأحدث برامج التصميمات الهندسية العالمية، تحت إشراف إحدى الهيئات الفرنسية، وتم تنفيذه وفق أحدث الأنظمة العالمية، مثل أى وحدات بحرية، لضمان تطبيق أفضل المعايير الدولية فى السلامة والأمان، والتى تلتزم بها هيئة قناة السويس، عبر إخضاع جميع وحداتها البحرية لإشراف هيئات دولية معتمدة. وأوضح «فريد» أن الكوبرى مزود بأحدث تقنيات الاتصالات العالمية، يتم من خلالها التواصل مع مراقبة حركة الملاحة فى القناة وتلقى التوجيهات الخاصة بفتح وإغلاق الكوبرى، فى أوقات مرور السفن، مشيراً إلى أن ترسانة بورسعيد البحرية تتولى تشغيل وصيانة الكوبرى، كما تسهم الإدارة الهندسية فى صيانة الطرق والمراسى الخاصة بالكوبرى.

ويعمل كوبرى «النصر» بشكل مبدئى لمدة 22 ساعة، وتقدر طاقة العبور اليومية للكوبرى بنحو 20 ألف مركبة، بمتوسط حمولة حتى 20 طناً، بالإضافة إلى 1200 مركبة بحمولات حتى 70 طناً، ويتم المرور على الكوبرى فى حارتين بكلا الاتجاهين للسيارات الملاكى والنقل الخفيف، واتجاه واحد لسيارات النقل الثقيل، وتعتمد آلية تشغيل الكوبرى على غرفتى تحكم بمنتصف الكوبرى، تحتوى كل غرفة على ماكينات التشغيل الآلى، تسمح بفتح الكوبرى فى كلا الاتجاهين للسماح بمرور السفن، حيث يتحرك الجزء الغربى باتجاه الشمال، بينما يتحرك الجزء الشرقى باتجاه الجنوب. وأوضح مدير إدارة الترسانات بهيئة قناة السويس أن الإدارة الهندسية بالهيئة قامت بتنفيذ الأعمال الهندسية المدنية والبحرية للكوبرى، والتى تضمنت أعمال المراسى ودعامات التراكى، ودعامات الدوران، بالإضافة إلى أعمال الطرق والمحاور وساحات الانتظار للكبارى، ومنها كوبرى «النصر»، بدايةً من تحديد موقع الكوبرى جنوب ميناء بورسعيد، وإنشاء 2 مرسى على جانبى القناة. وأشار إلى أنه تم أيضاً إنشاء دعامتين للكوبرى، بحيث يتم من خلالهما تثبيت الجزء الثابت ودوران باقى الأجزاء أثناء غلق الكوبرى لمرور السفن، وإنشاء 4 «دولفين» دعامات لتأمين الروابط بين أجزاء الكوبرى فى فترات عدم التشغيل، فضلاً عن تنفيذ أعمال تجهيز مداخل ومخارج الكوبرى، من جهة الغرب بمسطح 9000 متر مربع، ومن الشرق بمسطح 12500 متر مربع، فضلاً عن ربط الكوبرى بشبكة الطرق القائمة.

"الشريف": يساعد على وجود اتصال بشكل دائم بين غرب وشرق القناة

وقال محمد الشريف، موظف بهيئة قناة السويس، إن كوبرى «النصر» يساعد على وجود اتصال بشكل دائم بين غرب وشرق القناة، ويحل أزمة مرور السيارات، وتخفيض ساعات الانتظار، كما يوفر كميات كبيرة من المحروقات والزيوت وقطع الغيار وعمال التشغيل، والتى كانت تستخدم لتشغيل المعديات.

وأكد «الشريف» أن مدينة بورفؤاد تنتظر أن يسهم هذا الكوبرى فى حدوث حركة تطوير عمرانى بها، ومنها مشروعات لبناء ما يقرب من 20 ألف وحدة سكنية، ضمن المرحلة الثالثة بالإسكان الاجتماعى، إضافة إلى 700 وحدة تابعة لهيئة قناة السويس، وكل هذه المشروعات كانت تشكل ضغطاً كبيراً على المعديات، فى حالة عدم وجود الكوبرى.