حادث يغير حياة "كريم": "كان في سياحة بقى سواق توك توك"

08:36 م | السبت 16 نوفمبر 2019

لكونه من أسرة بسيطة هو أكبر أبنائها، اعتاد أن يعمل أثناء دراسته لتحصيل مصاريفه الشخصية، يومه ينقسم بين محاضراته ووظيفته كمحصل فى أحد المحاجر، لم يرَ فى ذلك أى صعوبة، حتى جاء تاريخ الـ24 من نوفمبر عام 2015، حاملاً تغييراً جذرياً فى حياته، ترك بعده دراسته بكلية السياحة والفنادق والتزم فراشه عامين، بعد أن فقد ساقه اليسرى، وأصيب بكسور وتهتك فى الساق اليمنى، ليبدأ حياة جديدة، الحركة فيها بحساب.

7 ساعات كاملة قضاها كريم محمد، 27 عاماً، تحت أنقاض جبل انهارت بعض أجزائه فوقه هو وصديقه فى المحجر، وبعد أن نجحت محاولات استخراجهما توفى صديقه، وأصيب هو بتهتّك فى القدم اليسرى، وأجرى جراحة بتر لها، وكسور بالغة فى اليمنى ألزمته الفراش: «فقدت وظيفتى وسيبت الكلية، وماكنتش عارف هاكمل حياتى إزاى».

الشاب: بعد الإصابة بحثت عن وظيفة تناسب حالتى.. "الشغل مش عيب"

تعافى «كريم» من إصابته وبدأ رحلة البحث عن وظيفة تناسب حالته الصحية، فكان الـ«توك توك» الخيار الأنسب له، وحسب روايته ساعده جيرانه وأهالى الحى الذى يسكن به فى البدرشين بالجيزة فى شراء «توك توك» بالتقسيط: «الشغل مش عيب ومش بابص ورايا». لم يواجه «كريم» صعوبة فى قيادة «التوك توك» بقدم واحدة، كان كل همه أن يواصل الليل بالنهار لتسديد الأقساط المطلوبة منه، ولم يتوقف إصراره عند ذلك، بل تقدم للالتحاق بكلية التجارة جامعة القاهرة للتعليم المفتوح، وبعد أن اجتاز العام الأول بنجاح، كان على موعد مع زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة فى رمضان الماضى: «أهل الخير ساعدونى أحقق حلمى وأعمل عمرة».

«وظيفة ثابتة فى مجال دراسته الجديد وطرف صناعى يساعده على السير والحركة بشكل أسهل وتسديد ما تبقى من أقساط التوك توك»، أحلام بسيطة تراود ذهن الشاب العشرينى، يسابق الزمن بقدم واحدة، لينتهى من المسئوليات التى تقع على عاتقه: «محتاج شغل ثابت علشان أقدر أفتح بيت وأعيش كويس».