أصغرهم 7 سنوات.. تشييع جثامين عائلة من 8 أفراد اغتالتهم إسرائيل

كتب: نورهان نصرالله

أصغرهم 7 سنوات.. تشييع جثامين عائلة من 8 أفراد اغتالتهم إسرائيل

أصغرهم 7 سنوات.. تشييع جثامين عائلة من 8 أفراد اغتالتهم إسرائيل

أحلك ساعات اليوم ظلمة، الدقائق القليلة قبل الفجر، سماء المدينة ملبدة بغبار الدمار، ورائحة الدم تزكم الأنوف، الصمت يغطى الأرجاء كلها، بين طرفة عين وانتباهتها تومض السماء، كأنها منتصف النهار، صوت دوى يصم الأذان، يتداعى المنزل على رؤوس ساكنيه، يختفى تمامًا وكأنه لم يكن من قبل.

أغراض قليلة متناثرة، تنبئ أن أشخاص مروا من هنا، كرة حمراء صغيرة تركت صاحبها الصغير، أغطية اعتادت أن تدفء أجسادهم الضئيلة من البرد، وسجادة صلاة تضرعت عليها الأم ليلا، حتى يحفظ الله عائلتها، قبل أن تغتالهم أيادِ الإرهاب الإسرائيلي، فجر اليوم، في قصف جوى بستة صواريخ على منزلهم في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، لترحل العائلة كلها المكونة من 8 أفراد، حملوا اسم أبو ملحوس أو "السواركة".

لا يستطيع أن يجزم أحد، بما حدث فى اللحظات الأولى التى وقع فيها الانفجار، أو اللحظات الأخيرة في حياة العائلة التي كان من بينهم 5 أطفال، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينة، هل اختطفهم الموت أثناء نومهم؟ هل تألموا؟ هل شعروا بالخوف؟

كلها أسئلة لم تكن مهمة بالنسبة لجيش الاحتلال، الذي أعلن المتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي عبر حسابه على "تويتر"، أن أبو ملحوس، قتل في غارة على دير البلح في قطاع غزة، لأنه قيادى في الجهاد الإسلامي، وهو ما نفته الحركة تمامًا في بيان رسمي لها: "أبو ملحوس ليس قائدًا ولا عضوًا بارزًا في حركة الجهاد الإسلامي"، وأنه معروف في منطقته كشخص محسوب على الجهاد الإسلامي، لكنه ليس قائدًا، وكان الحادث قبل سريان وقف إطلاق النار، الذي بدأ صباح الخميس.

جنازة شعبية حاشدة، حمل فيها أبناء المدينة تلك الأجساد الضئيلة المسجاة بأعلام سوداء، وأخرى صفراء، إلى مثواها الأخير، جسد الأب "رسمي"، وأفراد العائلة "يسري"، "مريم"، "مهند"، "وسيم"، والطفل الصغير "معاذ" الذى لم يتجاوز الـ7 أعوام، ثم "فارس" و"سالم"، الذان لم يستطيعا مقاومة إصابتهما، وذلك وفقا لقناة "القدس" عبر حسابها على "تويتر".


مواضيع متعلقة