"شعراوي": الرئيس السيسي طالب بإحداث نقلة نوعية في حياة مواطني سوهاج وقنا

09:28 م | الاثنين 11 نوفمبر 2019

كشف اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع كافة تفاصيل برنامج التنمية المحلية بالصعيد، وتحديداً محافظتا قنا وسوهاج، وقال إن الرئيس طالب بإحداث نقلة نوعية فى حياة مواطنى المحافظتين، وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن الرئيس يعتبر البرنامج أحد المشروعات القومية، كما أن رئيس الوزراء وجه بسرعة حل أى مشكلات فى التنفيذ، لافتاً إلى أن البرنامج حقق نجاحاً كبيراً حتى الآن بشهادة البنك الدولى وشركاء التنمية.

مشاركة المواطنين فى التخطيط والتنفيذ حجر الزاوية

ما أهم ما يميز برنامج تنمية الصعيد؟

- البرنامج نموذج للبرامج التى تستهدف تحقيق تنمية متكاملة فى محافظات تأخرت خلال الفترة الماضية فيما يخص التنمية، وهو قائم بشكل رئيسى على المشاركة بمفهومها الواسع، فهو يوفر آليات لإشراك المواطنين فى مراحل التخطيط وتصميم المشروعات ومتابعة التنفيذ، ويفتح المجال لدعم دور القطاع الخاص ليقوم بقيادة التنمية الاقتصادية فى إطار التوجهات الاقتصادية العامة للدولة، ويوفر منصة مستدامة لمشاركة كافة الجهات التنفيذية ومديريات وشركات المرافق والخدمات فى وضع خطط استثمارية قائمة على التكامل والتنسيق. فالبرنامج بهذا الوصف يطبق «ديمقراطية التنمية فى أفضل تجلياتها»، ويجعل الخطط الاستثمارية السنوية متوافقة مع الاحتياجات الحقيقية للمواطنين والمجتمعات المحلية، ويحقق التكامل بين خطط التنمية التى تنفذها الدولة على أرض محافظتى سوهاج وقنا، والأهم من ذلك أن البرنامج يلبى الاستحقاق الدستورى المتعلق بتطبيق اللامركزية، فهو يعتمد على فكرة التحويلات المالية المباشرة للمحافظات وتمكينها من وضع خططها التنموية وتنفيذها ومتابعتها بالتنسيق مع المستوى المركزى.

وزير التنمية المحلية: القيادة السياسية تعتبر برنامج تنمية الصعيد أحد المشروعات القومية.. ورئيس الوزراء وجّه بحل المشكلات

ما أهم النقاط التى يركز عليها الرئيس السيسى فى البرنامج وتكليفاته الدائمة بهذا الشان؟

- الرئيس يهتم ببرنامج التنمية المحلية فى صعيد مصر بشكل شخصى، وتشرفنا بلقائه واستعراض البرنامج معه منذ شهرين، فضلاً عن أن الرئيس يتلقى تقارير دورية عن التقدم فى البرنامج من خلال رئيس الوزراء، باعتباره رئيس لجنة التسيير ولجنة متابعة المشروعات القومية، ومن خلال وزارة التنمية المحلية.

ندرس إمكانية تغطية سوهاج وقنا بخدمات الصرف الصحى بنسبة 100%

ماذا عن آخر لقاء مع الرئيس السيسى؟

- خلال اللقاء الأخير، أكد الرئيس ضرورة دراسة إمكانية تغطية محافظتى سوهاج وقنا بخدمات الصرف الصحى بنسبة 100%، ووجه بالتنسيق مع وزارة الإسكان فى هذا الصدد، كما أن الرئيس يهتم كثيراً برؤية الصورة التى ستكون عليها بعد نهاية البرنامج، وكيف ستتطور المؤشرات التنموية فى المحافظتين، والتعلم من الدروس المستفادة لتتمكن الدولة من إعادة تطبيق البرنامج فى باقى محافظات الجمهورية.

هل يوجد تصنيف حكومى لبرنامج تنمية الصعيد؟

- بالتأكيد البرنامج يتم تصنيفه على أنه أحد المشروعات القومية، ما يعنى أنه يقع فى بؤرة اهتمام الرئيس السيسى والدكتور مصطفى مدبولى، وهناك توجيه مستمر بتذليل أى صعوبات وحل أى مشكلات قد تعوق تنفيذ البرنامج وتحقيق أهدافه، فضلاً عن أن البرنامج هو أحد أهم مكونات برنامج الحكومة الحالى 2018-2022 تحت محور تحسين مستوى معيشة المواطن.

كيف تتم مشاركة المواطنين؟

- نعتبر برنامج تنمية الصعيد هو برنامج الحكومة المصرية لتنمية المحافظات المتأخرة تنموياً، وعندما قمنا بتصميمه مع البنك الدولى كان من أولوياتنا الاهتمام الخاص بمنصات مشاركة المواطنين، باعتبار أن التنمية الناجحة هى التنمية التى تقوم بالمواطن ومن أجل المواطن، ومن منطلق إيمان الدولة بضرورة الانفتاح على المواطنين وتبنى مدخل الشفافية فى توزيع الاستثمارات العامة وإدارة الإنفاق العام، لذا فإن البرنامج يعقد جلسات تشاور مستمرة مع المواطنين على مستوى الوحدات المحلية للتعرف على احتياجاتهم والاستماع لمقترحاتهم وشرح تفاصيل الخطط الاستثمارية لهم، كما أن البرنامج ينظم مشاركة القيادات الطبيعية ومنظمات المجتمع المدنى والنسائى والشباب، من خلال ما يعرف بمنتديات التنمية المحلية، فضلاً عن ذلك فإن المواقع الإلكترونية وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات تلعب دوراً جوهرياً فى تداول المعلومات مع الجمهور فى قنا وسوهاج.

هل تواجهون مشكلة فى التعامل مع الاحتياجات المتزايدة والمتنوعة للمواطنين؟

- بالطبع من المتوقع أن يكون هناك احتياجات متزايدة من المواطنين بشكل يفوق موازنة البرنامج، ونحن نراهن دائماً على وعى المواطن فى هذا الشأن، ونطبق التكليف الرئاسى الدائم بضرورة مصارحة المواطنين بكافة تفاصيل المشروعات وإشراكهم فى اقتراح الحلول، وبالتالى فعندما يعرف المواطنون الحدود التى يتحرك فيها البرنامج وقيمة الموازنات المتاحة، فإنهم يفكرون بطريقة عملية وواقعية ويركزون على الأولويات التنموية.

هل سيمتد البرنامج لمحافظات أخرى؟

- الدولة عازمة على استمرار البرنامج وتطبيق منهجه على محافظات أخرى، ليصبح هو المنهج المعتمد فى التعامل مع المحافظات التى تريد الحكومة سرعة تحقيق معدلات تنمية بها، وإحداث نقلة نوعية فيها، ولكن يجب أن نعرف أن البرنامج يستهدف تحويل المحافظات إلى مناطق جاذبة للاستثمار وقادرة على إدارة التنمية وتقديم الخدمات وخلق فرص العمل، وكل ذلك فى إطار من اللامركزية وتطوير منظومة التخطيط المحلى والالتزام بمعايير اجتماعية وبيئية صارمة، ولكى نحقق هذا الهدف فلا بد من تكثيف الاستثمارات الحكومية بالمحافظة والقيام بإصلاحات مؤسسية وهيكلية كبيرة داخل كل محافظة، فى ضوء ذلك رأت الدولة أن يتم البدء بنموذج تجريبى فى محافظتين، وتطبيق كل حزم الإصلاحات التى أشرت إليها حتى نتوصل إلى أفضل الممارسات القابلة للنجاح والتكرار.

كيف تم اختيار سوهاج وقنا؟

- الاختيار جاء لاعتبارات تحقيق العدالة التنموية، حيث كانت المحافظتان فى 2015 -وقت التخطيط للبرنامج- تحتلان مرتبة متأخرة فى مؤشرات الفقر ومعدلات التنمية، ومن ثم فقد رأت الدولة أن تبدأ بهما.

ما طبيعة المشروعات التى يمولها البرنامج؟ ومتى يتم الانتهاء منها؟

- خلال المرحلة الأولى تم تنفيذ مشروعات بقيمة 4.015 مليار جنيه، منها مشروعات بقيمة 1.9 مليار جنيه من المكون المحلى، أى ممولة من الخطط الاستثمارية للمحافظات، المتمثلة فى خطة برامج الإدارة المحلية الخمسة، ومشروعات بقيمة 2.1 مليار جنيه ممولة من قرض البنك الدولى. والغالبية العظمى من مشروعات المرحلة الأولى انتهت، خاصة مشروعات توصيل مياه الشرب للمناطق المحرومة أو تحسين جودة وكفاءة هذه الخدمات، ومشروعات رصف الطرق وربط مدن وقرى المحافظتين بالمحاور التنموية، فضلاً عن مشروعات تغطية الترع وتحسين البيئة وإنارة الشوارع وتوفير خدمات الإطفاء وتأهيل ودعم الوحدات المحلية.

ماذا عن المشروعات الجارى تنفيذها؟

- أهمها مشروعات الصرف الصحى، حيث يتم تنفيذ مشروعات كبرى للصرف فى 4 مراكز بمحافظة قنا ومركزين بسوهاج، باستثمارات تصل إلى 1.2 مليار جنيه، فضلاً عن مشروعات ذات طبيعة اقتصادية، تتمثل فى تطوير المناطق الأثرية لمحافظة سوهاج، لوضعها على خريطة السياحة العالمية، وكذلك مشروعات ترفيق المناطق الصناعية وتحديث نظم الإدارة بها التى يمولها البرنامج وتنفذ من خلال هيئة التنمية الصناعية، ومن المتوقع الانتهاء من تلك المشروعات تباعاً قبل 30 يونيو 2020.

ماذا عن الاستثمارات المستقبلية للبرنامج؟

- على صعيد الاستثمارات المستقبلية انتهى البرنامج من وضع خطة تنموية متوسطة الأجل لكل محافظة، يتم تنفيذها على مدار ثلاث سنوات من «2019-2022»، باستثمارات إجمالية تزيد على 8.8 مليار جنيه، بواقع 3.8 بمحافظة قنا وحوالى 4.9 بمحافظة سوهاج، وهى الخطة التى ستؤدى لإحداث نقلة نوعية كبيرة فى الأوضاع التنموية بالمحافظتين، وفقاً للرؤى التى تم تبنيها، وبما يتوافق مع رؤية التنمية المستدامة لمصر 2030، ويجب أن أشير هنا إلى أن هذه الاستثمارات المقدرة بحوالى 13 مليار جنيه ليست فقط هى المستهدفة، ولكنها تتكامل مع استثمارات أخرى ستضخها وزارة الصناعة فى ترفيق وتطوير المناطق الصناعية، وأخرى تضخها قطاعات وزارة الإسكان فى مجال مياه الشرب والصرف الصحى، فضلاً عن استثمارات وزارتى الصحة والتعليم.

إلى أى مدى نجح البرنامح فى تحقيق المستهدف منه حتى الآن؟

- بشهادة البنك الدولى وشركاء التنمية الآخرين ووفقاً لنتائج المتابعة الميدانية المستمرة للبرنامج، فإنه حقق نجاحاً كبيراً خلال الفترة الماضية من بداية البرنامج، ويكفى أن نعرف مثلاً أن تصنيف البرنامج وفق معايير البنك الدولى ارتفع من «غير مرضى»، قبل 2018 إلى «غير مرضى إلى حد ما» فى 2018، وأخيراً فى 2019 ارتفع التصنيف مرة أخرى إلى «مرضى إلى حد ما»، ونتوقع رفع تصنيفه إلى «مرضى» العام القادم وهو أعلى تصنيف بالبنك الدولى.

البرنامج حقق نجاحاً كبيراً بشهادة البنك الدولى ونسعى لتطوير منظومة التخطيط الإقليمى والمحلى

مشروعات المرحلة الأولى متى تنتهى؟

- سيتم الانتهاء من مشروعات المرحلة الأولى فى يونيو 2020، عندها سيكون البرنامج حقق نقلة كبيرة فى مؤشرات التنمية بمحافظتى سوهاج وقنا، من خلال انخفاض معدلات الفقر بصورة ملحوظة وبنسب تدعو للتفاؤل، وارتفاع معدلات الإشغال فى المناطق الصناعية، وتم توصيل مياه الشرب لكافة المناطق المحرومة، وسترتفع نسبة التغطية بخدمات الصرف الصحى إلى 100% بالمدن، وتتضاعف نسبة التغطية فى القرى مقارنة بالوضع الراهن، وزارة التنمية المحلية تعمل على تطوير منظومة التخطيط الإقليمى والمحلى بما يضمن تعظيم الاستفادة من الموارد المحلية المتاحة بكافة محافظات الجمهورية.