"نقادة" تخصصت في "الفِركة": النول مصري واللبس للأشقاء الأفارقة

كتب: وائل فايز

"نقادة" تخصصت في "الفِركة": النول مصري واللبس للأشقاء الأفارقة

"نقادة" تخصصت في "الفِركة": النول مصري واللبس للأشقاء الأفارقة

تعد صناعة الفِركة من الحرف التراثية المهددة بالاختفاء بعد تراجع الطلب عليها وغلاء الخامات وتراجع الإقبال على المهنة، حيث يعد مركز نقادة بمحافظة قنا رائد صناعة الفركة، التى دخلت بؤرة الاهتمام مجدداً بعد دخولها ضمن حزمة التكتلات الاقتصادية التى تحظى برعاية برنامج التنمية المحلية لتنمية الصعيد بالتعاون مع البنك الدولى.

«الفركة منسوجات يدوية بمعدات النول من خيوط القطن والحرير وهى أحد أشكال النول اليدوى لإنتاج أقمشة وشيلان يدوية من الكتان والحرير وكانت بتتصدر لدول أفريقيا»، بحسب هدى كمال الدين، مدربة الفركة: «تعتبر الفركة الزى المفضل للمرأة الأفريقية ومطلباً للسياح، وتتميز بأنها ما زالت تحافظ على تقاليدها القديمة بمراحلها التقليدية للمنسوجات دون أى تدخل من تجهيز أو خياطة، وأنا اتربيت فى المهنة من أول ما شفت النول فى الشارع، وبمرور الوقت تعلمت كل تفاصيل المهنة حتى صرت مدربة أعلم الفتيات اللى عايزة تاكل عيش».

"هدى": الدخل حسب الإنتاج.. وغلاء أسعار الخيوط مشكلة

وأضافت «هدى»: «نقادة هى أساس حرفة الفركة منذ عهد الفراعنة وأغلب الفتيات يعملن فيها وبإمكان الفتاة إنتاج شال أو اثنين فى اليوم، والشال بيتكلف من 10 لـ45 جنيهاً ويتم رفع السعر خلال عملية التسويق»، موضحة أن غلاء أسعار الخيوط وتراجع الإقبال أضر بالمهنة، والدخل هنا بيتحسب بالإنتاج وده طبعاً ظلم للعاملات فى مهنة الفركة، لذلك نطالب بوجود مرتبات ثابتة، فأنا محتاجة عملية غضروف وأجلتها أكثر من مرة لأنها تتطلب الراحة وقتاً طويلاً، وبالتالى لن يكون لدىّ دخل، فكيف أنفق على أولادى فى مراحل التعليم المختلفة، كمان من سلبيات المهنة التأثير على الإبصار وآلام الضهر المتكررة بسبب الجلوس لفترات طويلة خلال العمل».

"فاطمة": مخطوبة وباساعد أسرتى

وأوضحت أن الفركة تمر بعدة مراحل تبدأ بشراء خيط الحرير الصناعى الأبيض وتلوينه حسب الطلب بالأصباغ المختلفة، والثانية لف الخيط وشده على النول لبدء لعملية النسج وبعدها يتم لف الخيوط وأخيراً التصنيع بالمكوك على النول وهو الجزء الذى يحدد الشكل حسب الطلب والرغبة فى إدخال أشكال جديدة، وتتطلب عملية شد النول دقة متناهية وقوة تحمل، وأشارت إلى أن قرى الضبع والخطارة من ضمن قرى نقادة التى تشهد رواج تلك الحرفة، مشيرة إلى أن التسويق كان يعتمد على السياحة وعدد من الدول الأفريقية التى تفضل أزياء الفركة، مطالبة بضرورة اهتمام الدولة وبرنامج التنمية المحلية بالسيدات العاملات فى الفركة بتوفير رعاية صحية لهن وإقامة برامج تدريبية متخصصة وزيادة التنسيق بين مراكز التدريب لتبادل الخبرات.

وأكدت اعتماد سيد، عاملة فركة، أن الأوضاع الاقتصادية لأسرتها اضطرتها للنزول للعمل منذ شهور: «عشان لقمة العيش»، مؤكدة أن لديها 3 أولاد بمختلف المراحل الدراسية ولجأت إلى الفركة لأنها الأكثر شيوعاً بين سيدات نقادة، فيما قالت الشابة فاطمة حسان: «باشتغل فى الشغلانة دى من وأنا عندى 5 سنين، ودلوقتى تمّيت 20 سنة، وكنت أصغر فتاة تعمل بالمهنة، كنت باهرب من المدرسة لتعلم الحرفة ومساعدة أسرتى وحالياً أنا مخطوبة وباعمل ده لتوفير جهازى»، وأضافت: «مسألة التسويق والبيع بتتم من خلال الجمعية التى نعمل من خلالها، ومن مميزات المهنة أن العمل يمكن من داخل البيت، وبنتقاضى راتب من 500 لألف جنيه، وبنشتغل من 8 صباحاً لـ4 العصر، وخطيبى مشجعنى عالشغل ومش هيرفضه بعد الجواز».


مواضيع متعلقة