"طيبة ومش بتتكلم كتير".. رواية أصدقاء "لمياء" فقيدة جامعة القاهرة

كتب: كريم روماني

"طيبة ومش بتتكلم كتير".. رواية أصدقاء "لمياء" فقيدة جامعة القاهرة

"طيبة ومش بتتكلم كتير".. رواية أصدقاء "لمياء" فقيدة جامعة القاهرة

رُسمت على وجوههن علامات الحزن، وامتلأت أعينهن بدموع الفراق، غادرت أمور الحياة مخيلتهن، فلم تبق إلا الصدمة وهول الفاجعة، تحلق فيما تبقى من أسراب خيالهن، الفقيدة عزيزة عليهن، والحادث مؤلم، خصالها أجبرت أصدقائها على كل ذلك، لها نصيب كبير من روح المرح، والبساطة، وفوق ذلك الجد والاجتهاد، والطيبة.

هذه حال أصحاب الطالبة لمياء محمد السيد، التي توفاها الله، عقب سقوطها من شباك الغرفة رقم 19 في الدور السادس من مبنى المدينة الجامعية بجامعة القاهرة.

أثناء تأديتهن صلاة الغائب عليها، اليوم، أعربن في حديثهن لـ"الوطن"، عن حزنهن الشديد لفقد رفيقتهن، مؤكدات أنها نموذج للطالبة المثالية.

بصوت يشوبه الحزن، تروي الطالبة مروة محمد من كلية السياسة والاقتصاد، القاطنة في نفس دور الطالبة لمياء، الواقعة قائلة: "لمياء ساكنة في غرفة رقم 19، وأنا في غرفة 5 في الدور السادس، قبل ما تقع خبطت في واحدة صحبتي وضحكت، بعدها سمعنا حاجة بتقع، مكانتش باينة، بس أصحابي شافوا الكروكس بتاعها".

تستطرد "مروة" تفاصيل الواقعة: "سمعنا صراخ عالي، بعدها بربع ساعة بنبص لقينا بنات كتير بيُغمى عليها، نزلنا عرفنا إن فيه واحدة واقعة، مكناش نعرف إنها لمياء"، مضيفة: "المشرفين حطوا عليها ملاية وجات الإسعاف خدتها".

بات الدعاء هو الملجأ الأول والأخير للخروج من الصدمة، فدعا أصحابها الله: "كنا ندعيلها إن ربنا يقومها بالسلامة، بعدها طلع المشرفين أوضتها وخدوا التليفون بتاعها وصوروا المكان، وطبق الغسيل كان لسه بالهدوم بتاعته، والأحبال متقطعة".

وأضافت مروة: "في الوقت ده مكانش أي حد معاها في الأوضة، ووالديها مسافرين البحرين، وهى قاعدة مع أخواتها".

في علم الطب يسمى "نبض"، فهو الشماعة التي عُلقت عليها آمال رفاق لمياء، حتى تعود للحياة مرة أخرى: "المستشفى اتصل وقال ادعولها هي لسه فيها نبض، بعدها بشوية عرفنا من صفحة المكتب الإعلامي لجامعة القاهرة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إنها توفت".

تبدلت الأحوال، فبعد أن كانت غرفتها مخصصة للمبيت والاستذكار، أصبحت مثار جدل وتحقيقات واسعة من قبل الجهات المختصة: "قفلوا أوضتها وأخدوا المفتاح وقالوا مفيش حد يفتحها خالص، بعدها أصحابي وهما جايين الكلية قالوا لي أنهم كانوا بينزلوا حاجتها، وواحد شاب كان واقف في المبنى بتاعنا ومنهار من العياط، أعتقد أنه أخوها".

وعن طبيعة المبيت في الغرف، تقول مروة: "الأوضة فيها أربعة وهي كانت وحدها عشان أصحابها كانوا بره".

علاقة ود ومحبة تجمع "مروة" بـ"لمياء": "كان بينا سلام وضحك"، لافته إلى أن المبنى لا يمتلك أي شرفات لنشر الغسيل: "بننشر في الشبابيك وبتكون واحدة من صحابنا مسكانا، وبنكون حاسين إن احنا في الهواء، وكنا بنقف على المكتب عشان نقدر ننشر على الحبال كلها".

وروت طالبة من المدينة الجامعية، رفضت ذكر اسمها، علاقتها بالطالبة لمياء، قائلة: "مش بتتكلم كتير وطيبة جدًا ولو عاوزين أي حاجة منها بتقولنا خدوها من غير ما تستأذنوا"، مؤكدة أنها كانت نموذج للطالبة المثالية.

كان المركز الإعلامي لجامعة القاهرة، نعى الطالبة لمياء محمد السيد إبراهيم، بالفرقة الثالثة بكلية الطب البيطري، التي توفت أمس، خلال تواجدها في مدينة الطالبات، إثر سقوطها من الشرفة بعد اختلال توازنها، أثناء نشر ملابسها.

وأدى الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، صلاة الغائب عليها، اليوم، في ساحة مدينة الطالبات بالجيزة، بحضور النواب، وعمداء بعض الكليات، وقدم الدكتور الخشت، العزاء لزملاء الطالبة بالمدينة، واستمع لهم، ووعد بتحقيق مطالبهم.


مواضيع متعلقة